القاهرة 06 يونيو 2017 الساعة 09:26 ص
بقلم: عبد الرحيم العرجان
الشهرة بالمفهوم العام هي مدى معرفة الناس بالشيء وباللغة اذا عُرّف وانتشر، وبالاقتصاد هي القيمة السعرية المضافة على السعر الحقيقي (السوقي) على مر الزمان وقد تكون سالبة او موجبة، ومن هذا التعريف نتناول الشهرة الفنية للفنان وبتحديد الفنون البصرية من نحت، تشكيل وتصوير فوتوغرافي وكيفية احتسابها وتنميتها
هناك العديد من العوامل التي تلعب دورا فعالا في احتساب قيمة الشهرة الفنية الايجابية للفنان لتسعير اعماله، بشكل منطقي مبني على أسس اقتصادية بحتة، كون ما ينطبق على السلع والمنتجات ينطبق على الاعمال الفنية بالقياس والتقدير وكذلك نظريات تقييم المؤسسات التجارية تعادلها كيفية تقييم الفنان ذاته على اعتباره مؤسسة اقتصادية منتجة، فأوقات يصل الفنان لنقطة حيرة من امره في كيفية احتساب وتسعير أعماله في ظل اسعار السوق السائدة ما بين ارتفاع وانخفاض والمبني عليها ايضا قرار المقتني دون تخبط في خيار الاقتناء، ونوجز اهم هذه العوامل.
الجهات المقتنية:
للجهات المقتنية اهمية كبرى واساسية في هذا النطاق ومدى انتشارها في اكبر مساحة من العالم وبالذات الاماكن ذات الاصالة والثقة الفنية والمعرفة والارتياد المتخذة قرار التملك بناء على تنسيب لجان ذات نزاهة تقييمة ونرتبها حسب الاهمية:
المتاحف، الجهات الثقافية والرسمية، القصور الرئاسية والملكية، كبار المقتنين، المؤسسات الاقتصادية، المجموعات الخاصة لدور العرض والجالري وبعدها عامة المقتنين، اخذن بعين الاعتبار عدد اعمالة المباعة من اجمالي انتاجة العام.
المعارض الفردية:
وتحتسب بعدد المعارض الفردية المقامة بدور وصالونات العرض العريقة المعروفة ذات الخبرة في اختيار عارضيها، دون تقيدها بدار عرض واحده بعقد احتكاري كون الاحتكار يبنى سعره على اساس المضاربة وفي اوقات الترويج المغبون، فكلما كان الفنان حرا كان اكثر مصداقية وثقة، آخذين بعين الاعتبار مدى انتشار معارضه بدول العالم، واسماء من عمل على ادارتها وتنظيمها، فمدراء الجالريات هم ايضا ذوي شهرة ومصدر ثقة.
المهام الفنية:
لكل مجال للفنون مهام تكليف،حيث كانت الحكومات توكل لنحات بعمل نصب تذكاري بميدان عام، او فنان برسم جدارية بساحة، او مصور بمهمة توثيق معالم او العمل على تصوير كتاب، او توكيلهم بتصاميم فكرية وابداعية، وعلى سبيل المثال الطابع البريدي لأي دولة هو عبارة عن صورة او رسمة او تصميم.
إن اختيار اي فنان للمهام اعلاه لا يكون تعبطاً بل باسترشاد وتقييم كون ما سوف ينتجه موجه للعامة ويحمل اسم الدولة والحدث وهو تحت انظار الاعلام والنقاد وهم بالدرجة الاولى من يقيم المنتوج.
الفكرة والتجديد:
الفنان المجدد والمجرب والخلاق ضمن مدرسة تخصصه الفنية هو الاكثر مبيعا وطلبا من غيره كون لديه سعة بصرية اكبر من غيره والقدرة على استحداث التكنيك ليتلاءم مع الرسالة.
اما من يحصر نفسه في نمط واحد سوف يؤدي ذلك لجعل عمله اقرب من الحرفة نتيجة التكرار والاجترار، فليس من المنطق ان يقتنى عملا مكررا او شبه مكرر مع تغيرات بسيطة ما بين العمل والاجر.
المزادات الفنية:
في الآونة الاخيرة اصبحت المزادات هوساً لزمرة من الفنانين اخذين بتراكض لإدراج اعمالهم فيها بأي طريقة كانت حتى لو ان يدرج عمله ويشتريه بنفسه مع مخسر عمولة المزاد، اما بعض المقتنين ومن يبحث عن موطئ قدم للظهور فيجد مكانا جيدا له بذلك، والاثنين لا يعيان انهما في دوامة البعد الكامل عن الحقيقة السوقية الفنية، فالمزادات بالحقيقة ومنذ القرن السابع عشر الذي وجدت فيه كانت للمزايدة والتنافس الاقتنائي للعمل النادر، والنادر حسب العرف هو ما لا يعاد انتاجه، فمن المنطق ان يدرج اعمالا لرواد من الرعيل الاول ممن توفاهم الله او ممن توقف لاسباب صحية او بداعي الكبر عن الانتاج او لعمل حقق شهرة عالية واخذ من المساحة الشيء المهم من اهتمام الخاصة والعامة، فليس من المنطق ان يكون حديث تخرج او فنان منتج بكامل طاقته تحت هذه المظلة التقيمية الا في حالة استثنائية وهنا الاستثناء نادر ونادر جدا.
الاعلام:
الاعلام بمختلف اشكالة اساس كبير في التعريف ونقل الرسالة والحدث، والاعلام النظيف يوجه اقلامه واضواءه بناء على مدى الاهمية، لدعم هاوٍ، او تكريم مبدع، فعلى سبيل المثال ان اقيم معرض ووجدت له خبر منتشر بالقدر التعريفي للحدث والمحتوى كان ذلك من الاهمية التي جلبت الاهتمام لذلك، فان لم تجد او كان سطحيا فهو ايضا بقدر اهمية حدثه، ونضيف لذلك اللقاءات والمقابلات الحصرية، والاسترشاد برؤى، وتعقيبه على الاحداث الاخرى وتقيمها، وقدرته على الكتابة الاعلامية ايضا لها القيمة الاضافية.
الرأي النقدي:
كل فنان هو تحت نظرة التقييم النقدي الفني سواء اكان بطلب او طواعية من قبل الناقد، ونستثني من ذلك الناقد المأجور وهم معروفون في الوسط الفني، اما التقييم النقدي لنقاد مفكرين حركت اقلامهم بقوة العمل وراحته البصرية وتكنيكه العالي، فهؤلاء هم من نتحدث عنهم ونأخذ برأيهم بجل اهتمام.
الجوائز الفنية والتكريمات التقديرية:
تمنح الجوائز بالعادة لعمل جسد فكرة تفردت عن غيرها بكامل عواملها، ومن هذه الجوائز جوائز الدولة والمهرجانات والمسابقات المحلية والاقليمية والدولية ذوات لجان تحكيم ذات نزاهة وحياد، وتكريمات وأوسمة تمنح على العطاء والابداع .
المهرجانات والملتقيات التمثيلية الدولية:
هناك مهرجانات وملتقيات دولية تستقطب المشاركين بناء على مقاييس معينة، لاستدعاء فنانين لتمثيل بلدانهم بشكل دوري وليس حسب نظام الكوتا والشلالية الآخذه بالانتشار وبالذات في دول العالم الثالث او مهرجانات الشخص الواحد المنظم المدار من قبل صاحب المزاجية الاختيارية والمنفعة الشخصية، مع انه انتشر في الخمس سنوات الاخيرة مهرجانات السياحة الفنية والمطلوب منك ان تدفع رسوم اشتراك لحضورها وهذه المهرجانات مستثنية كل الاستثناء من التقييم.
المعارض الجماعية والمشتركة:
المعارض الجماعية مشاركتها بالعادة تكون رمزية بعمل او اثنين وهي ايضا خارج التقييم، اما المعارض المشتركة فلها نظرة مختلفة وهي ان المعرض المشترك ينظرالى جانب من اشترك بالعرض والرسالة المقدمة وعدد المشاركين، فكلما زاد عدد المشاركين وقل عدد الاعمال اصبح صداه اقل.
اعادة استخدام العمل:
يتجلى ذلك بان يكون العمل لغلاف كتاب، مطبوعة، بوستر او غيرها من الوسائل الاعلانية واعلامية، او يعاد تجسيده من قبل فنان آخر كان تحول الصورة الى رسمة او تحول الرسمة الى منحوتة وغيرها الكثير من الامثلة.
وهذه الحصيلة كاملة هي من تبني سيرتك الذاتية المعرفة تفاصيلها عبر شبكة الانترنت بتواريخ واحداث مختلفة.