القاهرة 20 ابريل 2017 الساعة10:29ص
تمر حنه ورقصات وخفة دم نعيمة عاكف كشفو الوجه الأخر للغجر ويوسف شاهين وليلى علوى فى "المصير" درس فى حب الحياة.. علاقات الحب وحياة
الغجر فى "قابلت غجر سعداء" لليوغسلافى أليكساندربيتروفيتش... الأضطهاد وحياتهم المهمشه فى "ملكة الغجر"للشاعر الروسى إميل لوتيانو.. ومجدهم الإسبانى سرفانتيس فى روايته"دون كيخوت" ويحكى لنا ادوارالخراط قصة حب شاعرية وعنيفة الاحداث فى "الغجريه والمخزنجى"
اعداد:رحمه منصور
الغجر فى السينما المصرية
الغجر كيف انتقلت حياتهم وعادتهم وتقاليدهم الى السينما ؟ وكيف صورهم المخرجين فى أفلامهم؟ كيف انتقلت حياتهم الى أقلام الكتاب والروائين من خلال روياتهم؟
فقد صور الكثير من المخرجين فى أفلامهم السينمائيه الغجر فى مصر وخرجها متمثلين فى الراقصات (الغوازى) وضاربات الودع، كما صورت السينما عربات الخيول التى كانو يتنقلون بها وأماكن خيامهم التى كانو يعيشون فيها ، وأيضا الاضطهاد الذى تعرضو له والمعاملات السيئه على مدى التاريخ فى شتى بقاع الأرض من إيران إلى تركيا أوروبا بدولها كافة تقريبا، وفى أميركا أيضا ، وما عاناه الغجر على أيدى النازين
وأنتجت أفلام تحمل عناوينها أسم الغجر مثل فيلم الغجريه عام 1960 سيناريو وحوار وأخراج السيد زيادة تثيل هدى سلطان وشكرى سرحان وتدور أحاثة حول أبودومه رجل غجرى يقوم بخطف الأطفال ويقوم بخطف الطفله سلمى (هدى سلطان) ولكنه بالخطا يعيد طفله غيرها إلى أبيها وتنمو سلمى وسط الغجر وتصبح منهم وتتوالى الأحداث
وفى عام 1967 أنتج فيلم (غازية من سنباط) من إخراج السيد زياده وتمثيل شريفه فاضل ومحمد عوض والغازية هى الراقصة الغجرية
وفى لبنان أنتج فيلم "الغجرية والأبطال" 1984 سيناريو وإخراج سمير الغصينى تمثيل محمد المولى ورولا عمارة
تراقصت نعيمه عاكف بخفة وجمال روحها فى فيلم تمر حنه الذى أنتج عام 1957 وشاركها فى البطولة رشدى أباظه وأحمد رمزى وفايزه أحمد، لتجسد تمر حنه وأهلها حياة الغجر بصخبها وقوانينها وترحالها ، حيث تحاول تمر حنه (نعيمه عاكف) الخروج عن قوانين وعادات مجتمعها الغجرى لتعيش فى منزل أحمد ابن العمده الثرى الذى يحاول بشتى الطرق التقرب اليها ولكنها مطارده من ابن عشيرتها حسن الذى يحاول قتلها ، تأليف وإخراج حسين فوزى
هكذا أيضا صورهم فيلم "شفيقة ومتولى" الذى أنتج عام 1978 وقامت ببطولتة السيندريلا سعاد حسنى وأحمد زكى ، تأليف صلاح جاهين ، قصة وسيناريو وحوار شوقى عبد الحكيم ، ومن أخراج على بدر خان ،وعبر عنهم المخرج العالمى يوسف شاهين فى فيلمه المصير 1997 لتقدم الفنانه ليلى علوى والفنان محمد منير واهلهما صورة أخرى من صور حياة الغجر فى الأندلس.
ومن مشاهير الغجر فى السينما المصريه
سيد الضو وخضره محمد خضر والريس متقال وابن عمه شمندى
الغجر فى السينما العالمية
I even met happy gypsies (1967)
جاء فيلم "قابلت غجرا سعداء من عباره ساخرة فى أغنية غجرية تقليدية ، للتعبير عن بؤس حياة التشرد الاضطهاد التى يعانى منها الغجر ، علما بأن العنوان الأصلى للفيلم يللغه الصربية يعنى "جامع الريش" الفيلم لكاتبه ومخرجه ومؤلف موسيقاه اليوغسلافى الكساندربيتروفيتش يسلط الضوء على حياة سكان قرية غجرية قريبة من العاصمة اليوغوسلافية بلجراد ، تتمحور حياتهم الأقتصادية على شراء وبيع ريش الوز . وبطل القصه الغجرى بورا، تاجر ريش الوز ، يقضى معظم وقته فى التجول وشرب الخمر ومعاشرة النساء ، وهو متزوج من امراه تكبره
يقع بورا فى حب الشابة الغجرية الجميلة "تيسا" التى يرغمها والدها على الزواج من شاب لا تحبة ، وفقا لتقاليد الغجر . ترفض زوجها بداعى عجزه الجنسى وتستمر العلاقة بين بورا وتيسا اللذين يضطران الى الفرار من القرية ، ويتزوجان على يد راهب فى منطقه جبلية
يقدم المخرج صورة واقعيه لأسلوب حياة الغجر الأخذ بالإنقراض ، مؤكدا علاقات الحب والعلاقات العرقية والاجتماعية ، ويستخدم المخرج الألحان الغجرية ومئات الأشخاص من "المجاميع" ، لتعزيز أصالة الفيلم الناطق يلهجة رومانية غجرية ، شبه منقرضة ، زيادة فى الواقعية.
اختار المجلس اليوغوسلافى لأكاديمية الفنون والعلوم السينمائية فى العام 1996 فيلم "قابلت غجرا سعداء" كثانى أفضل فيلم صربى أنتج خلال الفترة بين عامى (1947-1995 )
Queen of the gypsies (1976)
شكل ذلك الفيلم لمخرجه الشاعر الروسى إميل لوتيانو وقت ظهوره ، احتفاء نادرا وغير مسبوق للسينما بشريحة اجتماعية مهمشة كالغجر، طالما جرى تغييبها عن الشاشهة، أو تناولها بشكل سطحى ومزيف فى الأفلام القليلة القادمة من أرجاء العالم .
أحداث الفيلم تترابط فى فهم دقيق وحساس لمخرجه ليس لكونه شاعر فحسب بل لدقة إختياره لواحده من قصص الاديب الروسى الشهير ماكسيم جوركى ، التى ركزت على أحد طقوس الغجر فى الحب والحياة وتشبثهم بقيم الحرية خلال فترة عصيبة تعود إلى نهايات القرن الماضى
يسرد الفيلم قصة الغجرى الشاب "زوبار" سارق الجياد من إسطبلات قوات الإمبراطور الروسى ، الذين يسيئون بشكل دائم إلى الغجر الدائمى الترحال والتنقل ، وذات مره يجد زوبار نفسة مصابا بعد مطاردة رجال السلطه لواحدة من تجمعات الغجر ، وهناك يتلقى المعالجة والمساعدة، ثم يجد نفسه أمام الغجرية "رادا" التى تظل عالقة فى ذهنه بعد رحيله عن جماعتها ، ويقرر العوده للقاءها .
ولكن يبدو أن فرصته فى لقاء الغجرية "رادا" محملة بالكثير من المفاجأت نظرا لحالة الكبرياء والتحدى التى تتمتع بها شخصية رادا وهى التى طالما واجهت الكثير من المواقف المشابهه لدى اصناف من الرجال ، ليفجر الفيلم أحداثة بتلك الخاتمة المأساويه بحسب تقاليد الحب والموت والحياة .
Who sings there? (1980)
فيلم "من يغنى هناك " يستخدم فيه الصربى سلوبدان سيجان تنويعات موسيقية يقوم بأدائها عازف غجرى على ألة الأكورديون ، لترقيم فصول فيلمه العبثى جدا فى عرضه لنماذج اجتماعية فى رحلة حافلة ركاب ، ما بين محطة ريفية والعاصمة "بلجراد" عشية الحرب العالمية الثانية .
الغجر فى الادب المصرى والعالمى
الغجر عانو كثيرا فى حياتهم على مر العصور من اضطهاد وتحقير وطرد على أيدى النازين الألمان ليس فى ألمانيا فحسب ، بل وفى الدول التى احتلوها خلال الحرب العالمية الثانية ، فقد أبتدأو حكمهم بجرد الغجر كما فعلو مع اليساريين واليهود والمعاقين تمهيدا لملاحقتهم ومصادرة أموالهم وإبادتهم لاحقا وإفراغ ألمانيا منهم ، حتى وصلت الإبادة الجماعية "الهولوكست" ليس فقط اليهود من ماتو فية بل مات حوالى نصف مليون غجرى
وكما صورتهم السينما فهناك الكثير من الكتاب تناولو الغجر وحياتهم من خلال كتابتهم مثل الإسبانى سرفانتيس الذى مجدهم فى روايته "دون كيخوتة" والفرنسيين جورج دى بيزيةه فى أوبرا "كارمن" وفيكتور هوغو فى روايته "أحدب روتردام" والشاعر الروسى بوشكين فى ملحمته "الغجر" ورائعة ماكسيم غوركى "الغجريصعدون إلى السماء" والشاعر الإسبانى لوركا فى مجموعته "أغانى الغجر " ومن الجدير بالذكر أن عدد من هذه الأعمال أخذ طريقه إلى الأنتشار الواسع عن طريق أفلام سينمائية رائعه شاهدها مئات الملايين من البشر.
رواية أدوارد الخراط "الغجرية والمخزنجى " قصة حب مشتعلة بين غجرية فاحشة الجمال والسطوه وبين فتى يعمل فى مخازن الأسكندرية يتفلسف ويبحث عن معنى الوجود ومعنى الوطن ويبن الرواى أيضا فى روايته تقاليد واعراف الغجر المصرين من خلال دراما عنيفة الأحداث .
التوريث عند الغجر وعادات الوفاة
تعبتر عادات الوفاة من اكثر العادات القديمة التى دامت عند الغجر ، وأيضا تلعب العربه دورا ظاهرا فى تلك العادات فبعد وفاة أحد الغجر تحرق عربته
وفى الأوقات العصيبه يقومون ببناء خيمة وتدميرها عوضا عن إحراق العربة، قبل دفن الغجرى لا يتناول الغجر الطعام ولا الشراب .
ويقوم ثلاثة من لغجر بحراسة المتوفى من الأرواح الشريرة ، وقد استمرت هذه العادات حتى عام 1915 ، وعادة ما يكون الكفن واسعا لأحتواء ممتلكات المتوفى إلى جانبة ويقومون بإلباسه أحسن الثياب لديه
أما المرأه المتوفية فتدفن معها جميع ممتلكاتها الثمينة ، إلا فى حالة أن يكون لديها بنات من دم غجرى خالص ، عندها يرثن تلك الممتلكات.