القاهرة 13 ابريل 2017 الساعة 01:14 م
بعد أقل من 24 ساعة.. أو أكثر قليلاً.. كشف "دونالد ترامب..".. الرئيس الأمريكي الجديد.. عن شخصيته "الجديدة..".. وسياساته المتوقعة.. وكيفية تعامله وتناوله للمشاكل.. والأوضاع التي تعترض طريقه ولا يوافق عليها.
فبعد "لقاء.." حميم ولطيف بل ودافئ مع الرئيس عبدالفتاح السيسي بواشنطن.. أعرب خلاله عن بداية تحالف عميق وفعال بين القاهرة وبين واشنطن.
إذا بالسيد "ترامب..".. وفجأة.. وبلا مقدمات.. يفاجئ الجميع.. وعلي رأسهم مصر.
بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا.. بـ59 صاروخ توما هوك أمريكي انطلقت من المدمرات الأمريكية في البحر المتوسط بينما الرئيس السيسي لم يغادر أمريكا عائدا إلي بلاده..
ومع هذه الضربة المفاجئة.. أو "العدوان.." غير المتوقع.. اختلطت أوراق "اللعبة.." من جديد..
فلم يعد أحد يعرف..:-
* من مع من..
* ومن ضد من..
هل غير الرئيس الأمريكي موقفه الذي أعلنه خلال لقائه بالرئيس المصري.. وأكد فيه أن بلاده سوف تقف ضد الإرهاب.. بجميع أشكاله.. وأنها ستقف وبقوة وبكل الوسائل إلي جانب الدول التي تتعرض لهجمات وغزوات إرهابية.
وهل هذه الروح الجديدة التي عبر عنها "ترامب.." في تصريحاته خلاله لقائه بالسيسي.. لم تكن أكثر من مناورة مكشوفة وعملية كسب وقت.
وأن الحقيقة الخفية لم تكن أكثر من تجهيز "المسرح.." لموقف جديد.. أعدته الأجهزة الفاعلة والعميقة داخل الإدارة الأمريكية.. وخرج به "ترامب.." علي العالم.. معلنا.. أن "حاكم البيت الأبيض الجديد..".. رجل "عنيف..".. حازم وحاسم وأنه علي استعداد دائما لعقاب من يخرج علي "النص..".. الذي جري تجهيزه وإعداده.. داخل أروقة السلطة الأمريكية.
***
الجدير بالملاحظة.. مع هذا التطور الجديد الذي أحدثته "ضربة ترامب..".. هو أن الأوراق بدأت تتداخل مرة أخري.
فالغرب الأوروبي - البريطاني - الفرنسي - الإيطالي. وغيرهم.. سرعان ما أعلن مساندته وبقوة لهذه الضربة.. الأمريكية ضد سوريا.. بل وحرص واشنطن علي أن توجه ضربات جديدة إذا ما حدث ما يستوجب ذلك.. وهو ما دفع الرئيس "ترامب..".. للخروج مرة أخري ليؤكد استعداده لتوجيه ضربات جديدة إذا لزم الأمر.
وتحول الوضع في المنطقة إلي حالة من التأهب.. يحاول كل طرف فيها تجهيز نفسه وقواته وحلفائه إلي ما يمكن أن تؤدي إليه التطورات..
أو أن يشارك البعض من القوي الاقليمية والدولية في العمل من أجل احتواء الموقف.. والحيلولة دون انفجاره.. ومنع كل ما من شأنه المواجهة والحرب.
إلا أن هذا التأهب.. لم يمنع روسيا من أن ترسل وعلي الفور إلي مسرح العمليات "بفرقاطة.." توجهت مباشرة إلي السواحل السورية.. وهي مزودة بصواريخ "كاليبر.." ولتنضم إلي جانب السفن الحربية الروسية المرابطة قبالة السواحل السورية..
بقية المنشور ص28 ..الغريب في الأمر.. هو ما يجري تناوله من معلومات.. بعضها يناقض البعض الآخر.
فبينما تقول الأنباء.. ان "واشنطن.." قد أبلغت موسكو بعزمها علي توجيه ضربة لسوريا.
نجد في نفس الوقت معلومات تتحدث عن تصعيد أمريكي محتمل.. ورد فعل روسي يعبر عن عدم توقعه لهذا التصعيد الأمريكي.
وبالتالي.. فالملاحظ.. أن الأزمة حول سوريا ومستقبلها.. وحول ما يمكن أن تقود إليه من مواجهات سياسية أو عسكرية بين كل من واشنطن وموسكو.. الملاحظ أن الاحتمالات متعددة.. وأن اللقاءات التي ستجري بين الطرفين علي المستوي الدبلوماسي في كل من موسكو وواشنطن لا أحد يعلم حتي الآن نتائجها.. فالقوتان الأكبر والأقوي في العالم - روسيا.. وأمريكا - يواجهان بحالة دولية وعالمية.. غاية في الدقة والصعوبة.
ولكل منهما.. مراكز ومواقع قوة وضغط.
وكل منهما.. يعمل من أجل استغلال الأوضاع الدولية القائمة.. وتوظيفها لتصب في صالحه.. وصالح مخططاته.
***
إن محاولة استغلال هذا الوضع الدولي المضطرب والصراع الروسي - الأمريكي حول المنطقة والعالم.. من جانب بعض العناصر والقوي المحلية في مصر.. وفي الاقليم.. يمثل..:-
غباء.. وانتهازية.. وسوء تقدير.. ذلك أن انتقال الأزمة إلي بلادنا.. هو في الواقع والحقيقة الهدف المطلوب من جانب القوي الكبري بكل صراعاتها وتناقضاتها.
فهم في جوهر الأمر.. يتنافسون - أعني الكبار - علي ديارنا وبلادنا ومواردنا وشعوبنا.
والمنافسة.. تعني تفتيت الدول.. وتقسيم الشعوب.. ونهب الثروات.. ووضع نهاية للكيانات القائمة ومنذ آلاف السنين.. وبحيث لا تجد في النهاية.. بل وفي البداية قوة تتحدث باسمها.. أو كيانا تستند إليه..
وبحيث يصبح الصراع الذي تتشكل وتتجمع أطرافه وعناصره اليوم.. هو الأساس في المواجهة بين أطراف الصراع الأصليين.. وهم الكبار..
هذا بينما "الضحايا..".. أو الأهداف التي يجري من حولها.. ويتركز في داخلها وفي قلبها "اللعب..".. والتآمر.
هؤلاء الضحايا.. أو الأهداف المطلوب ضربها وتفتيتها تعيش في عالم آخر.. وتتحدث لغات.. وتثير قضايا ومشاكل فات زمانها.
حيث يخرج علينا.. وفي هذه الظروف التي تهدد كيانها ذاته.. ويتحدث عن "ماض..".. راح وانقضي.
يخرج ويناقش قضايا مثل.. من المسئول عن تدهور الصحة والتعليم في مصر.. وأن عبدالناصر هو المسئول عن هذا التدهور.. في حين أن عبدالناصر.. قد رحل عنا منذ 47 عاما.
وبصرف النظر عما إذا كان ما ذهب اليه هذا "العبقري.." صحيحا أو خطأ.. فالشيء المؤكد.. أن المجتمع الذي ظل خمسين عاما محافظا علي الخطايا.. وعلي التخلف دون علاج.. ودون محاولات ومخططات للنهوض.. أو التخلص من هذا الذي تركه عبداً لخطايا ما كان.. مثل هذا المجتمع لا يصح البقاء.
خاصة.. وأن "عبقريا.." آخر.. خرج وفي نفس الوقت واللحظة يقيم.. ويصف ما جري عام 1952 أي ثورة يوليو 52 بأنه كان انقلابا..ولم يكن ثورة.
هذا الذي يتحدث عنه هذا العبقري الثاني.. وقع وتم منذ أكثر من 65 عاما.
هل ما يجري مناقشته.. وترديده وإعلانه اليوم وبعد أكثر من ستين عاما.. يمكن قبوله.. أو اعتماده.. أو تركه يناقش علي صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون.
هل يصح أن يسمح لهؤلاء.. "الجهلاء..".. أو "العملاء..".. أن يستولوا علي مساحات لنقل وانتشار المعرفة والمعلومات.. ويغرقوا بلدا يحاول وبكل العزم والجدية أن يضع الأسس السليمة لعصر جديد..؟!
***
الأمر المؤسف حقيقة.. هو ما نراه ونقرأه ونتابعه اليوم.. وعلي كل المستويات.. وأعتقد.. أن من أهم غرائب هذا العصر.. وخرافاته.. هي..:-
أن مجموعة محدودة للغاية من البشر.. تواجدت بالصدفة.. أو بقصد مبيت.. وأطلقوا عليها اسم "دولة..".. وهي قطر.. تقوم بهذا الدور "الضخم..!!" والمؤثر والفاعل علي مستوي المنطقة بأكملها.. من ليبيا.. إلي السودان.. إلي العراق.. إلي مصر.. إلي سوريا وإلي اليمن وغيرها.
قطر هذه.. ومع احترامنا لأهلها وشعبها المحدود العدد للغاية.. ليس لديها القدرة علي "التفكير.." حيث لا يوجد لديها النخب المتعلمة والقادرة.
وليس لديها القوة والعزم والخبرة للحرب والمواجهة وفرض الإرادة.
كل ما لديها.. موارد مالية منحها الله للمكان.
ودون ذلك لا شيء.
أما أن تقوم القوة العالمية الكبري.. يساندها التحالف الأوروبي - الغربي.. وتحيك لها المؤامرات.. وتجند لها العملاء.. وتجلب لها من كل أنحاء الأرض البلطجية.. وترشد العديد من القادة والزعماء وتقدمها "قوة عظمي..".. فهذا في الحقيقة مأساة.. وهذا هو الفضيحة التي تطول كل أبناء وشعوب منطقتنا.
والسؤال.. هل يمكن أن نتوقف أمام هذه الفضائح والجرائم التي تصنع حاضرنا.. وتغلق كل الطرق أمام مستقبلنا..
هل نقدر علي أن نعلن رفضنا لهذا الواقع..
نأمل ونتعشم..!! وفي انتظار قوة عظمي مناوئة لمواجة "قطر القوة الأعظم.."..