القاهرة 10 ابريل 2017 الساعة 04:02 م
حوار: نور الهدى عبد المنعم
ممثلة لبنانية حائزة على ماستر في الفنون المسرحية، قدمت العديد من أدوار البطولة مع كبار مخرجي المسرح أمثال ريمون جباره و جواد الأسدي ونضال الأشقر وشكيب خوري وجوزيف بونصار ومنير أبودبس ونبيل الأظن وغبريـال يمين.
في عدد من المهرجانات والجولات المسرحية في البلاد العربية والأوروبية حيث حصلت على جوائز عن بعض أدوارها في المسرح و كرّمت في بعض المهرجانات. إختارتها هيئة المسرح العربي في الشارقة عام 2012 لتكون الفنانة المسرحية المكرّمة من لبنان بمناسبة عام المرأة في المسرح العربي.
شاركت بأدوار أساسية في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية كما عملت كمنتجة منفذة لأعمال من إنتاج لجنة مهرجانات بعلبك الدولية (أيام رباعيات الخيام- مهاجر بريسبان) ومديرة لمسرح المدينة من 2005 وحتى 2009. من أواخر أعمالها النشيد 2006 التي اختيرت لعرض افتتاح الدورة الثامنة عشر لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ومسرحية حضارة 2008 مع غبريـال يمين، بالإضافة إلى مونودراما فيفا لا ديفا كتابة هدى بركات واخراج نبيل الأظن التي عرضت في بيروت والامارات العربية المتحدة عامي 2010 و 2011. هي حالياً مديرة مهرجان ربيع بيروت الدولي الذي تنظّمه مؤسسة سمير قصير سنوياً.
• انت من أكثر الفنانات التي تم تكريمَهاهل تجدين فرق بين هذا التكريم وما سبقه؟ ولماذا؟
إنها المرّة الأولى التي أنال فيها تكريماً شخصيّاً من جمهورية مصر خاصّة أن التكريم سيتمّ في أجمل المناطق السياحية المصري شرم الشيخ، التي يعشقها اللبنانيّون والتي سأكتشفها من خلال مهرجان المسرح وليس فقط من باب السياحة.
• ماذا عن علاقتك بمصر؟
لقد عرضت عدّة أعمال في مصر، منها مسرحية "النشيد" في إفتتاح مهرجان القاهرة التجريبي 2006، ومسرحية "3 نسوان طوال" في التجريبي 2002، وعرضت أمسية شعريّة في الإسكندرية وفي قلعة صلاح الدين في القاهرة عام 2004
• كيف تقيمين مهرجانَا لمسرح الشباب؟ ويعقد في شرم الشيخ؟
إن إقامة مهرجان لمسرح الشباب هو فعل أساسي ومهمّ جدّاً كي ينشأ جيل جديد في المسرح العربي ويتعرّف شباب المسرح على أعمال بعضهم البعض ويتبادلون الخبرات ويبنون من خلاله درباً للتواصل والتداول بشؤون المسرح.
إن يكون المكان شرم الشيخ هو فكرة رائعة لتوزيع النشاط الفني والثقافي خارج العاصمة حيث تقام المهرجانات عادةً، وبذلك فإن الجمهور البعيد عن العاصمة يستطيع الإنفتاح على التجارب المسرحية الشابّة في إطار مدينة جميلة جدَا كشرم الشيخ. وهذا يجعل من أجواء المهرجان مكوّنَا لتجربة فريدة من نوعها، من الناحية الفنّية والثقافية.
• المسرح هدفك وحبك الأول والأخير. لماذا تفضلينه رغم ما يعانيه من أزمات؟
أحبّ المسرح لأنه كان ملجأي الوحيد لنسيان واقع الحرب اللبنانية وأزمات العالم العربي بشكل خاص، وواقع الإنسان ككلّ في العالم أجمع، بشكل عام. إن الحياة مليئة بالتجارب الإنسانية العظيمة التي لا نستطيع مقاربتها ومشاركتها مع الآخرين الاّ ما يتاح لنا من خلال المسرح.
إن المسرح هو فعل مشاركة حيّة مع الجمهور الذي يأتي وكلّه أمل بأن يمضي وقتاً ممتعاً من الناحية الإنسانية والوجدانية وطبعاً الناحية الجماليّة التي هي الإطار الأساسي لهذا الفن.
• وهل شعرت أن المسرح يقدر لك ذلك؟
الحمد لله، إن المسرح قد أعطاني الشعور بأنني في تواصل مستمرّ مع الحياة والناس، وبأن العمل الفني الجادّ هو مصدر سعادة كبيرة خاصةً إذا تكلل بالنجاح. فكيف إذا تكللّت مسيرة الفنان بالتكريم من عدة جهات في بلدان تقدّر الفنان المسرحي؟
• كيف ترين ظاهرة انتشار المهرجانات المسرحية؟
إنها برأيي ظاهرة سليمة، وهي تنمّ عن حاجة الإنسان للتواصل الحيّ والمباشر مع العمل الفني، خاصة وإن التعبير الحيّ والتواصل المباشر قد تآكلته وسائل الإنترنت والتليفونات التي تحمل الكمبيوتر مع صاحبها بشكل يفقده البصر والسمع والحسّ والإحساس.
• ماهي أهم الأزمات التي يعاني منها المسرح العربي من وجهة نظرك؟
أهم الأزمات هي التلفزيون الطاغية الذي يجعل الناس مسمّرين أمام الشاشة ويأخذون كل ما يفرض عليهم من برامج أكثرها تجاريّة.
من ناحية أخرى، يجب أن تكثر شركات الإنتاج الخاصة بالمسرح، بحيث لا تتحكّم الجهات الحكوميّة المموّلة في العالم العربي بمضمون العمل المسرحي أو باختيار الفنان الذي ترغب دعمه. عندها، تبدأ المنافسة الجادة، ويفتح شباك التذاكر خارج المهرجانات الرسميّة، مما يجعل من التراكم في ممارسة عمل المسرح والتراكم في حضور المسرح يذهب إلى مستوى في غاية الجودة.
• هل صحيح أنك ترفضين العمل مع فنانين جدد؟ ولماذا؟
أبداً، أنا أعلّم مادة التمثيل في الجامعة، وطلاّبي هم شباب وشابات لديهم مواهب كبيرة ويودّون دخول عالم الفن والثقافة. هذا جزء من مهمّتي مع الطلاب. أفلا أساعدهم في ذلك إذا كان لديهم مشروعاً مسرحيّاً ذو قيمة أكيدة وعالية الجودة؟
على فكرة، عندما أحضر عملاً شابَا جيدَا فإنني أبادر فورَا للتهنئة وأشعر بأن ذلك يدخل الفرح والتشجيع والثقة بالنفس للفنانين الشباب.
أنا مؤمنة وبكل ثقة بأن لا وجود لليوم الحالي إن لم نعمل على إقامة بناء متين ليوم غد. إن المستقبل هو دائماً ملك الشباب وعلى العرب جميعاً أن يعطوهم الفرصة على كل المستويات، حتى يستمرّ ويبقى الأمل بغد أفضل.