القاهرة 02 ابريل 2017 الساعة 03:08 م
السويس- سيد نون
توفى محمد غزالى الشهير بـ"الكابتن غزالى" اليوم، الأحد، عن عمر يناهز 88 عاما داخل منزله بمحافظة لسويس بعد صراع مع المرض وهو ما أصاب محافظة السويس بالحزن.
والكابتن غزالى هو رمز شعراء المقاومة الشعبية والذى كان يسير ويؤكد أن فكرة استخدام الكلمة كسلاح مهم من أجل الانتصار فى 6 أكتوبر 73 وبداءها الكابتن غزالى عندما قام بجمع رفاقه من إفراد المقاومة فى بدروم عمارة اتخذوها خندقا ومركزا لتجمعهم، والتى أخذ الكابتن ينفعل بكلمات وأهازيج وإشعار على نغمات السمسمية التى كانت تصاحب أمسياتهم وخرجت كلمات على نغمات تلقائية لتعبر عن الإحداث وتزرع الأمل فى العودة إلى النصر، وأثبتت هذه الروح التى خرجت من الخنادق أن ما حدث مجرد هزيمة عابرة، ثم تكونت الفرقة وأخذت تردد إلحانها فى جميع ربوع مصر وفى القرى والمدن وتبشر بالأمل فرددت مصر كلها أغانى أولاد الأرض وأصبح الكابتن غزالى هو الأب الروحى لهذه الفرقة، وهكذا كانت هذه الكلمات إسهاما فى الصمود والمقاومة وتعزيز الروح القتالية فى ليلة النصر 24 أكتوبر 73 وأصبحت الأغنية سلاح لا يقل عن المدفع أو الدبابة، ومن أهم أغانى فرقة أولاد الأرض هى.
فات الكثير يا بلدنا.. مابقاش إلا القليل
إحنا ولأدك يا مصر.. وعينكى السهرانين
نصرك أصبح نشيدنا.. واللى يعادينا مين
بينا بينا يللا بينا.. نحرر أراضينا
وعضم أخواتنا..نلموا..نلموا
نسنوا..نسنوا..ونعمل منه مدافع وندافع وندافع.. ونجيب النصر هدية لمصر
***
"غنى يا سمسمية/ لرصاص البندقية/ ولكل إيد قوية/ حاضنة زنودها المدافع/ غنى لكل مهاجر/ فى الريف أو فى البنادر/ فى معسكر أو فى شادر/ وقولى له على عنيه/ غنى ودق الجلاجل/ مطرح ضرب القنابل/ راح تضرب السنابل/ ويصبح خيرها ليا" هذه كلمات واحدة من الأغاني الشهيرة التى رددها الكابتن غزالى وفرقته "ولاد الأرض".
.احتفاء بالكابتن غزالى
عاش الكابتن غزالى فى زمن الحرب على السويس ومصر وبعد 1967 تحول إلى رمز للمقاومة فى كل مكان وزمان، وأصبحت أغنياته وكلماته بمثابة "مانفستو" يتغنى بها الجميع.
"ولاد الأرض" حسبما يؤرخ لها كتاب "سنوات الحب والحرب" للمؤرخ حسين العشى يحكى تجربة هذه الفرقة الفريدة من نوعها فى التاريخ المصرى ويرى أنها بموسيقاها وكلماتها نتيجة طبيعية لما كان يحدث فى تلك المنطقة فى ذلك الزمن الصعب.
وفى الكتاب يتناول حسين العشى حياة الكابتن "غزالى" وفرقته فيقول "ولدا من رحم واحد، هو رحم المقاومة والرفض لكل أنواع القهر والاستبداد، ومن ثم لا يستطيع أى باحث أن يفصل بين الرجل والتجربة، حيث نشأ غزالى بمدينة السويس التى ارتبطت بحركة المقاومة ضد كل أشكال القهر والاحتلال، ومنذ سنوات شبابه المبكر انضم لحركة الفدائيين فى منطقة القناة ضد تواجد قوات الاحتلال البريطانى وساهم فى العديد من العمليات الفدائية وتعرض لخطر الموت أكثر من مرة واستمر الغزالى فى العمل النضالى حتى أسس فرقة أولاد الأرض بعد النكسة لتقف فى وجه من يقبلون الهزيمة والاستكانه ولتساهم بدور محورى فى تحقيق نصر أكتوبر 73.
وكانت بداية أولاد الأرض الحقيقية، هى نفسها بداية حرب يونيو 1967، ومعاركها الضارية التى نالت السويس منها النصيب الأكبر، منذ بداية الحرب وحتى انتصار معركة 24 أكتوبر، وفيما بين هذين التاريخين لم تخلع السويس الرداء الكاكى، ولم تعرف لياليها سوى الإظلام التام، تنفيذا لتعليمات الدفاع المدنى.
"بينا يلا بينا/ نحرر أراضينا/ وعضم اخواتنا/ نلمه نلمه/ نسنه/ نسنه/ ونعمل منه مدافع/ وندافع/ ونجيب النصر هدية لمصر/ ونكتب عليه أسامينا".