القاهرة 23 فبراير 2017 الساعة 01:28 م
ميرفت عياد
فى اطار دور منظمة اليونسكو في حماية التراث الحضاري والإنساني، والتعاون البناء مع وزارة الاثار شاركت المنظمة فى الإفتتاح الجزئى للمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط الذى استضاف معرض "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور" الذى يضم حوالى 400 قطعة أثرية تحكى تطور الحرف على مر العصور التاريخية وحتى الآن ، وحضر الافتتاح "إيرينا بوكوفا" مدير عام منظمة اليونسكو وعدد من الوزراء و السفراء ومديرى المعاهد الأجنبية للآثار بمصر ومجموعة من الشخصيات العامة وقيادات من وزارة الآثار.
وأوضح الدكتور خالد العنانى، أن المتحف يستقبل زائريه بالمجان حتى نهاية الشهر الجارى ، مشيرا الى أن سيناريو العرض المتحفى للقاعة يسلط الضوء على 4 حرف هامة فى تاريخ مصر وهى الفخار، النسيج، والنجارة والمصاغ حيث توضح نشأتها وتطورها عبر العصور التاريخية المختلفة .
وقال المهندس محروس السعيد المشرف العام على المتحف القومي للحضارة المصرية أن قاعة العرض المؤقت ستستضيف معرض "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور"، والذي يضم حوالي 420 قطعة أثرية تحكي تطور الحرف المصرية على مر العصور التاريخية وحتى الآن.
سيناريو العرض المتحفي
من جانبه أوضح د. محمود مبروك منسق العرض المتحفي أن سيناريو العرض المتحفي للقاعة يسلط الضوء على أربع حرف هامة في تاريخ مصر وهي الفخار، النسيج، والنجارة والمصاغ حيث توضح نشأتها وتطورها عبر العصور التاريخية المختلفة، وذلك عن طريق عرض قطع أثرية مختارة من المتحف المصري بالتحرير ومتحف النسيج بشارع المعز ومتحف الفن الإسلامي بباب الخلق والمتحف القبطي بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة بالإضافة إلى مخازن المتحف القومي للحضارة المصرية.
وأضاف د. مبروك أن القاعة سوف تضم كذلك عدد من المجسمات والجرافيك توضح شكل صانعي هذه الحرف وملابسهم وهيئاتهم وكذلك المواد المستخدمة في الحرفة الخاصة بهم، مشيراً إلى أنه تم إعداد شاشات الكترونية كبيرة تعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية عن كل حرفة وتطورها عبر العصور. و من أهم القطع المعرضة مجموعة الفخار الخاصة بعصور ما قبل التاريخ وكرسي للملكة حتب حرس والدة الملك خوفو، والذي يعد أول كرسي ملكي في التاريخ، وكرسي من الدولة القديمة مصنوع من خشب الرمان به 120 وحدة خشبية يوضح مهارة العمال في الصناعة وكيفية تجميع عروق الخشب، ومجموعة من نسيج القباطي، أجزاء من مشربيات، عدد من الأبواب الخشبية عليها زخارف هندسية ونباتية بالعاج، بالإضافة إلى مجموعة من الحلي من تراث سيوة والنوبة والصعيد ووجه بحري وسيناء.
تعود فكرة إنشاء المتحف القومي للحضارة المصرية لعام 1982 عندما قامت منظمة اليونسكو بالإعلان عن حملة دولية لإنشاء المتحف القومي للحضارة ومتحف النوبة بأسوان، وفي عام 1999 تم اختيار الموقع الحالي لمتحف الحضارة بالفسطاط بدلا من موقعه السابق بالجزيرة، وتم عمل الحفائر الأثرية بموقع المتحف في الفترة من 2000 حتى2005، وتم وضع حجر الأساس لمبني المتحف في عام 2002.
منظومة التأمين والمراقبة
تبلغ مساحة المتحف نحو مساحة 33,5 فدان منها 130 ألف متر مربع من المباني، ويتوقع أن يضم 50 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور مصر القديمة وحتى التاريخ المعاصر، ويضم مجموعة من المخازن لحفظ الآثار مجهزة بأحدث التقنيات العلمية الحديثة على غرار المتاحف العالمية مثل متحف اللوفر والمتحف البريطاني.
كما تم تزويد المتحف بمنظومة للتأمين والمراقبة حيث يحتوي على عدد كبير من الكاميرات تعمل على مدار اليوم لرصد أية حركة بالمتحف بالإضافة إلى حركة فتح وغلق المخازن بشكل دقيق.
يقدم المتحف القومي للحضارة المصرية أهم جوانب الحضارة المصرية على الاطلاق ويعبر عن تطورها على مدى العصور ويقدم العرض المركز نظرة شاملة على الحضارة الزمنية وأهم نقاطها تبعاً للترتيب الزمني وتقوم منطقة العرض الموضوعي على ستة موضوعات توضح أهم جوانب التطور في الحضارة المصرية هي : النيل ، الكتابة ، فجر الحضارة ، المعتقدات والفكر الشعبى ، الدولة والمجتمع ، الثقافة المادية ، و تختص كل وحدة موضوعية بموضوع واحد وداخل كل وحدة موضوعية يتم العرض بترتيب زمني
قصة الحضارة منذ عصور ما قبل التاريخ
وتأتى فلسفة المتحف القومى للحضارة الذى يعد اكبر متحف للحضارة فى العالم والوحيد من نوعه فى مصر انه يعرض قصة الحضارة منذ عصور ما قبل التاريخ بداية من العصر الحجري الحديث والذى يتشابه به الأوضاع الجغرافية والمناخيه لمصر مع ما نجده اليوم دون تغيير يذكر ، اللهم وجود اختلاف بسيط في كمية الأمطار التي تهطل في فصل الشتاء . وتعتبر أرض مصر وطبيعتها أهم باعث علي حب الحياة والتطلع إلي الخلود. وإذا كانت مصر تتباهى علي الدنيا جميعا بأنها صاحبة أقدم حكومة مركزية في تاريخ العالم القديم ، فان وحدتها الحضارية تسبق وحدتها السياسية وبما يعني تجانس وتماسك النسيج الحضاري الواحد للشعب المصري منذ نهاية ، فأرض الكنانة تحرك في النفس البشرية العديد من المشاعر التي كانت بلا شك ذات تأثير كبير علي أهلها منذ أن عرفوا حياة الاستقرار وإنتاج الطعام . فنهر النيل الذي يجري في وسطها بالخير والزرع من حوله هو الذي علمهم حساب الأيام والسنين ودفعهم إلي التعود علي حياة النظام والكفاح ومواجهة الخطر في حالة مقدمه بفيضان كاسح مدمر ، بل وكان أول باعث علي قيام الوحدة بين الصعيد والدلتا ، ممالا شك فيه أن للنيل فضل علي الحضارة المصرية وأرض مصر فيما انعم به علي أرضها من ري دائم وخصب متجدد وما وفره لأهلها من سهولة الاسفار والاتصالات وما اتاحه لهم من فرص التعاون والتجمع علي ضفافه فتعملوا شق الترع وردم البرك لذا اتاح النيل للمصرين ان يكونوا أول من بدأ عمليات تهذيب الأرض بين شعوب العالم القديم . وكانوا أكثرهم جلدا ومثابرة لذلك كانوا أكثرهم تعلقا بأرضهم ووطنهم . وعلي طول الحضارة المصرية جرت عمليات تقويم وتنظيم للنيل لتحقيق أقصي استفادة الي ان أصبح الي جانب انه الشريان الرئيسي للحياة في مصر بل ومصدر الطاقة الأول بها ، كما ان الفن في مصر القديمة كان مسخراً أولا وقبل كل شيء لخدمة المعتقدات الدينية ، أي أن المنتج الفني كان هو التعبير العملي والترجمة الحقة لما تملية تعاليم الدين والعقيدة عند شعب عاش من أجل الخلود .
الموقع نموذج يعكس تسامح الاديان
يتمتع موقع المتحف القومي للحضارة المصرية بالعديد من المزايا ذات الأهمية الكبيرة ، حيث يتمتع الموقع بهذه الصفات والمقومات الحيوية فالموقع يرتبط جغرافيا بأحد أهم المواقع الأثريه والتى تعود الى بدايه العصور التاريخية فى مصر وهى حضاره المعادى ، يمثل الموقع جزءا هاما من مدينه الفسطاط أول عاصمة لمصر الإسلامية, كما يرتبط أيضا تاريخيا وجغرافيا بمنطقه الكنائس فى مصر لذا يعتبر موقع نموذجيا يعكس تسامح الاديان فى مصر كدوله استضافت الديانات السماويه الثلاث فى تسامح وحب وسلام ،كما ان الموقع يرتبط بصريا بكل المواقع الحضاريه فى القاهره الكبرى ويمثل نقطه التقاء الكثير من الحضارات ففي الجنوب تمثل حضارة المعادى وحلوان عصور ما قبل التاريخ وبدايه التاريخ فى مصر ثم الى الغرب على الناحيه الآخرى من النيل مع منطقه هرم سقارة المدرج وأهرامات الجيزة تعبيرا عن مصر الفرعونيه ثم الى الغرب القريب على الضفـه الشرقيه للنيـل مع حصن بابليون تمثيلا لمصر الرومانيه ثم الكنائس تمثيلا لمصر القبطيه ثم المدن التاريخيه والقلعه تمثيلا لمصر الاسلاميه حتى عهد محمد على ثم مصر الحديثه من كل الاتجاهات ، كما ان موقع المتحف يحتوى على بحيره طبيعيه نادره هى بحيره عين الصيره وهى البحيـره الوحيده الباقيه فى القاهره بعد اختفاء العديد من البحيرات ولم يبقى الا هذه البحيره
وتم تقسيم المتحف الى ثلاث مناطق مختلفة :أولها المنطقة التى تحتوى على اهم انجازات الحضارة المصرية بتسلسل زمنى يبدأ من عصر ما قبل التاريخ مرورا بالعصر الفرعونى و القبطى و الاسلامى نهاية بالعصر الحديث ، ثانيها : المنطقة التى يتم تقسيمها الى ستة صالات عرض حيث تشمل كل صالة موضوع مختلف عن الاخر ، ثالثها منطقة عرض ملوك و ملكات مصر الذين اشتهروا منذ قديم الازل ،و الذين صنعوا اعظم حضارة عرفها التاريخ .
ويضم المتحف بين جنباته آثارا نادرة تم جمعها من المتاحف والمخازن المنتشرة في مصر، من خلال أسلوب منهجي ومن المقرر أن يتم تقييمه بحيث يبرز المتحف جوانب التراث المصري، وتأثير الحضارة المصرية على الحضارات الأخرى .