القاهرة 12 فبراير 2017 الساعة 10:36 ص
جاء معرض القاهرة للكتاب هذا العام وسط موجة كاسحة من الغلاء وارتفاع الأسعار التي أرهقت كاهل المواطن، وأفقدته الكثير من عاداته التي حرص عليها في حياته، وفي مقدمتها الجولات الأسرية داخل المعرض، والتزود بأحدث الكتب والمجلدات والألعاب التي تضفي البهجة والسرور على جميع أفراد الأسرة طول العام.
ارتفاع الأسعار أجهض حلم المواطنين في القراءة هذا العام، حيث الارتفاع الجنوني في أسعار الورق والطباعة، وهو ما انعكس بالطبع على أسعار الكتب، في الوقت الذي لم يجد فيه المواطن قوت يومه.
ووجدنا للمرة الأولى نسبة كبيرة من الزوار يأتون للمعرض بهدف الترفيه ومحاولة الاستفادة من العروض والهدايا المقدمة، أما فكرة الشراء والخروج بعشرات الكتب كما كان في السابق، فبات مشهدًا قلما تجده هذا العام، وهو ما دفع العديد من دور النشر إلى البحث عن حيل جديدة للبيع.
الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر بصورة خاصة ألقت بظلالها القاتمة على حركة البيع والشراء داخل المعرض، فمنذ سنوات طويلة سابقة يشعرأصحاب دور النشر بهذا العزوف عن شراء الكتب،
ولذلك لجأ ت نسبة كبيرة من المواطنين لسور الأزبكية حيث بيع الكتب المستعملة والقديمة للهروب من ارتفاع الأسعار، فقد يجد الزائر ضالته في كتاب تاريخي أو أدبي أو سياسي بسعر معقول حتى ولو كان قديمًا.
في الوقت الذي تعاني فيه صالات المعرض وجنباته من غياب الزوار وتباطؤ حركة البيع والشراء، لجأت العديد من دور النشر إلى بعض الحيل لجذب الزائر للشراء، في مقدمتها التخفيضات والعروض والهدايا.
وعمدت بعض دور النشر السعوديةإلى بيع الكتاب المسعر بالريال بالجنية المصرى , ومع ذلك لا يوجد بيع .
وتباينت ردود فعل المواطنين الزائرين حيال المعرض هذا العام، ففريق يرى أن ارتفاع أسعار الكتب والمؤلفات المعروضة، بجانب تراجع المستوى المعيشي للكثيرين كان السبب الرئيسي وراء العزوف عن عملية الشراء هذا العام، وكفاية البعض بالقيام بجولات تفقدية داخل جنبات المعرض.
أحد الزائرين أكد أنه جاء لمقابلة الأ صدقاء الذين لم يراهم منذ فترات طويلة، أما بخصوص شراء الكتب فأعتقد أن الأسعار الجنونية للكتب كفيلة وحدها بأن تضع بيني وبينها حائلاً لا يمكن تخطيه، فكيف لي أن أدفع كل ما في جيبي على كتب في الوقت الذي لا أكفي فيه متطلبات بيتي بعد توقف السياحة منذ عدة أعوام
وقال آخر : كل عام ننتظر معرض الكتاب على أحر من الجمر، فهو مناسبة جميلة للترفيه الثقافي العائلي، حيث نخصص يومين أو ثلاثة لزيارة المعرض برفقة أسرتي، لكن في ظل الظروف المعيشية الحالية من الصعب أن آتي بزوجتي وأولادي فضلاً عن شراء الكتب التي طالما أعتدت على شرائها كل عام، لذا فضلت أن أزور المعرض بمفردي هذا العام من باب حب الاستطلاع لا أكثر.