القاهرة 20 ديسمبر 2016 الساعة 04:03 م
رحل عن عالمنا اليوم الاديب أبو المعاطى أبو النجا عن عمر يناهز 85 عاماً بعد رحلة مع المرض، و تم نقله مؤخراً إلى المستشفى على خلفية إصابته بالتهاب رئوى،.
والاديب والروائى أبو المعاطى أبو النجا من موالد 1931تعلم فى المعهد الدينى، الزقازيق، ثم دخل كلّية دار العلوم جامعة القاهرة وحاز على دبلوم التربية من كلّية التربية جامعة عين شمس، وهو حائز على ليسانس فى اللغة العربية من كلّية دار العلوم.. عمل مدرّس اللغة العربية بوزارة التربية ثم عُيِّن رئيس تحرير فى مجمع اللغة العربية بالقاهرة طيلة 12 عاما. وهو عضو اتحاد الكتّاب ، و وكان عضوا فى الاتحاد الاشتراكي العربي قبل حله .
نشر فى بداية حياته الأدبية مجموعة من القصص القصيرة فى مجلّة الرسالة فى الفترة من عام 1949 إلى 1952م، حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى عام 1972م فى الرواية عن روايته العودة إلى المنفى عن حياة الثائر المصرى عبد الله النديم وتخليدا لذكرى سيرته الذي عاش في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
و تحتل الرواية المركز السابع والثلاثين في القائمة التي أصدرها اتحاد الكتاب العرب لأفضل مائة رواية عربية عن القرن المنصرم ، والرواية ابن مصر
المجاهد عبد الله النديم
صدرت للأديب ابو المعاطي ابو النجا ثماني مجموعات قصصية منها (فتاة المدينة، ابتسامة غامضة، الناس والحب، مهمة غير عادية، الجميع يربحون الجائرة), وأصدر روايتين هما (العودة الى المنفى، ضد مجهول), واصدر كتاباً نقدياً واحداً بعنوان (طرق متعددة لمدينة واحدة).
وأبو المعاطي أبو النجا من أبرز الأدباء العرب الذين يكتبون القصة النفسية ويعبرون بدقة عن المشاعر الداخلية للإنسان وتحمل أعماله الإبداعية سواء القصصية او الروائية تجارب حافلة بكل ما هو إنساني فهو يرصد الواقع بمفرداته الحسية ويتوغل في التفصيلات الدقيقة للشخصية الإنسانية ولم يقع أسير الواقع الحرفي ولم يهرب إلى عالم الفانتازيا بتهاويله الخرافية لذا نجح في نسج خيوط تجربته الإبداعية فوصفه النقاد بأنه أبرع أديب عربي كتب القصة النفسية.
سافر إلى بولندا مع وفد أدبي مصري ضمن برنامج للتبادل الثقافي لمدّة شهر وسافر في نهاية عام 1974م إلى الكويت للعمل في وزارة التربية هناك، في وظيفة رئيس وحدة الإعلام بإدارة التعليم الفنّي بوزارة التربية بدولة الكويت
ونشر في بداية حياته الأدبية مجموعة من القصص القصيرة في مجلّة الرسالة في الفترة من عام 1949 إلى 1952م
مقتطفات من اراءه
- * الاتجاه الى الطريق الادبي لا بد ان تقف وراءه دوافع كثيرة ما هي دوافع البداية عند الاديب ابو المعاطي ابو النجا؟
تفتح وجداني الأدبي على قراءات الف ليلة وليلة وسيرة ابو زيد الهلالي وغيرها من السير الشعبية حينما كنت اقرأها في الصبا الباكر لبعض اهالي قريتي، حيث كانوا يطلبون مني قراءتها لهم مما كان يملؤني شعوراً بالاعتزاز بنفسي كما فتح لي المنفلوطي وجبران خليل جبران وايليا ابو ماضي وأمين الريحاني وغيرهم الباب واسعاً لعالم الابداع فقد بدأت ادرك ان وراء حدود قريتي الصغيرة والضيقة عوالم واسعة، وهكذا بدأت الرحلة فبدأت اغامر بكتابة بعض الخواطر التي واظبت على كتابتها فترة طويلة أتعلم من قراءاتي وخبراتي المستمدة من تجاربي حتى بدأت النشر في دار الآداب البيروتية وكانت اول مجموعة قصصية نشرت لي فيها بعنوان (فتاة في المدينة) وكتب الناقد الراحل انور المعداوي مقدمة نقدية لها ولقيت هذه المجموعة ترحيباً كبيراً من نقاد هذه المرحلة وكان لذلك أكبر الآثر في دفعي للمضي في تيار الكتابة القصصية ثم تتابعت مجموعاتي القصصية وكانت تتنشر بنوع من التوازن بين دار الآداب في بيروت والهيئة العامة للكتاب ودار الهلال بالقاهرة.
القصة النفسية
* يطلق عليك العديد من النقاد بأنك ابرز اديب كتب القصة النفسية، كيف ترى ذلك! وهل هناك مؤثرات خاصة ساهمت في اتجاهك لهذه الكتابة؟
فيما يتعلق بكتابة القصة النفسية اعتقد ان الجانب النفسي الداخلي للانسان بشكل عام وللشخصية الروائية بخاصة هو الجانب الذي تسعى كل الاعمال القصصية او الروائية لرصد حركته وتسجيل نبضاته بقوة وامانة وكل ما في الامر ان الكتاب في سبيلهم للوصول الى هذه الغاية سيسلكون سبيلين فبعضهم يهتم برصد السلوك الخارجي للشخصية السلوك الظاهر للعيان قولاً او فعلاً وهو هنا يرصد هذا السلوك في علاقته بسلوك الشخصيات الاخرى وفي الواقع الخارجي المرئي ويرى ان هذا الرصد هو الطريقة المثلى والاكثر صدقاً في رصد الجانب النفسي الداخلي، كما ان الاكتفاء بمثل هذا الرصد الخارجي يترك هامشاً واسعاً من الحرية للقارئ في استكشاف الجانب النفسي الداخلي وهو ما يناسب القارئ ويمنح فرصة لتعدد التأويلات والتفسيرات، اما البعض الآخر من الكتاب واظنني منهم فهم لا يركزون على رصد السلوك الخارجي كما هو في الداخل وفق ما تقتضيه طبيعة الموقف في القصة او في الرواية المهم ان يتم هذا الرصد لسلوك الشخصية سواء في الداخل او الخارج بقدر كبير من الحياد والشفافية.
اما فيما يتعلق بالمؤثرات فهناك اشياء كثيرة من الصعب حصرها لكن يمكن النظر اليها كتيارات عامة فهناك مثلاً تيار المهن التي عملت بها في حياتي الوظيفية فقد عملت لمدة اعوام قليلة بالتدريس كما عملت محرراً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة بعد تخرجي في كلية دار العلوم