القاهرة 22 سبتمبر 2016 الساعة 11:38 ص
هى الفتنة الأخيرة ..؟
وللأسف لم تعد نائمة حتى نلعنها فى سرنا وندعو الله أن يلعن من يوقظها ... هى حية تسعى تنفث سمومها ونيرانها هنا وهناك ، ونحن نقف جميعا نتفرج وللأسف يشارك البعض منا بالصمت أو بالمشاركة ، بقصد أو بدون قصد ، بحسن نية أو بسوء نية ...تعدت حلقات مسلسلات تفتيت الأوطان إلى مرحلة تمزيق المشاعر والعقائد والأفئدة باعتبارها المرحلة الأخيرة فى تشييع الجسد العربى والإسلامى إلى مثواه الأخير ..
أقصد الحج أو زيارة الأماكن المقدسة ..
والمسألة لم تقف عند المسلمين فحسب بل وأنتقلت بنيرانها المسعورة الممزوجة بالمكر العدائى إلى الإخوة المسيحيين بل إلى اليهود أنفسهم ولو شئنا الدقة "اليهود الصهاينة "والحكاية بدأت بوقوف بعض اليهود الذين نصفهم بالتعصب ، والوصف الأمثل لهم اليهود الصهاينة عند حائط وصفه عرب القدس بحائط المبكى ، الذي يحد الحرم القدسي من الجهة الغربية، أي يشكل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط بالمسجد الأقصى، و يعتبر من أشهر معالم مدينة القدس ويحاول هؤلاء اليهود انتزاعه وسرقته من مشاعر المسلمين مثلما فعلوا فى كل فلسطين والجولان...كيف ؟
بعض المصادر الإسلامية تصفه بأنه الحائط الذي قام الرسول عليه الصلاة والسلام بربط البراق إليه في ليلة الإسراء والمعراج لذلك يطلق عليه المسلمون حائط البراق ...ويطلق عليه اليهود الحائط الغربى ، ويعتبرونه الأثر الأخير الباقي من هيكل سليمان.. وأطلق عليه العرب المقدسيون اسم "حائط المبكى" نسبة إلى الطقوس التي كان اليهود يؤدونها قبالة الحائط حدادًا على خراب هيكل سليمان..,و في رأي أغلبية الحاخامات اليهود يكون الدخول إلى الحرم القدسي محظورا على اليهود منذ خراب الهيكل، فلذلك الحائط هو أقرب نقطة من مكان الهيكل التي يمكن لليهود الصلاة فيها حسب الشريعة اليهودية العصرية. ويحاولون هدم المسجد الأقصى بزعم التنقيب أسفله عن هيكل سليمان !
يعنى باختصار حرب إسلامية يهودية ولو شئنا الدقة ، حرب إسلامية صهيونية حول قبلة المسلمين الأولى ومحطة الإسراء والمعراج وأحد المساجد الثلاثة الذى يشد إليه الرحال مع المسجد الحرام والمسجد النبوى ..وتدخل القدس كلها وبالتحديد بيت لحم منشأ وميلاد السيد المسيح لتضيف بعدا مقدسا للمدينة وتصبح وجهة لحج الإخوة المسيحيين إليها ...يعنى هنا قبلة المسلمون الأولى ومبكى اليهود ومنشأ المسيح وحياته ...لذلك تكون الفتنة بين أهل الديانات بسبب الصهيونية ... لم يفرقنا التاريخ وفرقتنا إسرائيل وأمريكا ...!!
ظل بعض اليهود هنا إلى جانب المسيحيين حتى دخل المسلمون فرفض عمر بن الخطاب الصلاة فى الكنيسة حتى لايعطى الفرصة لمتشدد بعده فى الاستيلاء على الكنيسة بحجة صلاة بن الخطاب فيها ...هنا صلى الرسول بالأنبياء إماما ، وحول الحاخام الصهيونى المكان المقدس إلى بحيرة دم ....هنا ولد المسيح وعاش ونشر رسالة المحبة حتى رفع للسماء ....هنا طارد اليهود المسيح منذ ميلاده وطوال حياته وحاولوا صلبه فى آخر المطاف لكن شبه لهم بعدما رفعه المولى عز وجل إليه لينقذه منهم ..
ومع ظهورالإسلام وهجرة الرسول للمدينة كان اليهود العقل المدبر والسكين المسموم فى ظهر المسلمين بالمدينة حتى تم النصر عليهم ...وحتى نبيهم موسى لم يسلم منهم بجدالهم المستمر حتى وصل الأمر به أن يطلب رؤية الله ...يقول المولى عز وجل "
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ " (الأعراف 143 )
وهنا سبحانه وتعالى لم يؤاخذ موسى على طلبه كما سأل إبراهيم عندما قال له أولم تؤمن "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي "
ياه على عظمة الخالق ...
جمع الله عباده وأنبياءه هنا لتكون بحق "قبلة وحج ومبكى" للمسلمين والمسيحيين واليهود....لكن للصهاينة والأمريكان رأى آخر هو تحويلها لبركة دم وسرقة كل ماهو عربى وشرقى ونقله للغرب ...تصوروا بدلا من أن تكون بيت لحم هى مقصد وكنيسة المسيحيين يصنعون الفاتيكان لتكون مزارا للمسيحيين الغربيين ..ومثلما سرق الصهاينة الأرض يحاولون طرد المسلمين والعرب أصحاب الأرض من قبلتهم الأولى .. لذلك قال البابا شنوده بابا العرب لن أدخل القدس إلا فى يد المسلمين بعد تحرير القدس ... ومات وذهب البابا تواضروس ....واعتبر المسلمون زيارة المسجد الاقصى تطبيع مع إسرائيل .. وتركهم د. على جمعة مفتى الجمهورية السابق وسافر إلى هناك دونهم ...لعن الله السياسة وأهل الشر!!
ويستمر المسلسل الجهنمى... يغذيه ويصنع حلقاته للأسف بعضنا ، فلم يعد الشيطان مهموما بالتفكير فيما يفعله فينا بعدما تفوق البعض منا عليه ...تعالوا نتستعرض بعض هذه الحلقات التى خرجت من عباءة الشيطان والصهيونية بعدما تولينا نحن المهمة بقصد أو بدون قصد ، بحسن نية أو بسوء نية !!
مثلا قام البعض فى اليمن بعمل نموذج يشبه الكعبة المشرفة ، لأداء مناسك الحج، بالتزامن مع موسم الحج وفى نفس الوقت يتم نشر صور هذا النموذج على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسوك" و "تويتر" وأثارت الصور سخرية النشطاء وبالأخص وجود جزء مفرغ من "الكعبة المزيفة"، يعتزمون وضع صورة لـ"خامئني" ما يشير إلى وجود ارتباط وثيق بين ميليشات الحوثي وطهران....
ولم يقف الأمر عند مثل هذا النموذج لكن أعلنت إيران وآيات الشيعة أن حج كربلاء ب 1000 حجة فى الكعبة وتم ترجمة الأمر عمليا بذهاب نحو مليون ونصف إيرانى وشيعى من بعض الدول العربية والهند وباكستان إلى مدينه كربلاء فى نفس يوم عرفة ... يعنى المسلمون السنة على جبل عرفة يباهى الله بهم الملائكة , وملايين الشيعة فى كربلاء يباهى بهم خامنئى والشيطان والصهاينة الغرب !!
وعلى فكرة كان صدام حسين الذى قاتلناه وقتلناه ودمرنا عراقه بأموالنا ومؤمراتنا ..كان يمنع الشيعة من حج بيتهم المقدس لسنين عديدة، وبعد موته رجع الشيعة إلى حج مدينة كربلاء... فأصبحت بذالك تضاهي حج مكة من وجهة نظرهم !! ...أى مسخرة ومهزلة نعيشها .. لكن السؤال ..لماذا كربلاء ؟.
يرمز هذا الحج الشيعى إلى وقوع معركة بين السنة والشيعة تسمى معركة كربلاء انتهت بانتصار السنة كما يطلقون ومقتل إمام الشيعة الحسين بن علي بن أبي طالب كما يظنون ومن معه في العاشر من محرم سنة 61 هـ/8 يناير 626 م .., و من أكبر تناقضات الحدث أنه وقع في أشهر حرم المفروض
إسلاميا تحريم المعارك فيها ? و أصبحت هذه المعركة رمزاً شيعيا "لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف"!!
و بدلا من الاتعاظ بالدرس أن دم المسلم حرام وأن الشيطان أوقع بين المسلمين فى الماضى وعلينا ألا نعطيه الفرصة مرة أخرى للأسف نقوم نحن بأكثر مما فعله ......كلنا شركاء فى المؤامرة على الإسلام ... لا أحد منا برىء.. السنى منا والشيعى ..من يعطى الفرصة للشقاق مدان ...من يلتقط الطعم مدان ...من يسير فى الركب مدان ...كلا الفريقين مدان.....
ولم يتوقف المسلسل العبثى والصهيونى عند هذا الحد ، بل ويصل الأمر إلى نافخى الكير أو المتصيدين فى الماء العكر أو الحاملين للنار والبنزين ...مثلا قال الشيخ الدكتورمصطفى راشد أستاذ الشريعة الإسلامية ومقارنة الأديان بجامعة الأزهر أن التوجه إلى جبل الطور له منزلة عالية لأنه ذكر في القرآن الكريم أكثر من مرة... ووصفه الله عزّ وجل بالمكان المقدّس، والتي تجلّت قدرته برفع جبل الطور وتعليقه بين السماء والأرض وجعله مكان مقدّس وهو المكان الوحيد فى الدنيا الذى تجلى فيه الله وتكلم مع سيدنا موسى ( ع ) أكثر من مرة -- فلكل ذلك يكون جبل الطور الوادى المقدس طوى هو أقدس مكان على وجه الأرض ، وقد وردت الآيات التى تدلل على قدسية هذا المكان لكل البشر المؤمنين بالله ، وليس المسلمين فقط ، فكانت له العمومية على خصوصية الكعبة للمسلمين ، وعموم القدسية - يقول الشيخ راشد- لجبل الطور جاءَ منفرداً بأمر إلَهى لسيدنا موسى كما ورد فى سورة طه " (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى(13) " .... وأيضا قد تجلى الله وكلم سيدنا موسى فى هذا المكان المقدس كما ورد بسورة الأعراف آية 143قوله تعالى ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى?-;- لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ?-;- قَالَ لَن تَرَانِي وَلَ?كِنِ انظُرْ إِلَى
الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ?-;- فَلَمَّا تَجَلَّى? رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى? صَعِقًا ?-;- فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )
ويضيف الشيخ راشد و يوجد مكان في وادي الطور يدعى "وادي مطلب"، لا يدعو فيه أحد بأي دعوة هناك إلا وأُجيبت له، لعظمة وشرف هذا المكان....
ويقول إنه توصل أن الأسبوع الأول من مارس هو الوقت التقريبى الذى تحدث فيه الله إلى موسى وتجلى له، لذلك يطلب بل وينظم رحلة إلى هناك لتكون "حج" إلى الطور...وعندما سئل تقصد حج مثل حج مكة قال إن الحج فى اللغة تعنى زيارة ، وأضاف له د. وسيم السيسى أن الاتجاه إلى النور فى الفرعونية يعنى "آز" وهكذا يكون الحجاز مكونة من حج و"آز" يعنى الزيارة والطريق إلى النور ..
وعندما اعترض البعض على وصف كلمة حج على الطور قال اعتبروها زيارة لكن جبل الطور هو الذي مرّ به أنبياء الله إبراهيم، وعيسى، ويوسف، ويعقوب عليهم أفضل السلام، وعاش على أرضه موسى وإلياس عليهما السلام، ويوجد فيه ضريح صالح، وهارون عليهما السلام و مرّ به سيدنا محمد أثناء رحلة الإسراء والمعراج فى طريقه للسماء وكلم الله عليه موسى وجلس فيه المسيح ابن مريم فى رحلته لمصر, و يستطرد الشيخ راشد و يوجد في القرآن سورة تسمى الطور في ظل عدم وجود سورة تسمى مكة في القرآن، مما يدل على عظمة وتفضيل جبل الطور عن مكة....
ولذلك يقول الزيارة هنا للجميع ... مسلمون ومسيحيون ويهود ... وهنا تذكرت ما كان ينادى به الرئيس الراحل أنور السادات عندما كان يروج لإنشاء ملتقى الأديان فى سانت كاترين !!
والسؤال هل حال المسلمون الآن يحتمل مثل هذه الصراعات الداخلية ؟ ...
هل انتهى الأمريكان من آخر حلقات الفتنة بين العرب والأكراد والمسلمين والمسيحيين وإشعال سوريا وتمزيق العراق وإتعاس اليمن السعيد وتفتيت ليبيا وتقسيم السودان وأصبحت المحطة القادمة فى الجسد الإسلامى هى السنة والشيعة وأولى هذه المحطات هو ضرب ركن الإسلام الذى يتجمع فيه نحو 3 ملايين مسلم كل عام و يزلزل العالم كله الآن بعد أن ظل مئات السنين يزلزل الشيطان وحده ...هنيئا للشيطان أصبح أحفاده بالملايين ليس من نسله وحده لكن من نسل آدم !!
لعن الله السياسة وأهل الشر!!
yousrielsaid@yahoo.com