القاهرة 22 يونيو 2016 الساعة 01:02 م
متى تفيق مصر من هذا الكابوس الذى جثم طويلا على أنفاسها؟ متى تتخلص مصر من هذا السرطان الذى تمكن منها، فشوه روحها وخرب ثقافتها؟
متى يعود للمصريين احترامهم للحريات الدينية والشخصية التى جعلتهم – حتى وقت قريب- يتعايشون ويحترمون ويتفاعلون مع بعضهم البعض مسلمين كانوا أم مسيحيين أم يهودا، بل وتعايشوا وتفاعلوا مع الأرمن واليونانيين والإيطاليين وغيرهم من جنسيات وأديان مختلفة، وكانت لهم جميعا كنائسهم ومعابدهم يمارسون فيها عباداتهم! يخطر على بالى هذا وأنا اقرأ ما قاله السيد مدير مباحث الاسكندرية حول المشكلة التى ثارت منذ ايام فى العامرية بالاسكندرية، وكيف انها تعود إلى “تشكك بعض المسلمين من قيام أحد المسيحيين بتحويل بيته إلى مكتب خدمات تابع لكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل دون الحصول على ترخيص، وأن هذه الخطوة تمهيد لتحويل المنزل لكنيسة جديدة....إلخ”.
سوف أفترض أن هذا الكلام كله صحيح...ثم أتساءل:”منذ متى كان المسلمون يتضررون من صلاة المسيحيين أصلا، وما هذا الحرص الشديد على تطبيق القانون الذى حدثنا عنه السيد مدير المباحث؟ وهل تطبيق القانون هو مهمة المواطن العادى أم هو مهمة أجهزة الدولة المعنية؟ وفى أقصى الحالات يستطيع المواطن المسلم المتضرر أن يبلغ الشرطة، لا أن يعتدى على مسيحيين، فيتكاتف هؤلاء للدفاع عن أنفسهم فيحدث ما يحدث. مرة أخرى أقول إن ما يشعرنى بالقلق هو تلك الحساسية إزاء “صلاة المسيحيين” أيا كان السبب!
ثم هل يتفق هذا مع روح الإسلام كما تعبر عنها الآية الكريمة :”لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون”(المائدة-82)،وهل يتفق هذا مع العهد النبوى لنصارى نجران الذى نص على لسان الرسول (ًص) أن “أحمى جانبهم، وأذب عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السياح حيث كانوا من جبل أو واد او مغار أو عمران أو سهل أو رمل...إلخ”، أو هل يتفق مع سلوك الخليفة عمر بن الخطاب عندما رفض- وفق رواية ابن خلدون- أن يصلى فى كنيسة القيامة بالقدس، حتى لا يأخذها المسلمون بعده ويقولون هنا صلى عمر”؟