القاهرة 25 مايو 2016 الساعة 01:56 م
فى محاولته إطالة عمر حزب النهضة التابع لجماعة الإخوان المسلمين فى تونس، أعلن رئيسه راشد الغنوشى فى مناسبة مرور عشر سنوات على إقامة الحزب خروج النهضة من حركة الاسلام السياسي، وفصل الدعوة الدينية عن مهام الحزب السياسية،
ويأمل الغنوشى فى أن يؤدى هذا التطور إلى الفصل بين الدين والسياسة بعد ماثبت أن الفصل بينهما يخدم السياسية لأنه يرفع عن السياسيين تهم استخدام الدين فى خدمة السياسة، كما يخدم الدين لأنه ينزه الدين عن أن يكون جزءا من أدوات السياسة، مؤكد ان هذا التطور فى مسيرة حزب النهضة يخرجه من دائرة الاسلام السياسى ويقطع صلته بجماعة الإخوان المسلمين كجماعة دينية!. ولايبدو ان سلسلة التنازلات التى قدمها راشد الغنوشى منذ سقوط حكم جماعة الإخوان فى مصر كى ينأى بحزبه عن هذا المصير، قد أبرأت ساحة حزب النهضة من مسئوليته عن حالة التطرف التى دفعت مجموعات ضخمة من الشباب التونسى إلى أن يصبحوا جزءا من داعش فى سوريا والعراق، يشكلون قواها الأغلب عددا!، أربعة آلاف مقاتل من أصل تونسى يعملون هناك، نسبة غير قليلة منهم تعود الآن إلى داخل ليبيا، تعشعش فى مدينة سبراته فى أقصى الغرب الليبى وباقردان داخل الحدود التونسية، توجه منهما هجماتها الارهابية تضرب تونس العاصمة وتضرب مقاصد السياحة هناك..، ولايزال 75% من الشعب التونسى يطالبون بالفصل بين الدين والسياسية، ويعتبرون حزب النهضة جزءا من منظومة الإسلام السياسى يتحمل جانبا كبيرا من مسئولية نشر التطرف فى شمال افريقيا!.
ورغم ذلك تظل المسافات شاسعة بين أفكار راشد الغنوشى التى تقبل التطور وتحاول أن تكيف نفسها مع متغييرات العصر، وبين أفكار المحافظين من قادة جماعة الاخوان المسلمين فى مصر الذين يتميزون بجمود الفكر، ويرفضون كل تطور ويصرون على تبنى العنف ويمعنون فى استخدام الدين لتحقيق اهدافهم السياسية وأولها الوثوب على السلطة..، وبرغم ادعاءات البعض بان جماعة الإخوان تجرى الآن مراجعات تاريخية تستهدف الفصل بين الدعوى الدينية والدعوى السياسية فإن كل الشواهد تؤكد اصرار قادة الجماعة على افكارهم القديمة، وبدلا من اعلان التوبة ومراجعة أخطاء الجماعة وخطاياها يحرضون أجيالهم الجديدة على التمسك بالعنف ويتآمرون على أمن الوطن واستقراره، ويشاركون فى كل جهود التخريب على أمل تركيع الشعب المصرى وهو عشم إبليس فى الجنة الذى لن يتحقق!.