القاهرة 25 مايو 2016 الساعة 01:50 م
خرج الإخوان المسلمون في تونس من التنظيم الدولى للإخوان وقرر زعيم تيار النهضة راشد الغنوشى إعلان انفصاله عن جماعة الإخوان المسلمون وتشكيل حزب سياسى يمارس دوره في الحياة السياسية..
ولا شك ان هذا الموقف يمثل تحولا كبيرا في مسارات الإسلام السياسى في المنطقة العربية خاصة ان تونس كان لها دورها المؤثر من خلال حزبها الأشهر الجبهة وزعيمه الغنوشى ودوره التاريخى في العمل السياسى الذى يرفع راية الإسلام..كانت الجبهة الإسلامية في تونس من اهم القوى السياسية التى شاركت في انطلاق ثورة الشعب التونسى مع القوى الليبرالية والتقدمية الأخرى وانتهى الامر بسقوط بن على ورحيل نظامه.. و قد أخذت الجبهة الإسلامية التونسية فرصتها في الحكم حتى توحدت القوى الليبرالية وعادت السلطة مرة أخرى تحت قيادة رمز من رموز الحرس القديم هو الرئيس القائد السبسى..ولا احد يدرى هل هذا الإعلان عن انفصال الجبهة عن الإخوان وتنظيمهم العالمى مجرد مناورة وقتية أم أنه قرار نهائى خاصة بعد الفشل الذى يعانى منه هذا التنظيم والانقسامات التى حدثت في صفوف الرموز الكبرى للإخوان وإبعاد عدد كبير منهم وانقسام الشباب أمام قيادات تقليدية وصلت بالإخوان إلى هذه الأحوال السيئة..ان الشئ المؤكد ان إخوان تونس استفادوا كثيرا من سقوط الإخوان في مصر خاصة ان إخوان مصر كانوا العقل المدبر لكل من ينتمى إلى هذه الجماعة في العالم وكان فشلهم في مصر أخطر مراحل الانهيار والتراجع في تاريخ الجماعة.. لقد رأى الغنوشى ان المناخ العام في العالم العربى بما في ذلك تونس لن يقبل بصيغة الحكم على طريقة الإخوان من حيث التجمعات والإقصاء وإهدار قيم الديمقراطية والحريات ثم كان العنف والإرهاب والرجل عاش فترة طويلة في أوربا وتأثر كثيرا بتجارب شعوبها ولهذا سارع بهذا الموقف حتى لا يدفع الثمن كما دفعه الآخرون..ان تونس بحكم التركيبة الفكرية والثقافية ونسبة التعليم والعلاقة مع دول اوربا لها وضع خاص في قضايا الحريات والديمقراطية وهى تختلف بدرجة ما عن التيارات الإسلامية الأخرى في العالم العربى بما في ذلك مصر..ولهذا كان الهروب من السفينة قبل ان تغرق.