القاهرة 03 ابريل 2016 الساعة 02:06 م
الانتخابات الرئاسية في تايوان
نجحت مرشحة الحزب الديمقراطي التقدمي، السيدة تساي انج انج وين ، الأكثر قربا من الصين، بينما أخفق مرشح حزب الكو، والذي تولى الرئاسة منذعام 2008- 2016م وحقق إنجازات ملموسة في التقارب بين بكين وتايبيه لعل أهمها اللقاء الثنائي مع الرئيس الصيني شي جين بنج? في سنغافورة ، وكذلك نجحت الدبلوماسية التايوانية? في تلك الفترة في تحسين علاقاتها غير الرسمية مع الولايات المتحدة وفي توقيعها 25 اتفاقية تعاون مع اليابان وهو ما يمثل زيادة بنسبة 4 في المائة في عدد الاتفاقات التي وقعت بين البلدين منذ 60 عاما ، كما نجحت الدبلوماسية التايوانية في الحصول على معاملة تفضيلية بزيادة عدد الدول التي تسمح لمواطني تايوان بالدخول بدون تأشيرة من خمسة دول إلى 158منذ عام 2008،وتحولت تايوان من دور خالقة المشاكل إلى دور صانعة السلام في النزاعات الدولية.
?????? ورغم ذلك فان تساي مرشحة الحزب الديمقراطي التقدمي والتي فازت وسوف تتسلم المنصب في مايو 2016م هاجمت الدبلوماسية التايوانية في عهد حكومة الكومنتانج ، واتهمت أثناء حملتها الانتخابية الدبلوماسيين بأنهم فقدوا قدرتهم على الصلابة وفقدوا القدرة على الرؤية والكفاءة والمنافسة ؛ ولذا فإن تايوان? من وجهة نظرها أصبحت أسيرة بكين? كما طالبت السيدة تساي في فترة الانتخابات بإصلاح وزارة خارجيتها? وتخليصها من الأفراد غير ذوي الكفاءة وتحويلها إلى دبلوماسيين? وصفتهم بانهم يجب أن يكونوا مناضلين ، ولكن في مناقشة انتخابية? أخري? بعد ذلك تراجعت عن موقفها عند إجابتها على سؤال عن هدنة 1992 وقالت? إنها ليست الاختيار الوحيد? كما أبدت مرونة في نظرتها للدبلوماسية التايوانية في عهد الكومنتانج.
السؤال الذي يفرض نفسه هو ماذا ستكون الاختيارات أمام المسؤلة الجديدة في تايوان ؟ ومن أجل الاجابة علي ذلك فان المحللين المتابعين للاوضاع في تايوان يرون أن هناك ثلاثة احتمالات أمام المسؤلة الجديدة وهي :
الأول : الحفاظ على هدنة 1992بين تايبيه وبكين ، وهو ما يحافظ على علاقة الطرفين وتنافسهما الدبلوماسي ويوفر الأموال والجهد بعد الفضيحة التي لحقت بدبلوماسيتها في مايو عام 2008عندما انفجرت حادثة محاولة إدارة تشين شوي بيان Chen Shui Bian?? تقديم رشوة بمبلغ 30 مليون دولار الي بابونيوغينيا? " غنيا الجديدة? " ولذا فان التوافق بين الطرفين منذ عام 1992وفر المنافسة والفضائح وأدي إلى تحويل تايبيه إلى بلد صانع السلام وليس صانع المشاكل.
مبدأ الصين? ظل الدبلوماسية المرنة بالحفاظ على علاقات الطرفين في? الثاني :الواحدة ، وترك تفسير معنى ذلك لكل طرف ، وهذا? سوف يسمح بتطوير علاقاتهما دون إحراج أي طرف ؛ ومن ثم تحقق وقف? اطلاق النار الدبلوماسي غير الرسمي بحثا عن الحلفاء ، ويتنبأ? أحد المشرعيين من حزب الكو منتانج. أن يؤدي موقف تايبيه المتشدد في الفترة القادمة إلى تحويل معظم حلفاء تايبيه إلى الاعتراف بالصين الشعبية وانخفاض عدد مؤيدي تايبيه من22 إلى 4 دول فقط? إي سوف تفقد تايبيه 18 دولة ممن هم من المؤيدين لها. وذهب بعض أعضاء حكومة تشين شوي يبان? السابقة إلى أن احتمال تحول عدد من الدول للاعتراف ببكين وسحب اعترافهم بتايبيه احتمالا قويا وربما يكون له تأثير" ظاهرة الدومينو" في علاقات تايبيه مع الدول الاخري.
حدث في? خروج بعض الدول من تأييد او الاعتراف باي من الطرفين كما:? الثالث خروج جامبيا من مؤيدي تايبيه في نوفمبر 2013وأصبحت دولة جامبيا بلا تمثيل مع أي من بكين أو تايبيه? و أشارت معلومات الخارجية الأمريكية أنه لا توجد شواهد على ممارسة بكين أي ضغط على جامبيا لسحب اعترافها بتايبيه.
??????? ويذهب البعض إلى أن إنهاء الهدنة الدبلوماسية التي تم التوصل إليها عام 1992سوف ينهي التقارب بين الطرفين عبر المضيق وهو الذي ساد منذ 2008ويقوض السلام والاستقرار في المنطقة.
?ويذهب بعض الخبراء الأمريكيين إلى أن الطرفين عليهما إتباع سياسة برا جمالية??? وينتهجون تفكيرا جديدا حول مفهوم السيادة والوضع السياسي لتايوان بالاعتراف بأن وجود البلدين في إطار سيادة الصين الواحدة وتحويل تفاهم 1992 إلى اتفاق سلام دائم فإنه? يعني انتهاج سياسة التفكير البناء ، وهذا أحد الخيارات الذي يبعد الصراعات والخلافات في علاقات طرفي المضيق والتي كانت سائدة قبل عام 2008 ( أي وصول حزب? الكومنتانج للسلطة ) ويمكن أن يكون ذلك ذلك البديل تعبيرا عن منطق سيناريو الكسب المتبادل للطرفين وللمجتمع الدولي ككل.
ولكن السؤال الذي يمكن أن يطرحه أي محلل سياسي محايد هو هل من الافضل لتايوان أن تكون جزءا مهما مع دولة عملاقة مثل الصين؟ أم تكون دولة مستقلة ضعيفة لا حول لها ولا قوة وتواجه تحديات ومخاطر جمة? علي الساحتين الاقليمية والدولية ؟أم تكون دويلة تابعة لقوة عظمي? بعيدة عنها ثقافيا واجتماعيا وجغرافيا لا تنظر إليها الا شذرا وفقط من أجل تحقيق مصالحها واستراتيجيتها الدولية في التنافس مع الصين العملاقة ومن أجل السيطرة والهيمنة في مناطق بعيدة عن موقعها الجغرافي وهي دولة معروفة بتخليها عن اكثر حلفائها مصداقية في مناطق عديدة من العالم عندما تجد مصالحها
الاستراتيجية في مثل هذا التغيير؟
هذا بالتأكيد سيكون السؤال المطروح علي القيادة التايوانية الجديدة ؟ والاجابة علي ذلك تستلزم أن يسود التفكير العقلاني والمنطقي برؤية استراتيجية تبتعد عن الشعارات السياسية المثالثة الحالمة وترتبط بارض الواقع وبالتراث والتاريخ والمصلحة علي المدي البعيد .