القاهرة 15 فبراير 2016 الساعة 03:34 م
لا أرى شيئا أمامى وكأننى كالأعمى فى وسط الطريق وذلك لإيقانى التام بأن الانسان يرى الحقيقه بقلبه وليس بعقله
أشعر وكأن قلبى قد طمس نوره وأطفأ كل مصابيح حياته
اكاد اشعر بنفسى فقط ، لا مبالاه لأى أحد وكأنهم غير موجودين بالمرة .. فى كل يوم يزداد هذا الشعور ويتخللنى اكثر فأكثر وكأنه مرض ينتشر فى كل انحاء جسدى . بالنسبه لى فأنا معتاد على مثل هذه الامور ولكن الغريب ما حدث لقلبى والذى اعتاد على ان يعارضنى .. اصبح الان لا يكترث لآى انسان كان حتى اقرب الاشخاص اليه وكأنه قد فقد ذاكرته !!
ادرك اليوم انه مختلف تماماً ... نعم مختلف ، فهو فى هذة المرة يرفض التعامل مع اى شخص وكأنه قد امتلئ ولا يريد المزيد بل يريد افراغ ما بداخله ، بل اكثر من ذلك .. فهوعلى اتم الاستعداد للتخلى عن اقرب الاشخاص اليه دون ادنى مشكله او حتى النظر الى ما يفعله سواء كان خطأ ام صواب .
أسأل نفسى لماذا ...؟ وفى الواقع اسأله هو ... بل اكتشفت انه هو من يوجه الى السؤال !!
فقد اعتدت معه على الصراحه ولكنه يأبى ان يتكلم ولأول مرة يتعامل بدونى دون أن يأخد رأى فى اى قرار يتخده والغريب فى ذلك ليس ما يفعله بل أن كل جسدى ينفذ اوامره دون أمر منى وكأنه سلب الاراده وتحكم بزمام الامور .
هل هو من يفعل ذلك .... لا أدرى ، ولكن ما ادركه انى غير مبالى لما يحدث وكأنه يروقنى .
اشعر وكأننى احب العزله التامه دون الخوض فى اى نقاشات من اى نوع ، كلما احببت الكلام مع احد تقف كلماتى على طرف لسانى رافضة الخروج وكأنها قد تلقت أوامر بعدم الخروج .
هل هى حاله عصيان جسدى ... ام انقلاب ؟؟
لقد اعلن جميع اعضاء جسدى الانقلاب برئاسه قلبى وتم عزلى من منصبى كمتحكم فيه
هل كنت ديكتاتوراً عليهم ؟؟؟ .. ام اننى قد اخطأت فى بعض القرارات ، وبدأت فى استرجاع ذاكرتى وقراراتى حتى اتمكن من معرفة السبب ..... فجأه وكأن ذاكرتى تريننى ما فعلته عن قصد وادركت حينها ان ذاكرتى ايضاً قد اشتركت فى هذا الانقلاب ( مشاهد بشعه من خيانه ، انكسار ، فشل ، أنانيه ... وغيرها الكثير والكثير ) وكلها مواقف لا تحتمل ... هل انا من فعل كل هذا ؟؟
وبدأت استنكر كل هذا ولكن للمره الثانيه تقوم ذاكرتى بعرض المواقف التى حدث فيها كل هذا
وفجأه تحول المشهد الى ساحة قضاء كبرى وارى نفسى خلف القضبان والسلاسل تكبل يدى ، هل يعقل ما اراه
وانا فى محاولة استجماع قواى ... إذ بباب القاعه قد فتح ودخلت هيئة القضاء ولكن .. من هم ؟؟ وبدأت فى التحقق منهم فهل يعقل هذا ... أشعر وكأننى فى كابوس مزعج لا استطيع الاستيقاظ منه ، نعم انهم هم ... الان اراهم بوضوح هذا قلبى وهذا عقلى وهذه مشاعرى وبدأت عينى تنظر فى جميع أنحاء القاعه لأجد جميع اعضاء جسدى داخل قاعه المحكمه ... ووسط تهامس وتمتمة كلمات خيمت على القاعه بأكملها نطق لسانى بكلمه اعرفها جيداً ...... محــــــــكمــــــــه ...... وساد الصمت حليف المكان .
ووجدت قلبى قد بدأ فى التحدث بعبارة ( إن المتهم الماثل امامكم ) هل يقصدنى انا بالمتهم ؟؟! .. واثناء هذا الحديث كانت عينى تجوب المكان باحثا عن الدفاع .. من سيدافع عنى لأرى أنسان ضعيف جالس على مقاعد الدفاع حتى اننى لا اكاد تحديد ملامحه .
ادركت من عبارات قلبى السابقه انه وكيل النيابه وسرعان ما بدء فى القاء التهم واحدة تلو الاخرى وهيئة القضاء تستمع اليه جيداً وكأننى فعلاً متهم ولا سيما إذ نظر الى عقلى الذى كان هو رئيس المحكمه ثم تحدث بصوت قوى ،
ما اقوالك فيما نسب اليك من الاتى :
انت متهم بالتلاعب بمشاعرك .
انت متهم بخيانة قلبك .
انت متورط فى اجبار حواسك واعضائك على افعال منافيه لقواعدنا وقوانينا .
وبدأ يسردها واحده تلو الاخرى لدرجة اننى لم استطع تذكرها كلها وكل ما يشغل تفكيرى اننى اريد الخروج من هذا المكان وكيف اخرج وانا مكبل اليدين وعلى يمينى ويسارى حراس .
ثم رجعت بنظرى الى الدفاع اناجيه لينتشلنى مما انا فيه ولكن حدثت الفاجعه ... فقد تخلى عنى هو الاخر ولم يصبح امامى سوى الدفاع عن نفسى ... ولكن بماذا سأدافع وكل شئ موثق بالاثباتات والدلائل .
وبدأت اتكلم ويكاد صوتى يخرج من فمى هل تعلمون من انا ... انا لست بمتهم فأنا انتم وانتم انا ، نحن نكمل بعضنا البعض فليس لى قوة بدونكم ، وإن كنت مذنباً فأنتم ايضاً مذنبون ... فبدأت الاصوات تعلوا فى المحكمه حتى اسكتها رئيس المحكمه وقال لى أكمل دفاعك .
وبدأت اكرر الكلام مرة اخرى ... نعم انتم ايضاً مذنبون فأنت أيها القلب بماذا تحاكمنى بالخيانه وانت من قال لى انها حبيبتك اليس انت من خفقت فى حبها ... اليس انت من كنت قلقاً عند غيابها ، وانتى ايتها المشاعر اليس انتى من تحركتى وبدأتى تعزفين اجمل الحان حياتى على اوتارك العزبه ، وانت ايها العقل من تحدث الى ونصحتنى بالتحدث اليها والفصح عن ما بداخلى لها .. الم تكن يوما مستشارى القانونى .
إن مكانى ليس خلف قفص الاتهام بل هى .... نعم هى وإذا كنتم تريدون محاسبة احد فلابد أن تحاسبوها هى ... هى من تلاعبت بنا جميعاً ... كيف لى ان اعرف ما كانت تنوى عليه ، اليست كل افعالها كانت تدل على صدق مشاعرها وعزوبة افكارها وصفاء نيتها .
لم اكن اعرف ان بداخلها كل هذا المكر والكذب والخيانه والنفاق وماهى إلا قشرة خارجيه لوعاء فارغ يحمل فى داخله كل هذه المشاعر الزائفه ، لقد تألمت كما تألمتم إن لم يكن اكثر منكم .
و اصبح الصمت حليف المكان ،،، ومن ثم بدأت الاصوات تعلو فى القاعه ولكن هذة المرة تعلو الى جانبى
ورفعت الجلسه الى المداوله ... وغابت كثيراً حتى اننى قد غفوت من شده التعب ...وبدأت اشعر بيداى يتحركان وارادتى تتحرر مرة اخرى فأستيقظت بسرعه لأجد نفسى فى فراشى واشعة الشمس الزهبية تلاعب ستائر غرفتى لتملأ حياتى اشراقاً وتفائلاً .. لتعلمنى ان مهما طال ظلام الحب الكاذب .. فإن يوما ما سوف يشرق على قلبك شمس الحب الصادق فلا تتعجل ولا تيأس .