بقلم/ عصام عطية
الحضارة المصرية كنوز لا تقدر بمال.
تاريخ طويل ترجمه أجدادنا الفراعنة فى أعمال لم يقدر الزمن على محوها، فظلت الآثار المصرية حاضرة بشموخها وعظمتها وتنوعها صامدة في عزة كما هي المسلات والأهرامات.
ومع مرور الزمن ومع إغراء هذه الكنوز كان للصوص دور كبير في سرقة أجزاء مهمة من تاريخ مصر وآثارها العظيمة. ´´آخرساعة´´ تحاول في هذه السطور التنقيب عن سارقي الحضارة المصرية وآثارها لتضع النقاط على الحروف وتكشف عن ألاعيب ´´الكبار جدا´´ اللذين كانوا حماة على مصر لكن يبدو أن المثل القائل ´´حاميها حراميها´` لم يخرج من فراغ، فالواقع يشير إلى أن ملايين الدولارات التى جاءت من معارض توت عنخ آمون الذى يقوم بجولة حول العالم تنتهي عالم 1212 لم تدخل مصر بل ذهبت إلى حساب استثمارى في جزيرة رودس تحت بند صندوق توت.. والأغرب من ذلك شنت الصحف العالمية تقارير خاصة تؤكد أن مبارك كان يحصل على فوائل مادية من معارض توت، دعمه في ذلك سلطة الآثار المصرية تحت قيادة زاهى حواس.
اليونسكو تعلن مع الإنتربول لاسترداد المسروقات وحواس لم يصدر بيانا بالقطع المنهوبة من المتحف المصري |
ولأن ملف سرقة الآثار أضحى من الملفات الملحة فسوف نبدأ حملة نرصد فيها تلك العصابات المنظمة التى تسرق أثارنا وتاريخنا ونعرض بالصور كيف تمت سرقة مومياء كاملة بالتابوت رغم وجود حراسة أمنية على بعد أمتار قليلة وكأن هناك عفاريت قاموا بعملية السرقة . . وإيمانا منا بحضارتنا التى نفتخر بها أمام العالم الذى يحسدنا عليها سوف نقود حملة مكشفة لاسترداد آثارنا المنهوبة.
عقب نشر موضوع (سرقة آثارنا بعلم المسئولين) توالت ردود فعل من علماء الآثار المصريين وسرعان ما قاموا مستندات تؤكد المهازل التى يدار بها المجلس الأعلى للآثار أو وزارة الآثار حاليا وبصراحة هذه المستندات التى تحت أيدينا توضح مدى الفساد الذى تفشى فى إدارات الآثار المختلفة سواء الآثار المصرية القديمة أو الإسلامية والقبطية أو حتى إدارة المشروعات التابعة للمجلس الأعلى للآثار . . وما يهمنا فى هذا الموضوع هو كشف الفساد والأداء العشوائى الذى أدى إلى نهب أثارنا وسرقتها وضياعها وفى البداية نوضح أننا لسنا ضد الدكتور زاهى حواس وزير الدولة لشئون الآثار أو ليس لنا موقف سلبى تجاهه فالرجل معروف على مستوى العالم بعلمه الغزير فى آثار مصر وهو أيضا الذى أعاد لنا آلاف القطع الأثرية من الخارج فى عهده وهو أيضا الذى أولى اهتماما خاصا بالحضارة المصرية ونشرها فى العالم من خلال موسوعاته وكتبه. وطالما نحن أصبحنا فى عصر يتسم بالحرية والشفافية تجاه أى فساد فمن حقنا أن نعرف كيف تدار العملية الأثرية فى مصر فيكفى أنه حتى هذه اللحظة لم يصدر بيان مباشر وصريح من وزارة الدولة لشئون الآثار بعدد القطع الأثرية التى سرقت من المتحف المصرى أو من مخزن دى مورجين أو مخزن القنطرة أو مخازن بور سعيد ومخازن الوادى الجديد والفيوم . . وأندهش من صمت الدكتور زاهى حواس كل هذا الوقت ولماذا لم يتم إبلاغ الإنتربول الدولى بالسرقات التى تعرضت لها مصر مع نشر صور القطر الأثرية التى سرقت من المتحف أو المخازن . . فى نفس الوقت التى خرجت علينا إيرينا بوكوفا مديرة اليونسكو التى قلقت جدا من السرقة التى تعرضت لها الحضارة المصرية ولكن سرعان ما قامت بنشر بيان على موقع اليونسكو جاء فيه :
إنه من بالغ الأهمية التأكد من أصل الممتلك الثقافى الذى يحتمل أن يكون مستوردا، أو مصدرا أو معروضا للبيع، ولاسيما الصفقات التى تتم عن طريق الإنترنت. يجب ألا يترك هذا التراث، الذى هو جزء من تاريخ البشرية ومن مقومات الهوية المصرية، لعبث أيدى المجردين من الحس الأخلاقى، ولا عرضة لخطر إعطابه أو تدميره. وفى سبيل الحيلولة دون ذلك، ستتعاون اليونسكو وثيق التعاون مع شركائها الدوليين فى هذا المجال، بمن فيهم الإنتربول، والمنظمة العالمية للجمارك، والمركز الدولى لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها، والمجلس الدولى للمتاحف، فعلتها مديرة اليونسكو ولم يأت النداء من زاهى حواس أو من اتحاد الأثريين العرب أو من أمين الاتحاد الدكتور على رضوان ولكن فقط الدنيا عندنا جميلة ولم تسرق أى قطع أثرية من مصر فى عهد الدكتور زاهى حواس لكن عموما أن حضارة مصر قد نهبت على مر السنين وأقرب السرقات التى وقعت ضمن مسلسل تهريب الآثار عينى عينك فى عز الظهر هو سرقة مومياء كاملة بالتابوت قبل أحداث 25 يناير من منطقة اللاهون الأثرية بالفيوم واختفاء المومياء تم فى ظروف غامضة وتم سرقتها رغم أن هناك أمنا من شرطة السياحة يقع على بعد 2 متر فقط من المقبرة المقتحمة وجرت هناك تحقيقات مكثفة لم يتم التوصل فيها إلى المومياء وأكيد خرجت المومياء خارج مصر والدليل أن التحقيقات توقفت وحدثت الثورة وسرق ما سرق من الآثار المصرية ونحن فى هذا الموضوع ننشر صور المومياء وصورا للمقبرة وصورا لنماذج التحقيقات التى جرت فى كواليس النيابة.
أول مذكرة
وحسب المستندات التى حصلت "آخرساعة" عليها جاء فى أول مذكرة للعرض على الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار (وقتذاك) بشأن سرقة مومياء من موقع حفائر اللاهون : تم إبلاغنا يوم الاثنين الموافق 29-11-2010 باختفاء إحدى المومياوات التى تم الكشف عنها يوم الأربعاء 24-11-2010 بمقبرة رقم (51) بموقع حفائر اللاهون وكان قد تم الكشف عن هذه المقبرة الموسم الماضى ولم يستكمل حفرها. والمقبرة عبارة عن بئر للدفن تؤدى إلى صالة ثم حجرة للدفن. وقد تم الانتهاء الموسم الماضى من حفر الصالة والكشف بها عن ستة توابيت بداخلها مومياء تغطيها طبقة من الكرتوناج الملون. واصلت البعثة أعمالها هذا الموسم وأنهت حفر المقبرة وغرفة الدفن وفى يوم الأربعاء 24-11-2010
اختفاء مومياء اللاهون بعد 4 أيام من اكتشافها رغم الحراسة المشددة
|
تم الكشف عن مومياء تغطيها طبقة من الكرتوناج الملون وعليها سطر رأسى من الكتابات بالخط الهيروغليفى وموضوعة داخل أربعة توابيت كل منها بداخل الآخر والمومياء بحالة جيدة وإن كانت تحتاج إلى ترميم وتقوية وقد تم تكليف الأثريين والمرممين بالموقع بالقيام بأعمال الترميم والتقوية اللازمة تمهيدا لنقلها للمخزن المتحفى كما تم مع المومياوات المكتشفة قبل ذلك.
اختفاء مومياء اللاهون
وفى يوم الاثنين الموافق 19-11-2010 وعند قيام فريق الترميم والأثريين بالنزول للمقبرة للقيام بعملهم اكتشفوا اختفاء المومياء وأحد التوابيت الأربعة والمقبرة تقع على ربوة عالية بمدخل المنطقة وعلى بعد عشرة أمتار من نقطة شرطة السياحة والآثار الثابتة بالموقع مما يثير علامات استفهام كثيرة؟ وجاء فى المذكرة أنه سبق مخاطبة مدير منطقة آثار الفيوم بتعزيز الحراسة عدة مرات إلا أنه تعلل بوجود عجز فى الحراسة وقد تأشر من سيادتكم على طلب التشغيل لتعزيز الحراسة بمنطقة الفيوم وحفائر اللاهون إلا أن مدير منطقة الفيوم لم يعزز الحراسة على موقع الحفائر وتم مخاطبته عدة مرات بهذا الشأن فرد بأن الحراسة كافية سبق أن تعرض موقع اللاهون والحفائر للتعدى عدة مرات بالحفر خلسة الموسم الماضى والموسم الحالى وقامت الشرطة والنيابة بالتحقيق فى الواقعة. علما بأن حراس المنطقة التابعين للمجلس الأعلى للآثار رفضوا استلام موقع الحفائر عندما طلب منهم ذلك فكتبت عدة مذكرات إلى رئيس قطاع الآثار المصرية الدكتور صبرى عبد العزيز بطلب إحالة الحراس المذكورين للتحقيق وقيامى بحرمانهم من الجهود لرفضهم القيام بصميم عملهم واستلام موقع الحفائر. إلا أن جهات التحقيق حفظت ما هو منسوب للحراس وقد تم توقيع الجزاء على شخصى بالخصم خمسة أيام من راتبى لحرمانهم من الجهود كما طلبت نقل الحراس وتغييرهم بآخرين بسبب تراخيهم وعدم القيام بعملهم إلا أن مدير المنطقة لم ينقذ التعليمات بل كان هو من حرص على عدم استلام الموقع وكتابة شكوى كيدية ضدى.
لقد سبق لى مخاطبة صبرى عبد العزيز رئيس قطاع الآثار المصرية بكل هذه الأمور وطلبت استبعاد مدير منطقة الفيوم وتكليف أثرى آخر للعمل كمدير للمنطقة نظرا للفوضى التى تعم المنطقة هذا وقد تم إبلاغ شرطة السياحة والآثار وتم تحرير محضر وكذلك إبلاغ رئيس قطاع الآثار المصرية فور اكتشاف واقعة سرقة المومياء المذكرة حملت إمضاء الدكتور عبد الرحمن العايدى المشرف على الإدارة المركزية لمصر الوسطى وبعثة حفائر اللاهون.
ومن خلال قراءة سطور هذه المذكرة يتضح أن الذى قام بسرقة هذه المقبرة أكثر من شخص والدليل أن فتحة المقبرة أفقية ولابد من عدة أشخاص لإخراج التابوت والمومياء بشكل عمودى ولابد من وجود عدة أشخاص آخرين لاستلام التابوت عند خروجه من المقبرة، وهذا يعنى أن هناك أكثر من خمسة أشخاص من المفترض أنهم شاركوا فى سرقة التابوت والأغرب فى موضوع السرقة وحسب مذكرات مدير منطقة الفيوم الأثرية بأن المقبرة عليها حراسة مكشفة من خفراء وشرطة سياحة ومجندين وكأن العفاريت هى التى قامت بسرقة المومياء