القاهرة 28 يوليو 2015 الساعة 10:56 م
• فاطمة
عيناكِ
صامتتان فاطمتى،
وقلبك مجمرة،
وخيول روحك فى اندهاش
نافرة.
يا فاطمُ:
انشرخَ النشيدُ،
وقُدَّ قلبى ...
كان قلبى طيبًا...
ما خنتُ مولاى العزيزَ،
وما هممتُ بقطفِ
نرجسة.
ما أدركتْ
حقلاً من النعناعِ
أغنيتى،
وما رقصتْ
على نغماتها بنتٌ.
لفاطمةَ الصموتةِ،
أن تبوحَ الآن للأشياء.
أن تحكى ملامحها
لأزهار القرنفل،
للنَّدى،
لحقيبة الكتب الثقيلة،
للمدى.
ولقلبها:
أن يجتبى غيرى ؛
يفسِّر للطواحين
أحلامَ السنابل
وللأوراق
أحلامَ القلم .
أصوِّرُ مِن خلف الدَّانتيلا
(1)
كنتُ
أمزِّقُ ورقًا،
وعذاباتٍ،
كنتُ
أقاومُ زحفَ الرَّملِ
على خارطتى.
مُبدَّدة كُلُّ الأشياء بذاكرتى،
والظِّلُ - هناك - يراوغُ.
(2)
كيف أجىءُ؟
وشجرةُ خوفى
لم تطفِئْ لونَ الشمسِ؛
فأحرقَ فىَّ
حصيدًا
وأنا أتلوَّى
تحت سماء الله،
وصبحٍ لا أعرفه.
(3)
وحيدٌ،
والخريفُ قريبٌ من
الروح.
إذا ما استفاقَ
قليلاً،
تهاوَى عليه بخَمْرٍ
كطعم الزجاج المُكسَّر
دومًا قريب،
وعيناك
أبعد ...
مِمَّا حسبتُ.
(4)
يا نازعةً روحَك مِن
ضيق ممرِّى.
كيف تركتِ روحى يلهثُ
خلفَ ضبابٍ؟
(5)
مدنٌ
تصعدُ
من غَلَيانِ جَمَاجِمِنا.
كل عيون تنظر فينا ..
تقتل حلمًا.
كيف أتيتِ،
وكل عيون الناس
كَإِبَرٍ؟
- كيف آتيتِ؟
- مساءُ الخير.
- هل تطهين الفرح،
أم الأحجار؟
(6)
خبزٌ،
شىء غامض،
وظلامٌ يتوسَّده القمرُ،
وقلقٌ
ينبتُ بين يديكِ،
يقطف مِنِّى
الرغبةَ
فى أن أمضغَ
شيئًا مجهولاً:
رُبَّ فؤادك ...
أو أحجار ...
رُبَّ الموت.