القاهرة 30 سبتمبر 2014 الساعة 11:57 ص
أتاحت رحلة الرئيس المصري لحضور مؤتمر قمة المناخ الذي أقامته الأمم المتحدة لحظات لا سابق لها إعلامياً من خلال ما أوردته قنوات مثل «المحور» و «صدى البلد» و «أون» و «سي بي سي» التي لا بد من التوقف عند تغطيتها لجمعها بين أنواع متعددة من فنون الإعلام مثل رصد مظاهر الحدث المصري في الشوارع المحيطة بمقر الأمم المتحدة واللقاءات مع شخصيات من الوفد المصري أو المصريين العاملين في مواقع مهمة في الأمم المتحدة، أو شخصيات أميركية الى جانب حوار مع سائق تاكسي اتضح أنه روسي! غير أن اللقاءات السريعة التي أجرتها لميس الحديدي مع مصريين جاؤوا من كل الولايات المتحدة ومن كندا أيضاً، كانت الأهم، إذ تدفق هؤلاء ليعبروا عن موقفهم الأصيل تجاه بلدهم الأصلي بمجرد سماعهم بحضور الرئيس، ملأوا 50 اوتوبيساً، وجزء منهم استغرقت رحلته 12 ساعة كاملة ليقف في الشارع على الرصيف المخصص لهم لساعات طويلة. وحين أجرت لميس لقاءات مع بعضهم قالت شيماء إنها تعيش في نيويورك منذ 10 سنين، وقالت أخرى إنها تعيش في كاليفورنيا منذ 45 سنة وتعشق مصر، وآخر طلب من لميس أن تقبل الرئيس بالنيابة عن الجميع وطفل صغير فصيح اسمه «عمر» قال إنه يعشق بلده رغم مجيئه إلى أميركا.
كانت هناك شخصيات مصرية عامة موجودة وسط هؤلاء، من فنانين وإعلاميين ورجال أعمال، لكنهم لم يسحبوا البساط من «الشعب» المصري الأميركي. فهذا اليوم هو يوم هؤلاء الذين خرجوا من مصر مهاجرين مثل غيرهم الى «العالم الجديد»، لكنهم لم ينسوا بلدهم الأم، فلهجتهم لم تتغير وترديدهم للأغاني التي شاعت بعد ثورة 30 حزيران (يونيو) لا يختلف عن أمثالهم في أي مكان من مصر. وربما جاءت هذه التغطيات لتفجر سؤالاً يتعلق بالشاشات المصرية، وهو لماذا تتجاهل هؤلاء في برامجها؟
قبل سنوات طويلة، قدمت الإذاعة المصرية برنامجاً شهيراً بعنوان «ابناؤنا في الخارج»، لاقى وقتها صدى طيباً، وربما يكون انتقاله للتلفزيون الآن وتطويره أكثر أهمية. وبالتالي فإن القنوات الخاصة النشطة الآن في مصر عليها ان تقدم برنامجاً عن المصريين في بلاد الغربة، وما الذي أخذوه من المجتمع الاميركي وماذا قدموا له... لا يكفي أن يتوقف البرنامج المقترح عند كبار العلماء او العباقرة، وإنما عند من يمثلون الغالبية، هؤلاء الذين يعيشون في الغربة، والذين يصنعون لبلادهم الكثير من دون أن يطالبهم أحد بذلك، فهم لهم حق على مجتمعاتهم الأصلية وهو أن تشعرهم بأنهم محل اهتمامها ولم يسقطوا من حساباتها، وانها تنتظرهم في كل الاوقات وليس فقط حين تحتاجهم إبان الأزمات. ويكفي أن المصريين الأميركيين خرجوا بكل هذا التأييد في مواجهة جماعة إرهابية وأنصارها وفي مواجهة سياسات اميركية داعمة لها مع وجودهم في الوطن البديل... وهكذا كل مهاجر يأخذ الوطن معه من دون حسابات إلا المحبة وحدها.