القاهرة 18 سبتمبر 2014 الساعة 03:43 م
اعرف اننى سأدخل عش الدبابير من الرافضين للتغيير او المستفيدين من الوضع الحالى ، لكن من يريد العسل لايهمه قرص النحل او حتى الدبابير..
فى البداية علينا الاعتراف .. نعم الصحافة القومية فى خطر ولا يشعر به الا المؤمنين بكينونة ودور الدولة المصرية باعتبار هذه الصحافة هى ذراع مصر التنويرى والثقافى والفكرى بل والسياسى ، ليس فى الداخل فحسب ولكن فى العالم العربى ..
نعم الكارثة حلت علينا باختيار بعض القيادات دون المستوى مع ظروف سياسية تدعو الى التقوقع للداخل وحكومات رفعت شعارات تسطيح وعى المواطنين وشغلهم ب "التوافه " حتى لايكون هناك وعيا عاما ناضجا يفضح سياسيات الحكومات وبعض الحكام ، لضمان استمرارهم على كراسى الحكم لعشرات السنوات ..
نعم ادت هذه الاسباب مع اسباب اخرى الى تحول بعض الصحف ان لم تكن كلها الى ابواق حكومية تدافع عن سياساتها ، وتروج لاكاذيب بعض مسؤليها و تحولت بعض الكتابات الى اسواط تلهب ظهر المواطنين بدلا من ان تكون الصوت المعبر عنهم .. بسبب ذلك كله فقدت الصحافة القومية تعاطف بعض القطاعات معها الان ، ونسى البعض ان هناك اصواتا كانت تتمترس للدفاع عن المواطنين وحقوقهم فى ظل هذه المناخات ..
نعم الصحافة القومية فى خطر ومستقبل اكثر من 50 الف اسرة فى مهب الريح اذا ظلت الامور هكذا وستكون قنابل موقوته فى وجه الحكومة ..لكن يجب ان نقف فة خندق الصراخ والنحيب علينا ان نبحث عن حلول من داخلنا مع الحلول الحكومية ..
لكن الخطير ان الحلول وروشته العلاج تحتاج لصراحة ومواجهة بين العاملين بها وانفسهم من جهة وبينهم وبين الحكومة من ناحية اخرى ..
وسأحاول خلال ها المقال طرح بعض الحلول التى تساعد اذا كانت جيدة فى الخروج من الازمة واقصد بها حالة التعثر الشديد التى تجعلنا جميعا فى غرفة الانعاش ، ولن اتحدث عن الجمهورية فقط كما فعل الزميل احمد النجار حين خصص معظم مقاله عن الاهرام رغم انه مخول بالحديث عن مؤسسات الجمهوريه " دار التحرير " والاخبار والاهرام ..
المهم اطرح بعض الرؤى التى قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة وقد تكون بينهما ، لكن فى كل الاحوال تحتاج لنقاش موسع بين اعضاء الاسرة الصحفية وبصدر رحب وبدون عصبية تفقدنا القدرة على التفكير .
• الامر الاول: ارى ان العلاج يبدأ من تجميد والغاء الديون المستحقة لانقاذ هذه القلاع ولتعتبرها الحكومة مثل الاموال التى نهبت من رموز مبارك او الديون المعدومة لكبار اللصوص " بعض رجال اعمال مبارك وحقبته "..
• الامر الثانى : لماذا تمسك الحكومة فى رقبتنا نحن وتنصب لنا المشانق ولا تقترب او تفكر فى الاقتراب ممن سرقوا هذه الاموال او خربوا هذه المؤسسات او افسدوها وتتركهم احرارا يخرجون لنا لسانهم بعد ان ضربونا على قفانا وسرقونا .
• الامر الثالث : وقف اى تعيينات جديدة لمدة خمس نوات على الاقل .
ودخولا فى الحلول الاخرى ارى ان تفكيك كيانات هذه المؤسسات واعادة دمجها قد يكون حلا أودواء وعلاجا لمريض يحتضر من جهة ،وتطبيقا عمليا لسياسة عصر الكيانات الكبرى الذى يتسم به عصر الرأسمالية ..
بشكل مباشر ارى تكوين مؤسسة قابضة تضم كل المؤسسات الصحفية القومية وتضم عدة شركات:
1. شركة واحدة تضم كل قطاعات الطباعة فى المؤسسات الثلات على الاقل ،ومعهم باقى مطابع المؤسسات مثل دار الهلال وروز اليوسف اذا لزم الامر و تسند لها طباعة كافة الجرائد والمجلات الصحفية من جهة ، ومن جهة ثانية تلتزم الحكومة بطباعة كافة مطبوعاتها فيها من جهة ثانية ..وفى هذه الحالة سيتم الاستفادة بكل الامكانيات البشرية والطباعية الموجودة وتوزيع العمل فيها بما يحقق المكسب للشركة مع وقف التعيينات الجديدة للاستفادة من العمالة الموجودة حاليا .. وفى هذه الحالة سيكون لدينا كيانا عملاقا لايناظره كيان اخر فى المنطقة العربية والافريقية يمكن به جذب استثمارات وحجم اعمال ينتقل بهذه المؤسسات من التنافس الهش الى الاتحاد العملاق .
2. انشاء شركة للاعلانات بكافة اشكالها وانواعها من اعلانات صحف الى اعلانات طرق وتليفزيون .. الخ يتم من خلالها الاستفادة بكافة الخبرات البشرية فى شركات الاعلانات فى المؤسسات القومية بعد ضمها فى هذا الكيان الجديد ، وتقوم الشركة فى هذه الحالة بتوزيع الاعلانات على كافة المطبوعات الصحفية بعد تطويرها بحيث لاتصدر مطبوعة واحدة بدون اعلانات تمول اصدارها ، وتلتزم الحكومة بكل وزاراتها وشركاتها بالاعلان فى هذه الشركة دون غيرها ، مع انشاء قناة تليفزيونية للاذاعات التليفزيونية وتستفيد من الخبرات الصحفية الهائلة التى تثرى القنوات الخاصة والعربية .
3. انشاء شركة للتوزيع بعد ضم شركات التوزيع الحالية الموجودة فى المؤسسات القومية وتتولى الشركة الجديدة كافة اعمال التوزيع الداخلى و يتم الاستفادة فيها من اساطيل السيارات الموجودة فى المؤسسات القومية ويتم فى هذه الحالة التنسيق بينها بالاستفادة من كافة الامكانيات البشرية والمادية فى التوزيع وتلتزم الدولة باسناد كل المهام الخاصة بالتوزيع لهذه الشركة .
4. انشاء شركة للاستثمار تضم اليها كافة المشروعات الاستثمارية الحالية المملوكة للمؤسسات القومية والاراضى والمبانى اللمملوكة لها بغرض الاستثمار وانشاء مشروعات تدر الربح من استغلال هذه الاراضى والمبانى فى اطار خطة كبرى يتم الاستفادة فيها من الخبرات والعقول والموارد والامكانيات الحالية وطرق تنميتها ، فاذا كان لدينا جامعة او اكاديمية يمكن تنميتها باضافة مبانى اخرى لتكون فروعا لها فى مناطق اخرى باستغلال مبانى غير مستغلة حاليا لانها تابعة لمؤسسة اخرى
5. انشاء شركة تضم كافة الجرائد والمجلات تكون مسؤلة فقط عن الجوانب التحريرية وتكون مهمتها اختيار الكفاءات فى المناصب التحريرية ومتابعة عمليات التطوير ودراسة ضم ودمج او الغاء او تحويل بعض المطبوعات الى بوابات اليكترونية .. الخ من افكار ووضع برامج تدريبيىة لرفع كفاءة العاملين بهذه الصحف بالتعاون مع مؤسسات دولية او اقليمية
6. تكون مسؤلية المجلس الوطنى للصحافة بعد تشكيله باعتباره المالك الاصلى لهذه الشركات والكيانات الاشراف والمراقبة والمتابعة والمحاسبة اذا لزم الامر
اعرف ان هذه الافكار قد تجد صدى ايجابى او سلبى ، معارضة شديدة او ترحيب او حتى فتور ، نقد عنيف قد يصل لاقصى مدى او تأييد يصل الى الهوس... لكن لان الهدف هو انقاذ المؤسسات الصحفية القومية بطرح بعض ما أراه حلا او روشتة علاج وقد اكون مخطئا لكن فى كل الاحوال نحتاج الى اقامة حوار حولها او اى افكار اخرى من اهل صاحبة الجلالة نتخلى فيه جميعا عن النظرة الضيقة او المكاسب الآنية للبعض او حتى شعور بعض المؤسسات بالظلم لانها سنضم الى كيانات اضعف ، اعتقد ان صاحبة الجلالة تحتاج منا الى وقفة وتجرع بعض الدواء المر لانقاذ السفينة قبل ان تغرق
هل نتحرك قبل فوات الاوان ؟!
yousrielsaid@gmail.com