القاهرة 18 سبتمبر 2014 الساعة 01:31 م
للمرة الثالثة.. وعلي غير موعد.. يخرج علينا في التليفزيون.. "ضيف غريب"..غريب في فكره.. في مظهره.. وغريب فيما يقدم للمشاهدين. من أفكار ومقترحات.
الملفت.. أن ثلاثة من مقدمي البرامج التليفزيونية المختلفة قد استضافوا هذا الغريب الواحد بعد الآخر.. هل باتفاق فيما بينهم..؟
أم بترتيب آخر خارج إرادة مقدمي البرامج الثلاثة..؟
أم من خلال "صفقة".. أو مؤامرة.. أو بتدبير سياسي. اقتصادي.. يستهدف مصر.. وأرض مصر.. واستقلالية مصر بقراراتها الوطنية.. وبسيادتها علي ترابها.. وبمستقبلها الذي تتحدد معالمه الآن..؟
"الضيف الغريب".. الذي نتحدث عنه.. خرج علينا.. ومن خلال "محطات ثلاث"..ليتحدث عن "صفقة".. شاذة في مضمونها ومحتواها.
يتحدث عن "بيع الجنسية المصرية" للأجانب وذلك مقابل "عائد مادي".
يتحدث.. عن "منح الجنسية" لمن "يدفع مالا"..!!
ووصل "السمسار".. أو "الوكيل" الأجنبي أو الخارجي. الذي نتحدث عنه.. إلي حد "الغواية". والإغراء.. صحيح أن الرجل "صاحب العرض".. والصفقة.. مصري الجنسية.. أو ربما "مزدوج الجنسية".
إلا أنه شديد الحماس.. وشديد الإصرار علي "بيع مصر".. ف"الجنسية".. في جوهرها وفي صميمها هي "ملكية خالصة" للوطن وللتراب الوطني.
وهو حين يتحدث عن "بيع الجنسية" للأجنبي.. فإنما يعني "بيع الوطن للأجانب".
وذلك.. دون أن يتوقف لحظة أمام:
* الكرامة الوطنية..
* أو أمام الاعتزاز بالأرض.. التي هي في حقيقتها العرض.
* ودون أن يذهب ببصره. وببصيرته قليلا إلي الأمام.. إلي المستقبل.
* هو أيضا.. ومن يحركه ويدفعه بفكرته. الفاجرة.. أحسن التوقيت.
* ففي هذه اللحظات والأوقات "شديدة القسوة والصعوبة" التي تمر بها مصر..
يتقدم الرجل بهذا "المشروع الغريب" في شكله ومضمونه..
* * *
قد يكون من الأهمية بمكان. أن نتوقف قليلا أمام:
* توقيت "العرض"..
* وأمام الظروف الاقتصادية.. الاجتماعية.. الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد..
* علينا أيضا أن نربط. ونتذكر بين ما جري.
طوال السنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية التي هدت مصر ودمرتها.. وبين ما نحن عليه.. وما نحاول أن نتغلب عليه من الآثار المهلكة التي خلفتها وصنعتها سنوات الفساد والفوضي..
واجبنا أن نقف بكل إخلاص وصدق وعمق أمام الواقع لنستكشف سبل العلاج والتعامل والخروج مما خلفته عقود الفساد السابقة.
ونسأل "السيد العلامة".. "سمسار البيع".. هل يصح التفكير:
- في "البيع".. للأرض والعرض..
- بينما عصابات "الإرهاب".. والتخريب. والقتل.. تغتال رجال الجيش. والشرطة. والقضاء.. وفي نفس الوقت تصدر أحكاما نافذة بالإعدام علي من يعالجون في المستشفيات.. من خلال تدمير محطات الكهرباء.. ومحطات مياه الشرب.. بينما الآلاف يخضعون للعلاج.. بينما مشرط الطبيب يتعامل مع قلب مفتوح.. ورأس مدمر.. ثم فجأة ينقطع التيار الذي أسقطت أيادي الشر أبراجه.
* * *
في هذا المناخ.. وفي هذه الظروف غير الطبيعية التي يفرضها علي الوطن وعلي الشعب "عصابات الشر".. من أعضاء الجماعة وحلفائها.
ويفرضها "التآمر الخارجي".. الذي لم يترك وسيلة إلا ويستخدمها.. لقطع طريق العلاج والمواجهة سواء بالحصار الاقتصادي أو بمد عناصر الجريمة بالسلاح والمال..
في هذا المناخ "الصعب" والخانق..
علينا جميعا.. أن نفكر وبعمق في كيفية الخلاص.. وكيفية المواجهة والعلاج..
علي "العبقري". حامل "وصفة" أو روشتة. "النهضة" من خلال بيع مصر.. وأرض مصر.. باضفاء شرعية وملكية مزيفة لأعداء مصر. ببيع الجنسية.. أو بيع الوطن..!
عليه أن يتأمل ولو قليلا.. ما حدث لشباب الجامعات.. أو للعديد من الشباب.. جامعي أو غير جامعي..
كيف جردوا أستاذة جامعية من ملابسها..
وكيف دمروا المعاهد والكليات وقاعات الدرس في جامعات القاهرة والأزهر وعين شمس والمنصورة وغيرها وغيرها..
كيف أخذوا الأطفال والصبية والفتيات في مظاهرات مدفوعة الأجر.. أخذوهم واحتموا بهم حاملين الأكفان وكيف استأجروا البلطجية وأبناء الشوارع والمجرمين والقتلة لينفذوا بأيديهم مخططات القتل والتدمير والفوضي..
أيها السيد العبقري.. "سمسار بيع الجنسية".. هل يمكن أن تدفع بعناصر جديدة.. وبالتأكيد "مشبوهة" إلي مجتمع "يلملم" أطراف مشكلته.
مجتمع يحاول أن يستعيد "منظومة القيم" التي بددتها سنوات الفساد..؟!
* * *
واجبك أيها "السمسار".. المشبوه بنواياه وأفكاره..
أن تبحث عن رؤي أخري.. عن أفكار ووسائل تبني ولا تدمر.. هل يمكن لأحد أن يصدقك.. وقد اخترت اللحظة الهامة والحاسمة في تاريخ مصر..
لحظة بناء مشروعات وطنية كبري:
- في قناة السويس..
- وفي الساحل الشمالي..
- وفي سيناء..
- ومنخفض القطارة..
- وغيرها وغيرها..
هل يتصور أحد.. أن نواياك صادقة..
وأن تطرح "موضوع الجنسية".. بينما التوجه المصري..
- الشعبي..
-والرسمي..
- بل والوطني بكامله..
يتحدث عن ضرورة إبعاد أي شريك أجنبي عن المشروعات الوطنية الكبري.. وأن تكون الملكية خالصة للمصريين.. ثم إذا كان أصدقاؤك أيها السمسار الكبير راغبين في الاستثمار بمصر..؟! فما هو المانع.. مصر علي استعداد لقبول المستثمرين الشرفاء..؟ لكنها رافضة لكل من يحاول أن يتسلل للهيمنة والسيطرة والسرقة.. وتقويض ما تحاول "مصر اليوم" أن تبنيه للحاضر والمستقبل..
لا أحب أن أخوض اليوم في الحديث عن الزملاء الذين حرصوا علي استضافة هذا "السمسار" المشبوه.. لكني في نفس الوقت.. آمل أن تكون "طلَّته" الأخيرة هي آخر الطلَّات.
فمصر في حاجة إلي من يضيف إلي رصيدها..
إلي فكرها.. وإبداعاتها.. إلي ابتكاراتها ومشروعاتها البناءة.. نهضة مصر وتقدم مصر.
ليس أبدا ببيع مصر.. أرضا.. أو جنسية.. أو مشروعا.. فالمال الذي يدخل "متسللا".. للهدم.. يخرج وبنفس الطريقة ومعه أضعاف ما حمل.. مضافا إليه حجم الخراب. وحجم الجريمة التي دخل من أجلها.. وهي غسيل فاسد لمال فاسد.. والحديث مفتوح.