القاهرة 08 سبتمبر 2014 الساعة 02:06 م
عاش فى حارة عرضها 4 أمتار حتى وصل إلى رتبة لواء.
عبد الناصر وصفه بأنه من الرجال القلائل الصادقين .. ومبارك أقصاه لتزايد شعبيته
ولد عبد الحليم أبو غزالة فى 15 يناير 1930 فى قرية زهور (قبور) الأمراء بمركز الدلنجات, والده كان موظفاً في البريد, وبعد دراسته الثانوية في مدرسة دمنهور الثانوية حصل على شهادة التوجيهية عام 1946، وكان ترتيبه الثالث عشر على المملكة المصرية, التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في 1 فبراير 1949 وكان ترتيبه الأول على الدفعة، وهي الدفعة التي ضمت حسني مبارك
بدأ الضابط الشاب من 13 شارع المهدي بحلمية الزيتون، الذي سكن فيه المشير " أبو غزالة " منذ أن كان ضابطاً صغيراً. وشارع المهدي هو شارع صغير خلف مسجد الشيخ بخيت بميدان حلمية الزيتون بنى فيه الضابط الشاب منزلاً من ثلاثة طوابق سكن في الأخير منها ولم يأنف من تلك الحارة الضيقة والتي لا يزيد عرضها عن أربعة أمتار حتى بعد أن وصل إلى رتبة اللواء
وربما كان أهل الحي يتحدثون فخراً عن " سيادة اللواء " طوال عشرتهم معه إلا أنه لم يجد في نفسه ما يستحق الفخر. ففي التواضع يكمن مفتاح شخصية هذا الرجل البسيط الذي يلعب كرة القدم مع جنود معسكره
التحق بسلاح المدفعية. وفي عام 1951 كان نقيباً في سلاح المدفعية متمركزاً في سيناء؛ وفي زيارة له إلى القاهرة تم تجنيده في تنظيم الضباط الأحرار. سافر إلى الإتحاد السو?ييتي في الفترة من 1957 حتى 1961 ، في معهد المدفعية والهندسة في مدينة پنزا Penza لمدة 18 شهرا ثم إلى موسكو حيث التحق بأكاديمية ستالين حيث حصل على إجازة القادة Kandidat Nauuk وتعني دكتوراه العلوم لتشكيلات المدفعية عام 1961. وعقب عودته من روسيا عمل في فرع التعليم بمدرسة المدفعية ثم تولى رئاسة هذا الفرع خلال حرب 1967
في ديسمبر 1968، كان أبو غزالة برتبة عقيد ويقود مدفعية أحد التشكيلات الضاربة على جبهة غرب القناة، وقد ردد صحفيون أجانب ومصريون اسمه كثراً، كما ردده كثير من أعضاء مجلس الشعب والوزراء الذين زاروا الجبهة. فقد كان يترك لدى مقابليه تأثيراً حسناً لحديثه الواعي وتحليله لأسباب الهزيمة ومسئولية القيادتين السياسية والعسكرية معاً، ويعود الزوار وهم في دهشة من جرأة هذا الضابط وحديثه الخطير. توقع كثيرون أن يـُقبض على أبي غزالة أو أن يحال للتقاعد. وبالفعل قام الفريق أول محمد فوزي بالاشتراك مع اثنين من معاونيه اللواء أحمد إسماعيل ونائبه وقتها محمد الجمسي بوضع اسم العقيد أبو غزالة في كشف المعاشات الذي سيصدر في يناير 1969
عرف أبو غزالة بما اُعد له فلم يتراجع وقال: إنني حزين لأنني سأحرم من تنفيذ ما أريد تطبيقه بين ضباطي وجنودي ومن فرصة القتال ضد إسرائيل فوق سيناء، وليس من الضفة الغربية فقط.
عند عرض وزير الحربية (محمد فوزي) لنشرة المعاشات (والترقيات) على الرئيس جمال عبد الناصر - تنفيذاً لتعليمات رئيس الجمهورية منذ سبتمبر1967
قام عبد الناصر بشطب اسم أبو غزالة من قائمة المحالين للمعاش، وقال لمحمد فوزي: أنا أعرف ماذ يقول أبو غزالة عني وعن عبد الحكيم عامر بل وعنك أيضاً, ولكنه يبقى من الرجال القلائل الصادقين. لا نفرط فيه ولا في مثله من الضباط. ولاتدع الغضب منهم يخفي عنك صورتهم الحقيقية.
وفي حرب اكتوبر 1973، عين قائداً لمدفعية الجيش الثاني ثم عين بعد الحرب رئيساً لأركان المدفعية ,ثم اختير في عام 1978؟ ملحقاً عسكرياً في الولايات المتحدة. وأثناء عمله ملحقاً عسكرياً في أمريكا حصل على دبلوم الشرف من كلية الحرب الأمريكية (كارلايل) عام 1979، ويعتبر بذلك أول شخص غير أمريكي يحصل على هذا الدبلوم. وفي 27 يونيو 1979 اختير مديراً للمخابرات الحربية. وقد ظل يعمل ملحقاً عسكرياً بواشنطن مدة ستة أشهر بعد صدور قرار تعيينه مديراً للمخابرات الحربية، ثم عاد للقاهرة لاستلام المنصب
وفي 15 مايو عام 1980 عين رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة ورقي إلى رتبة فريق. وفي 1 اكتوبر 1981 وافق المؤتمر الثاني للحزب الوطني على تعيينه عضواً بالمكتب السياسي بالحزب. وبعد أيام قليلة عين وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي في الوزارة المصرية التي تشكلت برئاسة حسني مبارك
وفي أبريل 1982 صدر قرار ترقية الفريق أبو غزالة إلى رتبة مشير، حيث أصدر قرار الترقية الرئيس حسني مبارك
وفي 1 سبتمبر صدر قرار تعيينه نائباً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي
وفي سبتمبر 1985، عين نائباً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في وزارة علي لطفي. وفي نوفمبر 1986 عين نائباً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في وزارة عاطف صدقي. وفي اكتوبر استمر أبو غزالة في نفس المنصب في وزارة د. عاطف صدقي الثانية. وفي أبريل 1989 ترك وزارة الدفاع وعين مساعداً لرئيس الجمهورية
وهو أيضا خريج أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة عام 1972.
وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة. وكان يجيد عدة لغات هي الإنجليزية والفرنسية والروسية
وقدم أبو غزالة العديد من المساعدات للعساكر المصرية وجنود الصف والضباط واهتم بمظهر ومكانة الجندى المصرى ومدى أهميته من أجل حماية الوطن و
عمل على تطوير مدرسة المدفعية في ألماظة وتطوير الجيش وتسليحه بكل فروعه
و الإهتمام بالضباط والعسكر و بناء مساكن الضباط بعدة محافظات وحول الجيش لمؤسسة كاملة حربية وصناعية و(مصانع الجيش وأولها مصنع 200 الحربي) وزراعية (استصلح الجيش مساحات ضخمة جداً ويزرع ويصدر أيضاً المنتجات الزراعية) وبنية تحتية (طرق، كباري، أنفاق، مستشفيات، مدارس
وتوترت العلاقات بشدة بين أحمد بدوي وزارة الدفاع وبين نائب الرئيس السادات حسنى مبارك ووصل الأمر إلى أن المشير أحمد بدوي ذهب غاضبا للرئيس السادات ليشكو له من تدخل النائب حسني مبارك فى أعمال وزارة الدفاع، كان بدوي يتصور أن هذا التدخل بناء على توجيهات من الرئيس السادات. إلا أنه فوجئ باستنكار السادات لهذا الاسلوب
بل كان واضحا أن السادات فوجئ تماما وترك بقية الأمور التي جاء بدوي من أجلها وركز حديثه عن مظاهر تدخل النائب فى الجيش. طلب السادات من فوزي عبد الحافظ سكرتير الرئيس الخاص أن يطلب كمال حسن علي وإحضاره فوراً
انتهت مقابلة أحمد بدوي وحضر كمال حسن علي وسأله السادات عما قاله بدوي، حاول كمال حسن علي أن يرد على الرئيس السادات بدبلوماسية شديدة.. إلا أن السادت كان شديد اللهجة ووجه له سؤالا محددا طلب منه الإجابة عنه وهو: هل تدخل حسنى مبارك فى شئون بعض الضباط بالقوات المسلحة، وحاول كمال حسن على أن يشرح الموقف فكرر السادات سؤاله وقال له قل لى آه ولا لا مش عاوز إجابة غير كده يا كمال.. آه. ولا لا.. فوجئ كمال حسن على بلهجة السادات فقال له: أيوه يا سيادة الرئيس حصل , لم يرد السادات على كمال حسن على لكنه قال لفوزي عبد الحافظ: قُل لمبارك يقعد فى بيته ولما أعوزه هابعت له. وذهب حسنى مبارك ليقيم فى قرية مجاويش لمدة أسبوع حتى تهدأ الأمور. وأيامها ردد الكثيرون أن منصور حسن وزير شئون رئاسة الجمهورية، ووزير الإعلام كان مرشحا ليكون نائبا للرئيس السادات بدلا من النائب حسنى مبارك ولم يكن هذا صحيحا. فقد كان السادات يرى أن منصور حسن لسه عوده طرى لكن بعد مرمطته ممكن يكون رئيس وزراء ناصح. وكان الرئيس السادات يرى أن منصور حسن لم ينجح فى وزارة الإعلام وأن الناصريين والشيوعيين حطوه فى جيبهم .
بعد اغتيال السادات تزعم د. فؤاد محيي الدين حملة لتنصيب النائب حسنى مبارك فى منصب رئيس الجمهورية وكانت وجهة نظر د. صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب والذى تولى رئاسة الجمهورية مؤقتا وبعض الأطراف الأخرى المؤثرة فى السلطة هو المفاضلة بين النائب حسنى مبارك والفريق عبد الحليم أبو غزالة، ورأى البعض أن ذلك أمر يخص المؤسسة العسكرية ولذلك يجب أن تجتمع رموزها وتختار من تريد من الاثنين
أدرك فؤاد محيي الدين أن كفة عبدالحليم أبو غزالة من الممكن أن تكون هى الراجحة.. لذلك لجأ إلى حيلة حيث تحدث مع عبدالحليم أبوغزالة أمام الذين يعرف أنهم يميليون إلى ترشيحه وقال له: سيادة الوزير الرأى اجتمع على اختيار النائب حسنى مبارك رئيسا للجمهورية، ويسعدنا سماع وجهة نظرك.. فرد عبد الحليم أبو غزالة: ودى فيها وجهة نظر طبعا الأخ حسني مناسب جدا ليكون رئيسا للجمهورية
في يونيو عام 1988، ألقت السلطات الأمريكية بكاليفورنيا القبض على عالم الصواريخ الأمريكي المصري (عميد أ.ح.) عبد القادر حلمي بتهمة تجنيده من قِبل المشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع المصري آنذاك للحصول على مواد هندسية محظورة لبرنامج الصواريخ المصري بدر 2000. حلمي عمل على تصدير مواد صواريخ أمريكية محظورة إلى مصر. الخطة تم إحباطها في يونيو 1988, عندما ألقي القبض على ضابط عسكري مصري في بلتيمور وحوكم بتهمة تحميل غير قانوني لشحنة "كربون" على متن طائرة نقل عسكرية متجهة للقاهرة. وبعد ذلك بعام, اعترف حلمي بإذنابه في تهمة واحدة في التصدير غير القانوني لنحو 420 رطل من الكربون-. الحكومة المصرية أصرت على الحصانة الدبلوماسية للضباط المصريين المتورطين. إلا أن حلمي حـُكم عليه في يونيو 1989 بالسجن لمدة 46 شهراً وبغرامة قدرها 350,000 دولار.
كما صودر من حساباته معظم المليون دولار التي قال الإدعاء أنها كانت دفعات من ضباط المخابرات المصرية عن طريق بنوك سويسرية. جيمس هوفمان, زميل حلمي الذي ساعد على التصدير, حـُكم عليه بالسجن 41 شهراً وبغرامة 7,500 دولار. القاضي الذي حكم في القضية في كاليفورنيا "قيل" أنه وصف مخطط حلمي للحصول على مواد حساسة لصناعة الصواريخ الأمريكية بأنها "مؤامرة كبيرة ومعقدة ومتداخلة" طورتها مصر بدعم مالي من العراق.
الرئيس مبارك طرد المشير أبو غزالة من منصبه مباشرة بعد طلب المحكمة الأمريكية استجواب المشير أبو غزالة في أبريل 1989وأ صدر قرار بانهاء خدمته، جاء القرار وقتها مفاجئا وفسره البعض على أن الغرض منه التخلص منه لتزايد شعبيته في الجيش ، لكن المراقبين الغربيين يرون أن سبب إقالته هو تهريب أجزاء تستخدم في صناعة الصواريخ من الولايات المتحدة الأمريكية (مخالفاً بذلك قوانين حظرالتصدير) ، ومحاولات الحصول على برنامج تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير شرعية ، إذ كشفت تقارير صحفية صدرت عام 1987 اغضبت الدول الغربية عن برنامج لتطوير صواريخ طويلة المدى بين الأرجنتين والعراق ومصر باسم كوندور-2، خلفه في وزارة الدفاع الفريق أول صبري أبو طالب كمرحلة انتقالية حتى تم تعيين المشير طنطاوي .
وفي برنامجه «سنوات الفرص الضائعة»، على قناة النهار الفضائية، رصد الدكتور مصطفى الفقي معلوماته عن الأسرار التاريخية بشأن علاقة رؤساء مصر بوزراء دفاعهم، من خلال العديد من المفاجآت والأسرار، وأهمها تفاصيل إقالة مبارك لأبى غزالة .
الفقي أكد أن مبارك كان يحب المشير أبوغزالة، وهو زميل دفعته، وكان ينتوي تعيينه في منصب نائب الرئيس، وقربه إليه ومنحه رتبة المشير، إلا أن القلق تسرب إلى قلب مبارك بسبب حب الناس له وحب قادة القوات المسلحة له فوضعه تحت المراقبة وتابع كل تصرفاته خصوصًا في سلاح الطيران
الفقي يستكمل حديثه قائلاً:« وبعدها بأيام أقاله مبارك وعينه في منصب نائب الرئيس، وقال له في الصباح تأتي إليّ بالزي المدني، حتي تسافر معي إلى الأردن، وهو ما امتثل إليه أبو غزالة لأنه كان عسكريًا منضبطًا وأمينًا ومخلصًا وغير متآمر، ففي قصة الأمن المركزي، الجيش كان تحت أيدي أبو غزالة إلا أنه لم يغدر بمبارك»
وأضاف أن مبارك ظل قلقًا من أبو غزالة، نظرًا لحب الناس له ولشخصيته وتعليمه العالي ولغاته، حتى بعد إقالته وبعدما أصابوه، مرة أخرى، بالضربة القاضية في قصة «لوسي آرتين» السيدة الأرمينية، والتي كانت على علاقة عائلية بأبو غزالة، وقاموا بتسجيل مكالمات لها، ثم أرسل مبارك زكريا عزمي إلى أبو غزالة، وطلب منه أن يُقدم استقالته، وهو ما استجاب له أبو غزالة على الفور
وتوفي ( ابو غزاله ) عن عمر يناهز الـ 78 وذلك مساء السبت 6 سبتمبر 2008 ميلادية الموافق 6 رمضان 1429 هجرية في مستشفى الجلاء العسكري بمصر الجديدة عن عمر 78 عاما بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة. وقد شيعت جنازته يوم 7 سبتمبر في جنازة عسكرية من مسجد آل رشدان، حضرها الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء وعدد من المسئولين. وكان عدد المشاركين في الجنازة أقل من 200 شخص بسبب إغلاق الطرق المؤدية للمكان. وقد استغرقت الجنازة أقل من عشر دقائق .