القاهرة 19 اغسطس 2014 الساعة 11:10 ص
نشر نيوتن بـ«المصرى اليوم» عموداً باسم مؤامرة القرن، اعتبر أن ثورة 25 يناير مؤامرة قامت بها قوى إقليمية وعالمية. ونيوتن يقدم كثيراً من الأفكار المتميزة وعنده حس ليبرالى واضح، ولكننى أختلف معه كلية فى رأيه عن 25 يناير. وسوف أتحدث عن أخطاء مبارك الكارثية أثناء ثورة 25 يناير، ثم كوارثه عبر ثلاثين عاماً فى مقالين.
فى يوم 23 يناير نشرت جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك حزب التجمع، بياناً بالاعتراض على التظاهر يوم 25 يناير، وأعلنا أنهما لن يشاركا فيها. وفى مساء 24 يناير دعوت مجموعة من الأصدقاء السياسيين إلى العشاء، وعندما سألتهم عن تصورهم عن مظاهرات الغد لم يتوقعوا تظاهرة كبيرة، وقلت لهم أتمنى أن يتظاهر 5 آلاف مواطن لأن عددنا فى التظاهرات التى شاركت فيها منذ عام 2005 ارتفع من 50 إلى 500 فقط فى غضون خمس سنوات. وشرحت اتفاقاتى المسبقة مع الشباب بموقعى فى الشارع يوم 25 يناير، وهو كان الساعة 12 أمام دار القضاء العالى مع الشباب، والساعة 3 أمام نقابة الأطباء مع المهنيين.
فى يوم 25 يناير امتلأت ميادين وشوارع القاهرة والإسكندرية وبعض عواصم المحافظات فى الدلتا بمئات الآلاف من المصريين الذين كانوا يريدون تغييراً حقيقياً فى مصر، وكانت المطالب الأساسية هى تغيير العادلى وقيادات الداخلية بسبب قهرهم وظلمهم للمصريين، والمطلب الآخر كان منع التوريث والفساد وإقامة نظام ديمقراطى حقيقى جيد. الملاحظات الواضحة منى- كشاهد عيان- أنه فى يوم 25 لم تكن هناك أى دلائل على أيدٍ أجنبية، ولا الإخوان وغالبية المتظاهرين كانوا من الطبقة الوسطى، ولم تحدث فى هذا اليوم أى اعتداءات على الشرطة أو منها أو على المنشآت أو أعمال بلطجة، وفى المساء قامت الشرطة بإحراق سيارة مطافئ واتهمت المتظاهرين بإحراقها توطئة لإخلاء الميدان بالقوة. إذاً هى ثورة شعبية حقيقية قام بها الشعب المصرى الحقيقى فى كل أنحاء مصر، وهى ثورة بدأت جذورها من حركة 9 مارس 2004، وكفاية 2005، والجمعية الوطنية للتغيير 2009- 2010، وصحافة قادها مجدى مهنا وعبدالله السناوى وإبراهيم عيسى والمصرى اليوم ومنى الشاذلى فى التليفزيون، ولو كان مبارك قد حضر إلى القاهرة بدلاً من الذهاب إلى شرم الشيخ وأعلن بصفة قاطعة تنحية قيادة الداخلية وإعلان رسمى بإلغاء فكرة التوريث، وأنه سوف يتنحى عن الحكم ويولى رئيس المحكمة الدستورية لمدة عامين، وسوف تكون هناك انتخابات بعد ذلك لكانت الثورة سوف تنتهى بنجاح حقيقى بدون مشاكل فى السياحة والاقتصاد أو تدمير للمنشآت بدون عنف أو إخوان، ولكن تمسك مبارك بالسلطة والتوريث بعد 30 عاماً أدى إلى أحداث 28 يناير وما بعدها.
صديقى نيوتن، الثورة قامت فى 25 يناير بأيدٍ مصرية وطنية حقيقية بدون الإخوان، والذى تسبب فيما حدث بعد ذلك هو غباء وتسلط مبارك وعائلته وأعوانه الفاسدين.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك.