|
قصة قصيرة |
لا أحد يستطيع العيش هكذا
|
|
|
القاهرة 10 يونيو 2025 الساعة 01:06 م

تأليف: رينالدو برنال كارديناس (كولومبيا)
ترجمة: أسامة الزغبي
”أنا قلقة. بعد أن فكرت مليًّا بالأمر، اتخذت القرار. اليوم عندما أراه، سأعترف له.
سيعرف أني منجذبة له بجنون، وأنني لا أستطيع تحمل يوم آخر من لامبالاته المتعمدة، وأن الصمت الذي عادة ما يغطي على غضبه يؤلمني عندما نتقابل بالصدفة.
منذ فترة وحتى الآن لم أستطع أن أنتبه لما أفعله لأنه يسرق أفكاري؛ لذلك من الضروري أن أعبر عن ذلك، أن أخبره، حتى لا أصاب بالجنون التام، هل يمكن لأحد أن يعيش هكذا؟
سأخبره أنه، من كثرة ما ألهمني اسمه، لم تعد تأتيني الإلهامات الشعرية، أنني مستعدة أن أبذل ذراعي اليمنى لأعرف أنه يريدني بقدر ما أريده. سأخبره بأنني في عتمة لياليَّ، عندما أظن أنني أشعر بدفء جسده القريب، سرعان ما ألاحظ وجوداً بارداً كالسراب، وأنني لا أستطيع مقاومة مغازلاته الخفية مع النساء في المكتب، بل إنني أشعر بالغيرة عندما يتباهى ويتجاوز في لطفه مع الأخريات. سأتحدث معه عن مشاعري، لكني سأتجنب الحديث عن تفاصيل كيف أنني بجانبه أصبح هزيلة وخرقاء. سأرفع صوتي لأخبره بأنني لن أستسلم لمجرد الوهم، لعذاب الشوق إليه وعدم امتلاكه. سأستجمع شجاعتي لأكشف له أنني منذ سنوات طويلة، منذ أن جمع القدر بين طريقينا، وأنا أتوق إلى أن تراني عيناه بلمحة من الحب الذي كانت عيناي تراه به، منذ ذلك الحين. وأنني، لوقت مماثل، وبصمت، بذلت قصارى جهدي لأستحقه.
لقد حان الوقت، سأخبره. سأضع حداً لعاصفة الصمت. أنا متوترة، لكن كان لا بد من فعل شيء ما. ربما سيرسلني إلى الجحيم، أو ربما سيقول إنه بطريقة عجيبة حاول أن يحبني أيضًا. مهما كانت إجابته، فأنا مستعدة، ومع ذلك، فالحقيقة المجردة، هي أملى في أن يتفهم ويقبل اقتراحي (علما بأنه حتى في هذياني كان من المستحيل أن أفكر في اقتراحٍ آخر).
فاليوم، عندما أتمكن من جذب انتباهه المراوغ، لتصيبه الدهشة بالخرس، واتساع عينيه الجميلتين، سأتظاهر بأني أعرف ماذا أفعل، وسيخبره صوتي بقوة وحزم، كما لو كان يبوح له بسر، أني أرفض العيش هكذا، وأنى لا أستطيع أن أواصل حبي للاثنين، وأني فقط أتمنى أن نوقع أوراق الطلاق في أقرب وقت ممكن.
|
هل لديك تعليق؟
الاسم : |
|
البريد الالكتروني : |
|
موضوع التعليق : |
|
التعليق : |
|
|
|
|
|
|
|
|
|