|
خواطر و اراء |
كي تفهم نفسك.. اكتب (13)
|
|
|
القاهرة 14 يناير 2025 الساعة 10:07 ص
شيماء عبد الناصر حارس
تجربة الذهاب إلى مؤسسة حكومية والاشتباك مع الأوراق والاستمارات والمستخرجات بأرقامها وأسعارها والموظفين في سلسلة لا تنتهي من اذهب إلى رمسيس ثم إلى العباسية أو اصعد الدور الخامس أو اهبط الدور الثالث، والموظفة على المكتب الثالث أو الآخر على المكتب الرابع.
دوامة الإنسان العادي في عالم البيروقراطية والملل والزحام والعك، من لم يخض هذه التجربة لم يعرف مصر ولا الحياة بها، وكأن إثبات الانتماء للبلد يبدأ من الغوص في بئر الموظفين والورق والاستمارات الحكومية، ومئات الأسئلة تطل من عقل وعين المنطق، لماذا كل هذه التفاصيل والمشاوير والأوراق التي يمكن أن تنتهي جميعا في إجراء واحد أو وقت أقل؟ لماذا يحدث ذلك في مصر؟
أذكر إحدى المحاميات في مؤتمر قالت إنها حينما يسألها عملائها في القضايا فترد عليهم، نحن في مصر لا أريد سماع أي أسئلة قانونية أو منطقية.
هذا يحيلني إلى سؤال عن شعوري كل يوم وأنا ذاهبة إلى العمل، كان الرد سريعًا: "في عيني كآبة وفي قلبي حنين للثورة" بالطبع لم يقل نجيب محفوظ هذه الجملة، ولكنها تحريف غير مقصود مني، كتبت الثورة وكنت أقصد جملة نجيب محفوظ "الفوضى" ربما لأنه تحدث في خاطرته بأصداء السيرة الذاتية عن الثورة.
بالفعل شعوري وأنا ذاهية إلى أي مؤسسة أو حتى مشفى حكومي مثل شعور الطفل نجيب محفوظ وهو ذاهب إلى المدرسة في سن دون السابعة محروسا بالخادمة، بيده كراسة وفي عينه كآبة وفي قلبه حنين للفوضى، وأشعر بهذا وأنا ذاهبة للعمل، العمل احتباس وأنا أحب الحرية، أحب أن اختار ما أفعله لا أن يملى علي.
لست هنا في مقام الجد، أنا أكتب عن أمنيات، مجرد دردشة ذاتية مع نفسي، أكتب كي أفهم ملامح شخصيتها فقط، عالم الأحلام والخيالات اللذيذة الذي أذهب إليه يوميا قبل النوم كي أحصل على جرعة هرمونات سعادة تتناسب مع رغبتي في النوم، يهدأ عقلي قليلًا وأبدأ في الاسترخاء.
|
هل لديك تعليق؟
الاسم : |
|
البريد الالكتروني : |
|
موضوع التعليق : |
|
التعليق : |
|
|
|
|
|
|
|
|
|