|
حوارات ومواجهات |
حوار خاص مع مؤسس ورئيس مهرجان المسرح الدولي لشباب الجنوب .. هيثم الهواري: المهرجان يوظف التراث ويناقش قضايا المجتمع مصيرية
|
|
|
القاهرة 15 ابريل 2025 الساعة 10:35 م

حاورته: نهاد إسماعيل المدني
يعد مهرجان المسرح الدولي لشباب الجنوب، الذي يجوب صعيد مصر، أرضا خصبة لاستكشاف التجارب المسرحية في الجنوب وإبراز أهمية التراث الشعبي الأصيل، فالمهرجان خطا خطوات ثابتة نحو غد مشرق لأبناء الجنوب ، عبر دوراته الثمانية الحافلة بالإنجازات والتغيرات، ويستحضر الحدث رونقه هذا العام في دورته التاسعة بمحافظة قنا.
ورغم التراكم والامتداد والتلاقح والنقد والتوجيه وقله الإمكانيات أثبت المهرجان تواجده ليصبح مهرجانا من نوع خاص، تكشف فعالياته عن تطور ونضج الأعمال المسرحية المعروضة، والورش المقدمة، والاصدرات المؤثرة ، التي تتطور عاما تلو الآخ، ليصنع حالة فريدة من الارتقاء بنتاج الحركة المسرحية في الجنوب خلال مسيرته، ليشرق بألوانه الزاخرة عبر كوكبة نفيسة من التجليات المسرحية.
ويحظي المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب بأهمية وثقل ويصبح معني بتوظيف التراث، ومناقشة قضايا مصيرية ما بين القديم والمستحدث، فيخلق من فنانيه كيانات طامحة إلى الذهاب إلى ما وراء هذا التراث، ومناقشة قضايا شائكة وملهمة، وبرغم التطرق الي كل ماهو جديد لم ينس مسرحيو الجنوب أنّ هذا التراث هو الذي قدمهم إلى المتلقين بعد كفاحات لإثبات مواهبهم، والتدريب الشاق وتنمية وتطوير مهارتهم ونقل كل ما أتقنوه بحرافية وصدق واقتدار إلى جمهور الجنوب والي الجمهور الوافد من جميع أنحاء العالم، وذلك عبر عروضه التفاعلية التي تحمل رسائل حقيقية والمميزة في الأداء والسينوغرافيا والإخراج، مما رسخ بداخل شباب الجنوب المثابرة والشغف للمنافسة وإثبات الذات أمام الدول المشاركة، عبر مواضيع جذابة قدمت بأساليب مدروسة ولغة سليمة وديكورات بسيطة، تعلموها من خلال ورش تضم مدربين محترفين، وعروض امتزجت بها ثيمات الوطنية والعاطفة وسائر متاهات وتناقضات الإنسان في مواجهة مصيره.
و من هذا المنطلق أجرينا حوار مع الناقد هيثم الهواري رئيس ومؤسس المهرجان، لنتعمق في معرفة كل ما يخص مهرجان الجنوب وتطوره عبر دوراته، بكل ثبات وفخر..
• ماهي فلسفة مهرجان شباب الجنوب ؟ وهل حقق المهرجان فلسفته التي تأسس من أجلها؟
فلسفة المهرجان كانت تنحصر بتنفيذ بعض الاستراتيجيات المحددة علي مدار دوراته، كتقديم عروض تؤكد على أهمية التراث والموروثات الشعبية بهدف المحافظة عليهما، بالإضافة إلى تطوير شباب الجنوب على المستويين المحلى والدولي، وتبني الفرق الشبابية المستقلة والهواة فى جنوب مصر ودعمهم ماديا وفنيا، وتدريبهم وتقديمهم بالمهرجانات الدولية العربية والأجنبية لإحداث حالة من تلاقي الثقافات.
كما كان من أهدافنا الحرص علي وصول الثقافة والتنوير الي القرى والنجوع والمستشفيات والكنائس والمقاهي الشعبية ودور الأيتام وحضانات الأطفال والجمعيات الخيرية فى جنوب مصر من خلال عروض المسرح والثقافات المختلفة .
كما حرصنا على تقديم قضايا المرأة فى الجنوب، واقامة مشروع ثقافى لتنمية القرية فى قرى ونجوع محافظات الجنوب من خلال اقامة فعاليات فنية وثقافية متنوعة، وتوزيع إصدارات وكتب مجانية، وإنشاء مكتبات مجانية داخل القرى.
وقد حققنا كل ما استهدفناه خلال دورات المهرجان بصورة مشرفة .
• حدثني باستفاضة عن فكرة إقامة مهرجان لشباب الجنوب منذ البداية وأوجهها المتعددة؟
تبلورت فكرة المهرجان بعد إقامة بعض الفعاليات في الصعيد خاصة بقرية جراجوس بمحافظة قنا، حينما ذهبنا لإقامة ورشة رسم وورشة حكي، وأحضرنا معنا بعض الخامات البسيطة "عشر علب ألوان و عشر كراسات رسم " ومدرب حكي لعمل ورشة للحكيي، وتلاها عرض الحكي، وكنا نعتقد أن الحضور للأطفال لن يتعدي من ستة إلى عشرة أطفال، وعند الوصول لمصنع الخزف المقام به الورشة وجدنا عدد كبير جدا من الاطفال أو بشكل أوضح وجدنا أطفال القرية بأكملها بالورشة ، فاضطررنا إلى تقسيم الكراسات ورقة ورقة، وكذلك الأقلام، وبعد نهاية الورش اكتشفنا كم كبير من المواهب الموجودة لدى أطفالنا، وهذه المواهب إذا توافر لها أجواء من التفهم والتنمية و الرعاية ستفرز لنا أعظم فنانين في العالم كله.. ومن هنا جأت فكرة عمل مؤسسة أو منظومة نرعى من خلالها المواهب في الصعيد، الذي حرم في ذلك التوقيت من كل أشكال الدعم و التنمية، سواء اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية.
ومن خلال المؤسسة حاولنا دعم مواهبنا وسعينا إلى ذلك بقوة رغم ضعف الإمكانيات حتي لا تندثر هذه المواهب، وتكبر وتبقى وتتواجد دائما، فأنشئنا مؤسسة "س" للثقافة والإبداع، وكانت الخطوة الأولي في الطريق.
وفي البداية كان لي ثلاثة أهداف مهمين جدا ترعاهم المؤسسة، الأول أن أدعم وأنمي المواهب في صعيد مصر، والثاني هو المحافظة على التراث والمؤسسات الشعبية في الصعيد، والهدف الثالث صناعة تنمية ثقافية حقيقية وملموسة لأهالي الصعيد، وبالفعل بدأنا بتجهيز مجموعة أفكار، وقمنا بعمل دراسات لتكوين فعاليات تحقق الأهداف التي نصبوا إليها بأقل الإمكانيات المتاحة.
ولكن بعد مدة قمنا بإدارة فكرنا لأقامة فعالية محددة نكثف بها جهودنا وترضي بها طموحتنا الكبيرة وتقام بشكل دوري ثابت، ففكرنا في البداية أن نقيم مهرجان للسينما، ولكن للأسف الدراسات أكدت أن مهرجان السينما لن يحقق الطموحات والاهداف التي نرجوها، فتشجعنا بوجود بعض الفرق المسرحية بالصعيد، لكنها كانت تحتاج لدعم مادي ولوجيستي وتدريب أكثر، ومن هنا تبلورت فكرت إقامة مهرجان المسرح الدولي لشباب الجنوب.
وقررنا أن المهرجان سيقام بمحافظات عدة لإفادة اكبر عدد ممكن من أهالي الصعيد بجميع المحافظات وبشتي القري والنجوع، فبدأنا بالفعل نضع الخطوط العريضة للمهرجان، ونضع أفكار متعددة، وتواصلت مع المخرج الكبير عصام السيد وعرضت عليه الفكرة، وصاغ المشروع بشكل جيد، وبدأنا بالفعل بالعمل عليه.
وأعلنا عن المهرجان، وبدأنا نبحث عن رعاة، وكانت وزارة الشباب والرياضة لها دور كبير جدا في مساعدة وظهور المهرجان، وتواصلنا مع الفرق الموجودة
بالمحافظات، وبدأنا نعلن عن المهرجان وكنا نسعي لإقامة الدورة الأولي بمحافظة أسيوط، لكن الظروف لم تتح لنا ذلك، فبدأنا الدورة الأولى في الأقصر، وقدمنا خطة قائمة على ان نقدم عروض مسرحية، وورش تدريب بشكل مكثف وعلى أعلى مستوى، وقام بتدريب الورش مسرحيين مبدعين من أهم أساتذة المسرح بمصر، واكتشفنا من خلال الدورة الأولى نقط الضعف والقوة الموجودة في الصعيد، وحجم المواهب المتوفرة لديهم، وكان ينقصها الدعم التدريبي والمادي.
وكان من أهم توصيات الدورة الأولى إقامة "مشروع صناعة المسرح" في جميع محافظات الصعيد في نفس التوقيت، بالفيوم، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، والأقصر وأسوان.
وكانت تدرب المواهب بورش التمثيل والإخراج، ونكتشف المواهب بالمحافظات وندعمها ماديا ومعنويا، وقدمنا أيضا ورش التأليف باستخدام التراث وصياغة نصوص مسرحية مستوحاة من التراث لتدريب المواهب الأدبية على كتابة نصوص مسرحية، إلي جانب تقديم أربع فرق تمثيلية من أربع محافظات، كل فرقة تكون من تلاتين أو أربعين شاب وفتاة، وفي نهاية الورشة يتم إنتاج عرض مسرحي لكل فرقة، تعرضه في محافظاتها، ولاقي الحدث استحسان ونجاح جماهيري كبير جدا، وتدرب بورش التأليف أكثر من 80 مؤلف، واخترنا أهم أربع نصوص مسرحية وطبعت بكتاب بعنوان 'خراط البنات'، وكثرت النصوص بعد ذلك و قدمت كعروض مسرحية.
كان نجاح الورش وتحقيق أهدافها من أهم الركائز التي أقيمت من خلالها فعاليات الدورة الثانية للمهرجان بأسوان، وتوسعنا في إقامة العروض في القري والنجوع والمستشفيات والجامعات، وتطورت الفرق وأصبحت أقوى وأكبر، ولديها دعم مالي وتدريب علي يد كبار المسرحين، مثل المخرج عصام السيد والمخرج جمال ياقوت والكاتب بكرى عبد الحميد، وتكونت فرق مسرحية كثيرة بالصعيد، إلى جانب حب واقبال الشباب على الاشتراك بالمهرجان، وقررنا حين ذاك إقامة الدورة الثالثة بأسوان، وكانت مرحلة تأهيلية للشباب قبل إتاحة مشاركة العروض العربية الخارجية للمشاركة بالمهرجان، فأهلنا الشباب ليكونوا قادرين علي المنافسة الدولية رغم مشاركة بعض الدولة العربية كتجربة لفرز الطاقات الشبابية المصرية وتنمي مواهبهم وتدريبهم علي المنافسة.
وحققت الدورة الثالثة كل أهدافها، وقدمنا عروض مختلفة في أماكن متعددة في توقيت واحد بمراكز وقري لم تشاهد عروض مسرحية من قبل، وقدمنا أيضا عروض بمستشفي دكتور مجدي يعقوب وما قدمناه رفع من الروح المعنوية للمرضي وتحسنت حالتهم النفسية.
وفي الدورة الرابعة للمهرجان بمحافظة أسيوط كان معنا فرق مسرحية من دولة فلسطين والمغرب وجنوب السودان، وأشاد الجميع بحفل افتتاح الدور ة بحضور الفنان أشرف زكي والعديد من رموز الفن والثقافة بمصر، وتم تكريم رموز فنية قدمت للمسرح الكثير من الإبداعات.
وأصبحنا في كل دورة نكرم قامات مسرحية من أبناء المحافظة المقام بها المهرجان.
ودخلنا القرى والنجوع والمستشفيات والكنائس باسيوط قدمنا فيها فن العرائس والأراجوز، وكانت مؤسسة «س» أول مؤسسة تقدم ورشا لصناعة العرائس والتدريب على تقديم عرض بها، واستعرنا اسم البرنامج الشهير "حكاوى القهاوى" لتقديم عروض الربابة والسمسمية وأغاني مدن القناة وفرقة أولاد الأرض، واستقبلنا أهالي الصعيد بكل ترحاب وحفاوة، وقدمنا في الساحات الكبيرة عروض مسرح الشارع، وتحول المهرجان إلى منظومة ثقافية توثق كل الألوان التراثية، بالإضافة لاحتضان فرقة مسرحية للمكفوفين فى صعيد مصر، مثل فرقة النور فى أسيوط، وفيما بعد أصبحت هذه الفرقة تابعة لقصر ثقافة أسيوط.
وفي الدورة الخامسة وكنا قد بدأنا التجهيز لها، انتشرت جاىحة كورونا، فكنا أمام خيارين أما إلغاء الدورة هذا العام، أو الاتجاه للإنترنت ولكن قررنا الاستمرار وقدمنا العروض والورش والندوات والتكريمات وكل شىء «أونلاين»، وحملت هذه الدورة اسم الراحل "جورج سيدهم" لأنها تزامنت مع وفاته، وكانت أول مهرجان مسرحي أونلاين في العالم، واتُهمنا وقتها بتدمير التفاعل الجماهيري، ولكن بعدها بشهرين اتجه العالم بهيئاته الدولية إلى الفضاء الإلكتروني، وتم الإشادة بما قدمناه برغم صعوبة التوقيت.
وفي الدورة السادسة انتقلنا إلى الأقصر، وتعددت الدول المشاركة وكثرت الفرق والعروض الدولية بالمهرجان، وشاركت دول لاول مرة، مثل دوله نيبال عرفنا من خلال عروضهم على الثقافة الشعبية النيبالية، واشتركت عروض عدة من بلاد كثيرة بالمهرجان، مثل تونس والمغرب والجزائر والعراق وسلطنة عمان، وكانت المنافسات شديدة للغاية، وكل دورة يثبت الشباب المشاركين جدارتهم وقدرتهم علي المنافسة.
وانطلقت باقي الدورات، وتوجه فكرنا بتكثيف الاهتمام بأطفال الصعيد من خلال مشروع تنمية القرية، وتقديم عروض تخاطب الطفل، وعروض مسرحية مميزة تضع بصمة مؤثرة بشخصية الطفل، وعروض حكي ومسرح عرائس نجوب به القري والنجوع، ومشروع للكتاب بالتعاون مع مصر للخير لدعم المكتبة المتنقلة توزع كتب ومجلات على الاطفال
كما ركزنا على الاهتمام بقضايا الإرهاب، والتعصب، وتعديل الفكر المجتمعي، وتغير مسارات الحياة لديهم.
وفي الدورة السابعة والتي أقيمت بمحافظة قنا كان الأمر يبدو صعبا لأن محافظة قنا ىها خصوصية وفكر مختلف وعادات وتقاليد موروثات مختلفة، ولكن شدة احتياج أهل قنا لهذا المهرجان وفعالياته تحكم بالأمر، وتطورت برامجنا وأقمنا مشروع تنمية القرية، وكانت أول مرة يري أهل قنا هذا النوع من المهرجانات وفعالياته.
وتكرر الامر في الدورة الثامنة بمحافظة قنا، وأضفنا إلى المهرجان إقامة مكتبات ثابتة ليستفيد منها الاطفال والكبار، إلى جانب توافد فرق من فرنسا والهند، وذهاب الفاغليات إلى مستشفي الأورام، وحققنا نجاحات كثيرة وأهداف متعددة.
• ما هي أهم الورش التدريبية المتخصصة بالمهرجان هذا العام؟ وماذا ستضيف للمشاركين ؟
إن برنامج الورش التدريبية يضم سبع ورش مختلفة، وهم ورشة الإنتاج والتسويق يقدمها الدكتور جمال ياقوت، وورشة التمثيل للمخرج أحمد السيد، وورشة التأليف باستخدام التراث للكاتب بكري عبد الحميد، وورشة الإضاءة والديكور للمهندس أبو بكر الشريف، وورشة المكياج للفنانة الجزائرية حكيمة جلايلي، وورشة الموسيقي والغناء للموسيقار محمد مصطفي، وورشة مسرح الطفل للمخرجة رنا بركات، وكل هذه الورش ستضيف الي المشاركين المعرفة، وتنمي قدراتهم وثقافتهم، وتنمي مواهبهم بشكل كبير.
• ما هي أبرز الإصدارات بالمهرجان هذا العام ؟
كل الإصدارات مميزة ومختلفة وقد اختيرت بعناية وبدقة، لتحظى بإعجاب القارئ وتضيف له فكر وثقافة وتنوير، فالمهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب، قام بإصدار 11 إصدارا مسرحيا، خلال فعاليات الدورة التاسعة، وإصدارات هذا العام تشهد تنوعا ومزيج من الإبداعات بين مصر والمغرب والعراق والسودان، وهو ما يؤكد على النجاح الكبير الذي يحققه المهرجان كل عام، حيث يسعى للوصول إلى كل المسرحيين العرب وفي كل انحاء العالم.
والإصدارات تتضمن كتاب "تاريخ المسرح الفلسطيني" للدكتور سيد على، و"إدارة خشبة المسرح وايقاع العرض" للدكتور جمال ياقوت، و"الأراجوز بين الروايات الأصلية والروايات المزيفة" للدكتور نبيل بهجت، و"المسرح السوداني في زمن العنف" للناقد المسرحي السوداني أبو طالب محمد، و"المسرح المغربي.. تطور وتاريخ" للكاتب المغربي أحمد بلخيري، وكذلك كتاب عن النصوص الفائزة فى مسابقة د. حسن عطية للتأليف المسرحي، و"عايدة علام مسيرة علم حافلة بالعطاء" للناقدة المسرحية شيماء توفيق، و"موسوعة المسرح الغنائي والاستعراضي في مصر" للدكتور محمد عبد المنعم، و"عبد الصمد خانقاه رائد المسرحية الحديثة في العراق" للدكتور على الربيعي، و"10 سنوات من الإنجازات" الكتاب التوثيقي لفعاليات مؤسسة "س" للثقافة والإبداع التي تنظم المهرجان، بالإضافة إلى كتيب المهرجان الذي يتضمن تفاصيل الدورة التاسعة.
• ماذا عن أبرز العروض المشاركة فى هذه الدورة؟
العروض هذا العام ستشهد تطورًا كبيرًا، حيث نقوم بتقديم برامج جديدة، منها برامج عروض مسرح الشارع التي تضم عروضًا تراثية، وأيضًا برنامج عروض الحكي، وبرنامج حكاوى القهاوى الذى يقام فى المقاهى الشعبية، وأيضًا عروض مسرح الطفل الذى بدات الدورة الماضية، وبرنامج عروض على هامش المسابقة، وكذلك برنامج تنمية القرية والذى يقام فى قرى ونجوع محافظة قنا، ويتضمن برنامج فنى ثقافى لأهالى القرى، بالإضافة إلى المسابقة الرئيسية التي تتناول العروض التراثية وقضايا المرأة، وأهم ما سيقدم هو العروض التي تتناول القضية الفلسطينية وتجسيد معاناة الحرب ومشكلاتها بكل أوجهها المختلفة، ومناقشة بعض قضايا الصراع الفلسطيني، ومن هنا نتفهم أهمية دور المسرح في ترسيخ ومناقشة قضايا المجتمع المختلفة والشائكة.
• هل هناك بروتكولات أو شراكات عقدها المهرجان مع مؤسسات أو هيئات أخرى؟
بالتأكيد تم عقد بروتوكولات تعاون كتيرة مع عدد كبير من الدول، مثل تونس والجزائر والمغرب وكينيا والعراق وأسبانيا والسودان، فمن خلال بروتوكولات التعاون يشارك شبابنا في المهرجانات الدولية الخارجية ويحققوا مراكز متقدمة.
• ما هي أهم معايير اختيار العروض المشاركة في مهرجان الجنوب؟
أن يكون العرض مستوحى من التراث او يرتبط به، وينتمي للمورثات الشعبية، وقد أشارت الدراسات التي أجريت حول التراث أن كل دولة يتركز تراثها في جنوبها، وان أعظم واكبر المواهب بأي دولة موجود في جنوبها ومن هنا كنا نحرص علي تقديم تراثنا بالمقام الأول، وفي نفس الوقت نتعرف على تراث الآخرين من خلال العروض المسرحية المشاركة لكل دولة، ولكن أتحنا أيضا تقديم عروض تخص قضايا المرأة لأن بعض الدول لا تملك تراث كبير، فتشارك بعروض خاصة بالمرأة بأشكالها المختلفة بالمهرجان.
• ماذا عن المكرمين فى هذه الدورة ؟
منذ بداية الدورة الأولى نقوم بتكريم الفنانين المؤثرين في المحافظة التي يقام بها المهرجان، إلي جانب مجموعة من الفنانين المشهورين وقدموا أعمال مميزة، وقد تم اختيار عشر شخصيات من الرموز المسرحية والفنية لتكريمهم خلال الدورة التاسعة من المهرجان.
وتضم قائمة المكرمين الفنانين أحمد الشافعي، وعزت زين، ومحمد نجاتي، والفنان يوسف إسماعيل، والدكتور سيد علي "مصر"، وليد سعد الدين وخليل العلي "فلسطين"، وقاسم إسطنبولي "لبنان"، وطالب البلوشي "سلطنة عمان"، والمخرج منتظر الطويل "العراق"، والمخرج محمد الشوالي رئيس اتحاد الفنانين الفلسطينيين في لبنان.
• ما هي أبرز تحديات المهرجان في هذه الدورة؟
يواجهه المهرجان تحديات توفير الدعم المادى والرعاية، خاصة فى ظل تزايد الأعباء المترتبة على ارتفاع الأسعار، بما يبرز مدى الجهود التى تبذل من أجل الحفاظ على دوام وجود المهرجان فى المشهد الثقافى وعلى خريطة المهرجانات.
• هل تؤمن ان المسرح لا يزال له رسالة ولم يتراجع دوره؟ وهل يجذب المسرح الجمهور رغم سطوة شباك تذاكر السينما؟
بالتأكيد المسرح له دوره وأهميته وتأثيره فأنه يشكل هويه ووجدان الشعب المصري وهو ما زال ابو الفنون، ولن يتراجع دوره بل بالعكس تتضاعف مكانته وتتزداد مهرجانته وتنوعها، فالمسرح دائما هو الجاذب للجمهورية وبرغم قسوة العادات والتقاليد بالصعيد إلا ان المسرح له جمهوره ويفضل عن السينما في الصعيد.
• ما رأيك بالمسابقات الخاصة بالتأليف المسرحي ولما لا نرى نتاج للنصوص الفائزة على خشبات المسارح ؟
في دورات المهرجان السابقة و مع كل دورة ندعم مسابقة للتأليف المسرح، والنصوص التي يتم اختيارها أو الفائزة، تطبع في كتاب ويتم توزيعها على كل الفرق، وعدد كبير من النصوص قدمت كعروض مسرحية ونجحت نجاحا لافتا.
• ما المقصود من إقامة معرض للحرف التراثية والبيئية على هامش فعاليات مهرجان مسرحي يخص شباب الجنوب ؟
يهتم المهرجان بكل الأشكال الخاصة بالتراث أو المورثات الشعبية، ومعرض الحرف البيئية والتراثية يسترجع الحرف التي تكاد أن تندثر، وبهذا المعرض نشجع وجودها مرة أخرى من خلال أحيائها والمحافظة عليها، وايضا توجد حرف أخرى موجودة بالفعل فنحافظ على استمراريتها.
ونحن أيضا نقيم معرض للفنون التشكيلية عن التراث والمورثات الشعبي، ونقدم تراثنا من خلال لوحات تشكيلية مبهرة تلاقي استحسان الجميع، والمعرض من اهم الاهداف التي نسعى إليها ليجسد تراث محافظة قنا، كما يشكل المعرض حالة معنية من تلاقي الثقافات، حيث يتضمن عدد كبير من المشغولات اليدوية والبيئية وكذلك الحرف التراثية التى قام بها أبناء محافظة قنا الذين حصلوا على ورش تدريبية فى مجال تصنيع الحرف اليدوية والتراثية، وذلك بهدف إلقاء الضوء على الحرف الخاصة بمحافظتهم وتقديمها للضيوف الأجانب والعرب المشاركين فى المهرجان، كما يعد المعرض وجه من أوجه المحافظة علي التراث وهو هدف رئيسي من أهداف المهرجان، وهو دور تنموى وتوعوى حقيقى يقوم به بدرجة امتياز، وما له من أثر ملموس على محيطه المجتمعى، ما يسهم فى خلق حالة من الوعى بشكل عام للجنوب.
|
هل لديك تعليق؟
الاسم : |
|
البريد الالكتروني : |
|
موضوع التعليق : |
|
التعليق : |
|
|
|
|
|
|
|
|
|