|
تراث شعبي |
أغطية الرأس فى الدولة المصرية القديمة
|
|
|
القاهرة 21 يناير 2025 الساعة 10:24 ص
بقلم: د. علاء حافظ
يرصد التاريخ أن المصرى القديم قبل بداية عصر الأسرات لم يعرف حلاقة الشعر، فكان كل من الرجال والنساء مرسلي الشعر ولكن مع تهذيبه، ومع البدايات الأولى للحضارة المصرية القديمة بدأ الرجال إما فى حلاقة شعر الرأس بالكامل خاصة بالنسبة لطبقة الكهنة، وإما حلاقة قصيرة جدا مع وضع غطاء ضيق للرأس بالإضافة إلى بدء استخدام الشعر المستعار، ومع بداية الدولة القديمة بدأ الشعر المستعار فى التطور ليصل إلى درجة عالية من الإتقان فى عصرالدولة الحديثة سواء بالنسبة للرجل أو المرأة خاصة فى المناسبات .
وإن كان الشعر المستعار بالنسبة للرجل يبدو فى النقوش قصيرا بعض الشئ حيث يغطى منطقة الرأس والأذنين ويمتد حتى يغطى الجزء الخلفى من الرأس وحتى أول الكتفين إلا أن النساء كن يستعملن شعرا مستعارا أطول قليلاً, وفى الدولة القديمة كانت النساء يضعن غطاءاً للرأس عبارة عن شعر مستعار طويل يصل حتى الثديين وكان يستعمل عند غالبية طبقات الشعب ربما باستثناء البنات صغار السن وأيضا الخادمات ، ومع التطور الذى واكب كل جوانب الحضارة المصرية فى عصر الدولة الحديثة بدأت تظهر أشكال جديدة ومتقنة الصنع من الشعر المستعار ,فظهرت الباروكة الطويلة والتى ينسدل الشعر فيها طويلا على الظهر والكتفين وأحيانا كانت الباروكة تجدل فى ضفائر كثيفة ، وعادة ما كان يصاحب لبس الشعر المستعار استعمال مواد أخرى لزينة الشعر مثل أربطة الرأس والتى تحيط بالجبهة والخرز الملون والمشابك المعدنية وكذلك أحيانا مخروط العطور والذى كان يثبت على الرأس وهو عبارة عن مخروط من الشمع المشبع بالعطور ليعطى رائحة عطرة لمرتديه.
ومما لا شك فيه أن صناعة الشعر المستعار بلغت درجة كبيرة من الإتقان عند المصرى القديم، والنقوش تظهر لنا تنوع أشكالها وتصميمها، وكان الشعر المستعار يلبس عادة فى كل المناسبات والاحتفالات، وقد عثرعلى شعر مستعار يعود إلى عصرى الأسرة الثامنة عشر والأسرة الحادية والعشرين صنع من شعر آدمى وليس من مواد أخرى مما يدل على براعة الصانع المصرى القديم فى تلك الصناعة والتى كانت منتشرة نظرا لاستعمال الشعر المستعار من جانب طبقات الشعب المختلفة ولم يكن مقتصرا على الطبقة العليا فقط .
ولم تكن زينة الرأس مقتصرة على الشعر المستعار فقط، فكان الرجل من عامة الشعب كثيرا ما يحلق شعر رأسه بالكامل، ونظرا لطبيعة الجو الحار فى مصر، وكان يرتدى فوق رأسه غطاء للرأس مصنوع من قماش الكتان يمر حول الجبهة وينسدل خلف الأذنين ويشبه كثيرا غطاء النمس الشهير الخاص بالملوك وذلك لحماية الرأس من أشعة الشمس الحارة
-
غطاء النمس فى الدولة المصرية القديمة:
النمس عبارة عن غطاء للرأس من القماش (الكتان) معقد إلى حد ما، يتكون من عدة أجزاء، وتطورت بمرور الوقت ويتكون من:
الخات: الجزء الرئيسي الذي يغطي الجزء العلوي والخلفي من الرأس، من الجبهة (الحافة العلوية) إلى مؤخرة العنق (الذي يؤدي إلى الظهر).
الأجزاء الجانبية: هى الأجزاء التي تغطي الصدغين وتشكل الطيات بين الغطاء والأجنحة.
الشريط الأمامي: شريط ذهبي يحمل غطاء الرأس ويحيط بجزئه والأجزاء الزمنية ويستريح على الأذنين.
الصــل: تمثيل الإله الكوبرا المفترض أن يحمي الملك من أعدائه.
الأجنحة: الأجزاء التي تؤطر جوانب وجه الملك، بدءًا من غطاء الرأس وانتهاءًا بالكتف لتشكل نوعًا من المثلث.
التداعيات: أجزاء تمتد الأجنحة وتتراجع على صدر الملك.
الجديلــة: الجزء المنتهي خلف غطاء الرأس بشكل ضفيرة تمتد من الرقبة إلى منتصف الظهر.
وهوغطاء الرأس الأكثر شيوعًا في صور الملوك يعود تاريخه إلى عصر الدولة القديمة، وكان يرتديه الحكام من عصر الدولة المصرية القديمة إلى الدولة المصرية الحديثة، ويشبه الوشاح يغطي الرأس بالكامل متدليًا إلى الكتف خلف الأذنين، وله ذيل طويل في منتصف الظهر يرمز إلى ذيل الأسد كرمز لقوة وعظمة الملك.
وأحيانًا كان يتم دمج غطاء الرأس مع التاج المزدوج، كما هو الحال في تماثيل رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل، وأقرب تصوير للنمس إلى جانب الصل فى غطاء الرأس النمس يظهر فى عهد الملك زوسر في بداية الأسرة الثالثة فى الدولة القديمة، ومن أشهر صور الغطاء الموثقة غطاء الرأس فى قناع المومياء الذهبي للملك توت عنخ آمون ويحتوي على خطوط زرقاء مطعمة باللازورد وتم عرضه في جميع أنحاء العالم.
وتظهر النقوش التى صورت الطبقة العاملة أنهم كانوا يرتدون فوق رؤوسهم باروكة من الشعر القصير ربما كان لها نفس وظيفة الغطاء المصنوع من القماش فى حماية الرأس من الشمس. كان "الشعر المستعار المستدير" رائجًا في عصر الدولة الحديثة والطبقة العليا على حد سواء. وكان الناس يرتدون الشعر المستعار في مصر القديمة منذ عصر الدولة القديمة. وكان يصنع بشكل روتيني من شعر الإنسان المقوى بشمع العسل، والذي كان متاحًا للنبلاء فقط.
أما الأشخاص من أصول أكثر تواضعًا يرتدون الشعر المستعار المصنوع من ألياف الكتان وفراء الحيوانات، وكان أمنحتب الثالث (1386-1353ق م) يرتدي فوق شعره المستعار تاجًا منقوشًا يتكون من دائرة ذهبية تحتوي على ثعبان الصل، وكان الصل رمزًا للملكية الإلهية للفرعون، وكان غالبًا ما يصور على صور الآلهة.
ومن بين أنواع الزينة الأخرى والتى ظهرت فى النقوش المصرية القديمة ووجب التنويه عنها اللحية المستعارة ، فالمصرى القديم إشتهر بأنه يحلق شعر اللحية والشارب والرسومات والنقوش تظهره دائما حليق الوجه ولكن غالباً كان يصور وهو يرتدى لحية مصغرة مستعارة ربما كانت تمثل جزءًا من الرموز الملكية التى تظهر قوته كما ظهرت تلك اللحية أيضا فى صور وتماثيل بعض النبلاء فى الدولة القديمة.
|
هل لديك تعليق؟
الاسم : |
|
البريد الالكتروني : |
|
موضوع التعليق : |
|
التعليق : |
|
|
|
|
|
|
|
|
|