|
بوابات الوطن |
سليم الأول.. فاتح أم محتل؟
|
|
|
القاهرة 21 يناير 2025 الساعة 10:36 ص
كتبت: هبة أحمد معوض
في مقدمة كتابه "أيام سليم الأول في مصر.. جذور الإرهاب" يقول حلمي النمنم: "هذا الكتاب ليس كتابًا في التاريخ؛ ولكنه مجرد قراءة في لحظة تاريخية عاشتها مصر وعاشها أبناؤها، لحظة نتجاهلها باستمرار أو نهرب منها، ونسيناها فأنسيت، ثم جاء أخيرًا بعض منا يحاولون تجميل هذه الصفحة وجرنا إلى مثلها، متجاهلين أنها كانت لحظة مهينة لمصر وللعرب وللمسلمين جميعًا".
إن الحديث السابق ليس له سوى معنى واحد، ألا وهو أن سليم الأول أو الدولة العثمانية تحديدًا احتلت مصر عنوة، والحق يقال أنه لم يخطيء أبدًا في حديثه، إذ إن مصر كانت بالفعل دولة معتنقة الدين الإسلامي، وعلى المذهب السني أيضًا، كما أنه حتى وإن كنا غير ذلك فكلمة فتح لها معاييرها، وليس من المنطقي أن تحتل دولة أراضي غيرها دون رضا شعبها وبأبشع الطرق تحت مسمى الفتح.
ولقد شغلت نفس هذه الفكرة بال حلمي النمنم، ولعل ذلك ما جعله يبحث في تاريخ الغزو وما يتبعه من فتح أو احتلال ومعنى كل ما سبق، ومن ثم فقد حاول اقتفاء آثار التاريخ وجمع الشهادات الغائبة عن الكتب والوثائق الخاصة بلحظة معينة في تاريخ مصر؛ هذه اللحظة هي التي خطط فيها سليم الأول لاحتلال مصر.
لذا فمن خلال كتابه السابق ذكره في بداية الحديث سلط الضوء على الفترة التي قضاها سليم الأول في مصر وما فعله بها من نهب وسرقة واستيلاء، كما كشف عن الفظائع التي أصابت أهلها من رجال دين ونساء وأطفال وعلماء، وذلك من منطلق فكرة سديدة مفاداها أن وجود الدولة العثمانية في المنطقة العربية هو جزء مهم من تاريخ مصر وما تعرضت له.
يأتي الكتاب في عشرة فصول تناول فيهم النمنم بدايات فكرة احتلال مصر ودوافع سليم الأول للغزو، ثم يروي ما فعله المحتل وجنوده بمصر وأهلها، من دخول جنود عنوة لبيوت كل من أمراء المماليك والشعب المصري بدافع البحث الهاربين، وهو الفعل الذي فتح ونشر الذعر بين أهل مصر، وتسبب في سرقة طعامهم ودوابهم، ثم تبعه سرقة القلعة والكتب والمخطوطات ونقلها إلى إسطنبول، ليأتي بعد ذلك الجرم الأعظم متمثلًا في نقل الخلافة واعتقال الخليفة، حتى حانت لحظة الرحيل بعد أن حل الخراب بالبلاد.
|
هل لديك تعليق؟
الاسم : |
|
البريد الالكتروني : |
|
موضوع التعليق : |
|
التعليق : |
|
|
|
|
|
|
|
|
|