|
القاهرة 07 اكتوبر 2025 الساعة 09:19 ص

ترجمة وإعداد: د. فايزة حلمي
لقد ناقش الكثيرون من القادة الروحيين والفلاسفة والشعراء؛ ما إذا كنا نصبح ما نفكر فيه، ولكن يُمكن إثبات ذلك علميًا بأننا في الواقع "نصبح ما نفكر فيه".
بالطبع، نحن نتحدث عن مفاهيم لا عن أشياء ملموسة، إذا كنت تفكر باستمرار في الكعك المحلى، فلن تصبح قطعة دونات حقيقية، بل ما نصبحه هو ما تمثله تلك الكعكة في حياتنا، لذا استمر في القراءة لفهم كيف نصبح ما نفكر فيه، وكيف يمكنك الاستفادة من ذلك لصالحك.
"تتشكل حياتنا بعقولنا؛ ونصبح ما نفكر فيه، حيث تتّبع المعاناة فكرة شريرة كما تتبع عجلات العربة الثيران التي تجرها.
تتشكل حياتنا بعقولنا؛ ونصبح ما نفكر فيه؛ الفرح يتبع فكرة صافية كظل لا يفارقنا أبدًا.
عندما نفكر بفكرة سلبية، ستتبعها المعاناة دائمًا، عندما نفكر بفكرة إيجابية، من المؤكد أننا سنختبر فرحًا أكبر، في جوهرها؛ المعاناة والألم أمران لا مفر منهما في الحياة، ولكن يمكننا أن نخفف من المعاناة التي تنبع من عقولنا مع كل فكرة نفكر فيها.
هذا اقتباس لإيرل نايتنجيل:"نصبح ما نفكر فيه معظم الوقت، وهذا هو السر الأغرب".
يمكنك اعتبار هذا قانون الجذب، أو "السر"، أو أي شيء آخر، ولكنه ليس سحرًا، بل هو علم الدماغ. ويتقدم نايتنجيل خطوةً إلى الأمام أكثر، قائلاً إن كل ما نفكر فيه معظم الوقت هو ما يُشكل عقولنا حقًا.
عندما تراودك أفكار مؤلمة وسلبية ومخزية في أغلب الأحيان، ستواجه صعوبة في إيجاد الجانب الإيجابي حتى في التجارب الخارجية الإيجابية، بمعنى آخر، يُغيّم عالَمنا الداخلي على عالَمنا الخارجي. إذا كنت تفكر بأفكار مُبهجة في أغلب الأحيان، فستجد تجارب أكثر بهجة في عالمك الخارجي أيضًا.
إذن... كيف نُوظّف هذا المبدأ لنُفيد أنفسنا ونُغيّر عقولنا؟
عقلية النمو مقابل العقلية الثابتة؛ امتلاك عقلية النمو يعني القدرة على التغيير
ما يُفسّره أصحاب هذه الاقتباسات أعلاه؛ هو عقلية النمو مقابل العقلية الثابتة، إذا لم تكن مُلِمًّا بهذه المصطلحات، فإنّ الأفراد ذوي العقلية الثابتة يميلون إلى الاعتقاد بأنّ المواهب والمهارات فطرية، بينما يعتقد أصحاب عقلية النمو أن المهارات قابلة للتطوير مع مرور الوقت.
بالنسبة للأشخاص الذين لديهم عقلية النمو، فإنهم يفهمون أن عدم المعرفة أو عدم الكفاءة في شيء ما يمكن أن يكون حالة مؤقتة؛ لذلك لا يتعين عليهم الشعور بالخجل أو محاولة إثبات أنهم أذكى مما هم عليه حاليًا.
أولئك الذين يرون الأمور من منظور الفرح والتجارب الإيجابية، حتى عند مواجهة مشكلة أو صراع أو حزن؛ هم أكثر عرضة لفهم أنها حالة مؤقتة، أصحاب العقلية النامية يسمحون لأنفسهم بالشعور بالألم أو المعاناة أو وجع القلب، لكنهم يتخلصون منه ولايعيشون فيه!
الخجل مقابل الرغبة الحقيقية: ما نفكر فيه، نصبحه
الآن، لنفحص ما إذا كانت أفكارنا مدفوعة بالخجل أم بالرغبة الصادقة، لنفترض أنك تريد أن تكون نحيفًا، تفكر مرارًا وتكرارًا: أنا نحيفة، نحيفة، أستطيع ارتداء بنطال جينز بمقاس صغير.
لكن هذه إيجابية سامة، فعندما تعودين إلى المنزل من العمل كل يوم، تشعرين بالتوتر والإرهاق، فتتناولين بعض الحلوى وتسترخين على الأريكة، تشعرين بالذنب والعار لأنك تتجاهلين رغبتك في إنقاص الوزن مرة أخرى.
لهذا السبب يفشل الكثيرون في إنقاص وزنهم، هدفهم لا يتوافق مع ما يريدون. يفكرون: "أريد إنقاص وزني"، لكن رغبتهم الحقيقية هي الشعور بالثقة، وحب أجسادهم، وكسب الاحترام والإعجاب عند دخولهم أي مكان.
ليس عليكِ إنقاص وزنكِ لتحبي جسدكِ وتتمتعي بالقوة وسط حشد من الناس! أعرف الكثيرات من مختلف الأشكال والأحجام ممن يجذبن انتباه الجميع، وأعرف أيضًا الكثيرات من النساء ذوات الوزن المثالي، اللواتي يخفين قوتهن ولا يُحدثن أي ضجة في وسط حشد من الناس، ناهيك عن إحداث موجة.
عندما تحاولين تشكيل أفكاركِ للتأثير في حياتكِ أو إحداث تغيير، عليكِ التأكد من أن جميع أهدافكِ وأفكاركِ تتوافق مع ما ترغبين به حقًا.
نعم، بلا شك! دعونا نلقي نظرة على العِلم الكامن وراء آلية عمل الدماغ، وكيف نصبح ما نفكر فيه. بدايةً، عليك فهم كيمياء الفكرة.
عندما تخطر ببالك فكرة جديدة، تُشكّل مسارًا عصبيًا جديدًا، وعندما تُعيد التفكير في تلك الفكرة، يُصبح هذا المسار أكثر رسوخًا في دماغك، لهذا السبب يصعب التخلص من العادات، لقد سلكتَ هذا المسار مرارًا وتكرارًا، غالبًا لسنوات، لكن بناء مسار جديد لأفكارك ممكن، عندما تُفكّر فيه أكثر فأكثر.
إليكم مفاتيح اختيار الأفكار التي ستُغيّر عقلك (وحياتك):
-
اجعلها مفهومًا (مثل التعاطف، أو القوة، أو التواصل) وليست شيئًا (مثل النحافة أو امتلاك سيارة رياضية باهظة الثمن).
-
اجعلها متوافقة مع رغبتك الحقيقية (دون أي خجل).
-
أعتقد فعلا أن لديك القدرة على النمو.
مواءمة أفكارك الجديدة مع أهدافك
أفكارك وأهدافك أمران منفصلان! لا أحاول ثنيك عن وضع أهداف!
في الواقع، يجب أن تُكمّل أفكارك الجديدة.. أهدافك، عندما نطبق مبدأ "نصبح ما نفكر فيه"، يجب أن تُراعي أفكارك وأهدافك معًا.
إذا كان هدفك إنقاص الوزن، فكّر في الأفكار التي تُخفف التوتر وتُشعرك بالراحة الجسدية، مع تطبيق تطبيقات عملية مثل ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي.
إذا كان هدفك كسب المال وشراء سيارة فاخرة، فكّر في الأفكار التي تُشعرك بالثراء والقوة، مع تطبيق تطبيقات عملية مثل ادخار المال، وتنظيم الميزانية، وزيادة دخلك، بطاقات التأكيدات طريقة رائعة لتركيز عقولنا على هذه الأفكار والأهداف.
نعم، ما نفكر فيه نصبح عليه، إنها حقيقة لا يمكن إنكارها.
ولكن يمكننا: إما أن نترك أفكارنا تتحكم بنا تلقائيًا، أو أن نتعلم كيف نشكلها بما يعود بالنفع على حياتنا، يمكنك اتباع مبدأ "نصبح ما نفكر فيه" لتعيش حياة مليئة بالبهجة والتأمل!
الأمر كله متروك لأفكارك! لذا احرص على أن تكون أفكارك جيدة!
|