|
القاهرة 07 اكتوبر 2025 الساعة 09:14 ص

بقلم: أمل زيادة
سكان كوكبنا الأعزاء..
ها نحن نلتقي من جديد... بدأ شهر أكتوبر، وبدأت معه نفحات النصر، أراد الله أن يتوقف شلال الدماء ووافقت الفصائل الفلسطينية على الجلوس حول مائدة المفاوضات للوصول إلى قرار نهائي بإيقاف الحرب التي دامت لسنتين .
مرت سنتين عجفاوين، واجه فيها الفلسطيني الأعزل
أساليب القتل والإبادة كافة، على مسمع ومرأى من العالم الذي وقف عاجزًا، أمام سطوة الآلة العسكرية.
بدأ شهر أكتوبر العظيم ومعه بدأت تمتلئ صفحات المواقع بمنشورات تخص الحرب وبطولاتها، يتداولها البعض بفخر كبير وكيف لا يفعلون كونه نصرًا كبيرا.
أحب متابعة ما يكتبه الأصدقاء، خاصة تلك الوثائق التي يتم الإفراج عنها مؤخرًا. لما بها من حقائق ومعجزات تخص الحرب وكواليسها.
وكما أنتظر منشورات الأصدقاء الذين يشعرون بفخر إنجازات الآباء والأجداد أراقب عن كسب أصحاب القلوب السوداء، ممن ينكرون أية إنجازات، درجة إنكارهم لنصر أكتوبر الذي اعترف به العدو ذاته، ووقف عاجزًا عن استيعاب معجزاته التي فاقت أي خيال.
أجمل ما في هذا الشهر هو تجدد الذكرى ولقاءات مع أبطال أطال الله أعمارهم ليحكوا لنا عن بطولات غير مروية.
وسماع حكايات عمن عاصر هذا الحدث الجلل من ذويهم في طفولة لن تتكرر.
سألت محدثي صف لي ما حدث يومها قال:
"تداول الجيران أخبار تفيد باستشهاد والدي في الحرب، ورغم ذلك اصطحبتنا أمي للتمشية يوم العبور في الشوارع، حيث السعادة تغمر الوجوه، والترقب والخوف يكسي ملامح من له بطل على الجبهة".
ما أذكره حقًا أن الناس كانوا سعداء للغاية.
يقول محدثي: عاد والدي ليلًا لأنه كلف بمهمة أخرى، فاستأذن في الذهاب للبيت ليطمئننا حيث لا وجود لأي وسائل اتصال آنذاك.
سمعنا طرقًا على الباب وصوته وهو ينادي على أمي أن تفتح الباب لكنها قالت لنا بخوف.. هذا شبح أبيكم!
عندما واصل الطرق على الباب ظنت أمي أنها خدعة من أحدهم ذهبت لاستطلاع الأمر، فوجئت بأبي أمامها، أخبرنا انه لا يملك متسعًا من الوقت وأنه لا بد أن يتحرك بسرعة وعاد للجبهة ولم نره إلا بعد توقف الحرب تمامًا.
وخلال هذه الفترة كان يصلنا منه رسائل من الجبهة يخبرنا، أنه في إحدى طلعاته قضى على مستودع للسلاح أو دمر معسكرًا للعدو.. وهكذا
يقول: كنا نجلس أمام أمي على الأرض وهي تجلس على كرسي وأعيينا متعلقة بها وهي تقرأ الخطاب وأمام نظرنا وداخل عقلنا الطفولي نتخيل ما يرويه أبي.
أنام محتضنًا الوسادة وداخل رأسي صوت طلقات الرصاص وكأنني أحارب معهم على الجبهة.
ما تزال الحرب تبهرنا بقصص لم تًروَ وسيأتي يومٌ وتروى جميعها دون مبالغة أو استخدام حيل أو خدع اصطناعية تزيف الحقائق كعادة عصرنا.
لم يتمكن أي أحد من تزييف الحقائق لأن سلاح جنودنا الوحيد كان الأيمان والشهادة، لذا عادت سيناء الحبيبة لحضن الوطن.
سكان كوكبنا الأعزاء..
استمتعوا بمشاهدة أفلام الحرب، زوروا المتاحف، بانوراما أكتوبر التي تفتح أبوابها مجانًا للزوار طيلة شهر أكتوبر.. لا تضيعوا الفرصة.
اصطحبوا أولادكم، ونظموا رحلات مدرسية لهذا الصرح العظيم الذي يشهد على عظمة العسكرية المصرية.
لترى الأجيال الجديدة مدى بطولة وتضحيات الأجداد حتى ينعموا هم بالرخاء والأمان، ليدركوا قيمة الوطن.
ليحافظوا عليه ويقدسوا ترابه ويتحملوه مهما قسي عليهم لأنه يستحق كل شيء.
سكان كوكبنا الأعزاء..
كل نصر وأنتم بخير.. شاركونا الآراء، أخبرونا ما أجمل فيلم حربي تنتظرون عرضه وما هي ذكرياتكم الخاصة مع هذا الشهر المميز.. لذا كونوا بالقرب.
|