|
القاهرة 06 اكتوبر 2025 الساعة 02:16 م

متابعة: إيمان السباعي
• د.محمود سعيد: 75 عاما يصول ويجول بين خشبات المسرح ليؤكد أن إرث الماضي لا يمكن تجاهله.
• د.سيد فهيم: عاشق للتاريخ ونماذج شكسبير خصوصا هاملت.
• الكاتب المسرحي فهد الحارثي: البساطة في مسرحه قمة العمق والنضج.
• سيمون بيتر بروك: والدي كان صديقًا لمصر وروح مسرحه تحيا عبر جرأة وشجاعة فنانين يمزقون الخوف حتى تفتيته، وسعة صدر الجمهور غير المحدودة.
تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وضمن النسخة الثامنة لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما برئاسة المخرج الدكتور أسامة رؤوف رئيس ومؤسس المهرجان، أقيمت ندوة عن عبقري المسرح بيتر بروك، أمس الأحد، بالمجلس الأعلى للثقافة.
أدار الندوة الدكتور محمود سعيد الذي تحدث عن قيمة بروك وتفانيه من أجل المسرح قائلا إن بيتر بروك قضى أكثر من 75 عاما يصول ويجول بين خشبات المسرح ليؤكد أن إرث الماضي لا يمكن أن نتجاهله أبدأ أو نتناساه، مشيرا إلى أن بيتر بروك استفاد من ثقافات الشرق والغرب وكان شديد الاهتمام بالتدريب وثقل المواهب المسرحية خاصة فى تدريباته، وأن فريقه المسرحي كان يضم أكثر من 15 جنسية.
وتحدث في الندوة الكاتب المسرحي المصري الكبير الدكتور سيد فهيم، الذى فاز بالعديد من الجوائز منها جائزة إحسان عبد القدوس وجائزة توفيق الحكيم وجائزة ساويرس في المسرح وجائزة الطيب صالح في الرواية، وهو كاتب مسرحي لأكثر من 20 نصًّا، حيث تحدث عن بيتر بروك وعشقه للتاريخ وعشقه لنماذج شكسبير خاصة هاملت، واستعرض كيف استخدم بيتر بروك هاملت كعرض سينمائي واستخدامه أيضا كعرض مسرحي محافظا على الإطار الشكسبيري المهم.
وتناول الكاتب المسرحي السعودي الكبير فهد الحارثي - وهو ناقد ومخرج ومنظر - تجربة بيتر بروك الإنسانية، وأقر أن البساطة هي قمة العمق وقمة النضج المسرحي، واستعرض لعبة بيتر بروك التنظيرية من الشق الإنساني، وكيف له أن يمارس ما يسمى بالمسرح الصعب أو المسرح الفقير وصعوبة تدريب الممثل على خشبة المسرح وثقل موهبته.
من جانبه أكد الدكتور أسامة رؤوف رئيس ومؤسس المهرجان، أهمية الاحتفاء بمئوية ميلاد عبقري المسرح بيتر بروك، معربًا عن سعادته بهذا الاحتفاء وتواصله مع ابنه سيمون بروك، بحضور عدد من المسرحيين السعوديين والفنان الأسباني رافائيل بينيتو.
وكانت هناك مداخلات من السادة الحضور، أبرزها مداخلة العراقي الكبير الكاتب والمخرج منير راضي، الذى تحدث عن تجربته الشخصية مع شكسبير وبيتر بروك منذ ثمانينات القرن الماضي وكيف له أن بيتر بروك كان صاحب أثر فعال فى تجربته المسرحية.
على جانب آخر أعرب سيمون بيتر بروك، نجل عبقري المسرح بيتر بروك، عن أسفه الشديد لعدم حضور احتفال مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما بمئوية ميلاد والده، مؤكدا أن قلبه معهم في القاهرة، وأن والده كان صديقا قويا لمصر.
وأشار سيمون خلال رسالة فيديو بثت في حفل افتتاح المهرجان، إلى أن والده كان دائما يتحدث عن مصر بإجلال، وعن ليالي مصر وشوارعها الدافئة، وبزوغ الفجر فوق الأهرامات الذى جعله يشعر في هذه اللحظة أن تاريخ البشرية كله كان يتنفس بجانبه، وأن مثل هذه اللحظات ستذكره بأهمية المسرح لأنه مثل مصر، فكلاهما يحوى الكثير من الزمن وألفة نبض القلب الواحد.
وأكد سيمون أن أعمال والده كانت ملهمة من إيمان بسيط ولكن أيضا عميق، وهو أن المسرح هو ملتقى الروح الإنسانية، عابر للحدود وللغات والعادات والتقاليد، مشيرا إلى أن والده سعي إلى الحقيقة والبساطة والترابط، وآمن بأن ممثل واحد فى عمر جيد وجمهور حاضر يمكن أن يصنع عالما كاملا، وقال: "وبينما نحتفل بإرثه، أرى أن الروح نفسهاتحيا هنا، من خلال جرأة وشجاعة فنانين يمزقون الخوف حتى تفتيته، وسعة صدر الجمهور غير المحدودة" .
واختتم سيمون بيتر بروك حديثه فى رسالته، بتوجيه الشكر للكل القائمين على المهرجان بالنيابة عن عائلته، لأنهم ابقوا رؤية والده حية، لا كذكرى بل كقوة فنية تحيا وتتنفس في عالمنا.



|