|
القاهرة 05 اكتوبر 2025 الساعة 04:06 م

كتبت: إيمان السباعي
على مسرح الغد سطع "قمر أحمر" من العراق، المونودراما المسرحية التي قدمها مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما في دورته الثامنة برئاسة المخرج الدكتور أسامة رؤوف رئيس ومؤسس المهرجان.
العرض مستلهم من رواية "شموع على أرصفة الكرادة" لجمال حيدر، إعداد (جميل الرجة)، إخراج (علي عادل السعيدي)، تمثيل (همسة هادي)، سينوغرافيا (عصام جواد)، موسيقى (حسين جميل). العرض يقترب من التوثيق لحادثة تفجيرات الكرادة الإرهابية عام 2016 في العراق التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 324 شخصا وجرح 250 آخرين.
إن الإرهاب يصبغ كل شيء باللون الأحمر، القمر الأحمر هنا يمكن أن يكون رمزًا للفاجعة، لتلوّن اللحظة بلون الدم، لتغيّر ما هو مألوف. اللون الأحمر يجذب الانتباه، يوقظ الحواس. والضوء الدموي الخافت يجبر عيوننا على الرؤية القاسية لأن النسيان خطر، وإحياء الذكرى واجب إنساني ومجتمعي.
المسرحية لا تبدأ بالحدث، بل تتذكّر ما قبله، ما كان طبيعيًا، بسيطًا، يوميًا. هذا التذكّر يزيد من صدمة ما بعد الكارثة، ويجعل الجمهور يشارك شخصيًا، لأنه ربما قد مرّ بالحال نفسها أو شاهد الشارع، والأرصفة، والناس.
تركز المونودراما على شخصية "الرصيف" هي ليست فقط تجسيدًا للمكانيّة فقط، بل هي الذاكرة ، وشهادة على ما حدث. هذا الأسلوب يُعطِي قوة للمونولوج والمواجهه مع الجمهور، ويجعل التجربة عاطفية مباشرة. أداء كاترين هاشم في دور الرصيف، يتحمّل ثقل التمثيل الذي ليس مجرد إيصال نص، بل حمل ألمٍ جماعي، وهو دور يتطلّب حضورًا عاطفيًا قويًا وإيقاعًا دراميًا لا ينقطع، الموسيقى أيضًا تلعب دورًا في استحضار الأجواء، وتعزيز الدراما والمشاركة العاطفية للمتفرّج.
قمر أحمر ذاكرة مفتوحة على الدم وعلى وجوه الضحايا التي ينبغي ألا تغيب عن ذاكرتنا، وتكريم لكل ضحايا الإرهاب في العراق الخالد المنكوب.

|