|
القاهرة 04 اكتوبر 2025 الساعة 09:49 م

كتب: نهاد إسماعيل المدني
* تطلعات لإنتاج مشترك بين أكاديمية الفنون و"فنون جميلة"
في إطار فعاليات مهرجان القاهرة لمسرح العرائس في دورته الأولى، والتي تحمل اسم الفنان القدير جمال الموجي، أقامت أكاديمية الفنون أمسية ثقافية أدارها الناقد جرجس شكري. أكد شكري على أهمية المهرجان كخطوة ضرورية يقدمها صرح علمي كبير كالأكاديمية، مشيراً إلى أن مبرر وجود أي مهرجان يجب أن يتجسد في عروضه وفعالياته.
المحور الأول: قراءات نقدية للعروض
تناولت الناقدة ليليت فهمي في المحور الأول قراءة نقدية لبعض العروض المشاركة. أشارت إلى أن مسرح العرائس فن أصيل في حياة المصريين ولكنه توقف عن التطور، مقارنة بدول شرق أوروبا التي واصلت تطويره. تساءلت عن سبب اختيار الفنان قديماً لتقديم الحكايات من وراء حجاب، مؤكدة حاجة العروض حالياً لأن تكون أكثر جاذبية للأطفال.
استعرضت فهمي رؤيتها لثلاثة عروض:
"ذات والرداء الأحمر": اعتبرته تناصاً لقصة ليلى والذئب، ويركز على مخاطر الإنترنت وموجه للمراهقين. انتقدت العرض بشدة، ورأت أن استخدام العنصر البشري كبديل للعروسة والعكس غير مفيد، كما وصفته بأنه "رديء وغير مقنع" بسبب عدم تبديل العروسة بعد "بهدلتها" أثناء الهروب.
"جويا": يدور حول علاقة التكنولوجيا بالواقع من خلال الرسم بالكمبيوتر بدلاً من الألوان الطبيعية، وهو موجه للآباء أيضاً. لاحظت أنه وقع في فخ "الكلام الكثير" وعدم تطور الصراع، مشيرة إلى أن اسم البطلة مستوحى من الرسام الإسباني فرانسيسكو جويا.
"زي العسل": عرض بطولة ممثلة ترتدي دمية كبيرة، موجه للأطفال في سن الثامنة أو أقل، ويعيبه الثبات على خشبة المسرح. كما اختلفت مع فكرة تحويل الموضوعات الدراسية إلى مسرح مدرسي.
وبشكل عام، رأت ليليت أن عروض الأطفال يجب أن تخلو من الرعاية الأبوية وأن تبتعد عن ثبات العرائس في منتصف المسرح، وفضلت أن لا تزيد مدة العروض عن 30 أو 40 دقيقة كحد أقصى.
المحور الثاني: التعاون بين "فنون جميلة" و "أكاديمية الفنون"
في المحور الثاني، تحدث الدكتور طاهر عبد العظيم، أستاذ الديكور بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، موجهاً شكره لإدارة المهرجان. ذكر أن الكلية تولي اهتماماً بفن العرائس من خلال قسمين هما: قسم النحت (شعبة عرائس) و قسم سينوغرافيا وديكور المسرح.
دعوة لإنتاج مشترك
أوصى الدكتور عبد العظيم بضرورة مشاركة الكليات المتخصصة في الدورات القادمة للمهرجان، مؤكداً أن فن العرائس بحاجة إلى التجديد والاستعانة بالمتخصصين، وأنه ليس موجهاً للأطفال فقط بالضرورة. عرض فيديو قصير لعرض بعنوان "انتحار دمية"، أشاد بإبداعه ومشاعر الكتابة والإخراج فيه رغم قصره.
أشار عبد العظيم إلى أن العروسة تمتلك إمكانيات أعلى من الممثل البشري، ولذلك دعا إلى وضع آليات لفكرة "الإنتاج الأول" بالتعاون بين كلية الفنون الجميلة وأكاديمية الفنون.
رد الدكتور حسام محسب، رئيس المهرجان، بالموافقة على تنفيذ هذا المشروع ووعد بتقديمه في الدورة القادمة، معرباً عن حماسه لهذه الخطوة لتوسيع وإثراء المهرجان.
المحور الثالث: كتاب "مسرح العرائس بين الواقع والطموحات"
كان من المقرر أن يتناول المحور الثالث كتاب "مسرح العرائس بين الواقع والطموحات"، الذي صدر عن المهرجان في دورته الأولى للناقد الدكتور عمرو دوارة، لكن الناقد جرجس شكري اعتذر عن غيابه لظروف مرضية، متمنياً له الشفاء.
نوه شكري إلى أن دوارة، على غير عادته في الانحياز للتاريخ والتوثيق، قد عبّر في هذا الكتاب عن رؤيته الخاصة وطموحاته لفن العرائس. أشار شكري إلى أن الكتاب يتحدث عن:
المراحل العمرية للطفل وكيفية التعامل معها مسرحياً.
مدخل لمسرح العرائس منذ القرن التاسع عشر وكيف دخل مصر مع الفاطميين وتطوره في القرن العشرين.
أنواع العرائس ونماذج رائدة من الفنانين مثل أحمد عامر وشكوكو.
تاريخ مسرح العرائس في مصر وافتتاحه عام 1957، وأشهر مديريه وفنانيه وكتابه وملحنيه ومصمميه، مع تسليط الضوء على أبرز العروض المميزة، ما يجعل الكتاب "تفرداً نوعياً لهذا الفن".






|