|
القاهرة 04 اكتوبر 2025 الساعة 12:39 م

كتبت: إيمان السباعي
عرض أمس الجمعة 3أكتوبرعلى مسرح الغد العرض "الروماني لا تنتقموا منا" ضمن عروض مهرجان القاهرة الدولي للمونودراما، برئاسة المخرج الدكتور أسامة رؤوف رئيس ومؤسس المهرجان.
المونودراما تدور حول المعاناة التي عاشها الرومانيون المُطرودون إلى سيبيريا خلال الحقبة التي احتُلت فيها الأراضي الرومانية من قبل الاتحاد السوفيتي.
يوحي عنوان لا تنتقموا منا بنبذ العنف أو الانتقام، لكن هناك ثأر وعذابات حية صعب أن تموت يصرخ بها الضحايا وهذا ما يجعل الإيقاع متوترًا بين العدالة والتسامح والتعبير عن الألم والردّ العنيف فثمة رغبة في رفض السقوط في تكراردوامة العنف.
تعتمد المونودراما على شهادات الضحايا والناجين من النفي إلى سيبيريا؛ النص يقترب من المسرح الوثائقي مع سينوغرافيا توثيقية أيضًا لصور فوتوغرافية للضحايا وشاشة تعرض الحدث تتحول فضاءً خارجيًا للمأساة.
أساس هذه المونودراما هو الصراع النفسي الذي تعيش فيه الشخصية ليس فقط الصراع ضد من ظلموا، بل الصراع الداخلي؛ كيف يعيش الناجون مع الذكرى، الممثلة هنا لا تؤدي شخصية واحدة فقط، بل تتحول إلى حاملة ذاكرة جماعية: أصوات المهجرين، المسجونين، والأمهات، والأطفال. الجسد في المونودراما يصبح بديلاً عن ديكور كامل. الممثلة استخدمت حركات محسوبة، بطيئة أحيانًا لترمز إلى ثقل المعاناة، أو فجائية وعنيفة لتكشف عن لحظة صدمة أو قهر، الانحناء، الانكماش، المشي المتردد، كلها أشكال جسدية تحاكي حياة في المنفى وسط الجليد والسيطرة والحرمان. الأداء أقرب إلى طقس مسرحي منه إلى مجرد تمثيل. فهي لا تعرض قصة، بل تُعيد إحياء الذاكرة على الخشبة، الفقد، والألم، والرغبة في أن يُسمع صوت الضحايا — حتى وإن لم يردّوا بالمثل. العرض قائم على الطاقة الفردية للممثل الذي يتحول الجسد بفضله إلى وثيقة تعيد تجسيد أثر المعاناة على الضحية.
المونودراما في بعدها الأخلاقي والإنساني إدانة للتاريخ، لكن أيضًا دعوة للتذكّر لكي لا يُعاد الظلم. ضمن السياق الروماني والعالمي، النص من تأليف Ionu? Poclid. أداء سيلفيا ريليانو.

|