|
القاهرة 23 سبتمبر 2025 الساعة 09:07 ص

ترجمة وإعداد: سماح ممدوح حسن
عندما يشعر الطفل أو المراهق بالتعب الجسدي، يجلس ليرتاح. لكن ماذا عن التعب الذهني الناتج عن ساعات من الدراسة أو التركيز المستمر؟ هنا تأتي أهمية "الاستراحة الذهنية" التي يؤكد خبراء الصحة النفسية أنها لا تقل أهمية عن الراحة الجسدية. وقد نشر موقع Henry Ford Health رأي خبراء الصحة النفسية فى ذلك.
توضح كيلي ميليستاس الأخصائية النفسية للأطفال والمراهقين في مؤسسة هنري فورد الصحية، أن عقول الأطفال ليست مصممة للتركيز لفترات طويلة دون توقف. وتشير إلى أن "بضع دقائق من الاستراحة تساعد على إعادة شحن الطاقة، وتجعل الطفل أكثر إنتاجية وهدوءًا".
الاستراحة الذهنية هي ببساطة وقت قصير بعيد عن المهمة الأساسية. يمكن أن تكون نشاطًا بدنيًا مثل القفز أو الجري، أو نشاطًا هادئًا مثل التلوين أو الاستماع إلى الموسيقى. الأهم أن تكون مختلفة عن العمل الأساسي حتى تُعيد للطفل نشاطه الذهني.
وتبرز أهمية هذه الاستراحات في مواجهة التسويف الذي يعاني منه كثير من الطلاب. فبدلاً من تأجيل المهام الكبيرة بسبب شعورهم بالإرهاق أو الارتباك، يمكن تقسيم العمل إلى جلسات قصيرة من 20 دقيقة تتخللها استراحة لخمس دقائق.
هذا الأسلوب، بحسب ميليستاس، يقلل التوتر ويجعل الإنجاز أكثر سهولة، وهو فعّال للكبار أيضًا.
ورغم أن المعلمين قد يواجهون صعوبة في تكرار الاستراحات خلال اليوم الدراسي بسبب جداولهم المزدحمة، إلا أن بعضهم بدأ يدرك فوائدها ويدمجها بالفعل في الصفوف. أما في المنزل، فالأهل لديهم مرونة أكبر لتطبيقها، خصوصًا خلال المذاكرة بعد يوم طويل في المدرسة.
وتنصح ميليستاس بعدم الإفراط في استخدام الشاشات خلال هذه الاستراحات، والاكتفاء بأنشطة سريعة مثل ألعاب الأسئلة أو الرقص. كما تشدد على أن مشاركة الأهل في الاستراحات عبر اللعب أو التحدث مع أطفالهم، لا ينعكس فقط على تركيزهم بل يعزز الروابط الأسرية أيضًا.
في النهاية، تبدو "الاستراحات الذهنية" أداة بسيطة لكنها فعّالة لمساعدة الأطفال على التعلم بذكاء أكبر، والتغلب على التوتر، وبناء عادات صحية تمتد معهم مدى الحياة.
|