|
القاهرة 23 سبتمبر 2025 الساعة 09:05 ص

بقلم: أمل زيادة
سكان كوكبنا الأعزاء..
ها نحن نلتقي من جديد.. قارب شهر سبتمبر على الانتهاء، ومعه اعتدلت الأجواء، قد لا تعتدل الأجواء النفسية، ربما بسبب تغير الفصول والاكتئاب الموسمي، وربما للأخبار المؤسفة التي تحيط بنا والتي تطل علينا من غزة الجريحة.
يبدو أن العدو أنهى مهمته في البطش بكل ما في استطاعته في المنطقة ويلوح بالاحتكاك بمصرنا العظيمة.
عذره معه لا يعلم ما ينتظره..!
يظن أنه يستغل مشاكلنا الشخصية والداخلية يستميت في هدمنا وزعزعة إيماننا بوطننا ويبذل كل ما في استطاعته لتوسيع الفجوة وصنع شرخ داخلي دون جدوى.
يرسّخ لفكرة حصان طروادة وأن بيننا خونة، لكن هيهات أن يصل لمبتغاه.
يبدو أنه لا يعلم أن الصالحين دعوا لهذه الأرض، وأنها ستظل محروسة بأمر الرحمن رغم أنف الحاقدين والكارهين.
سكان كوكبنا الأعزاء..
أجمل ما في الحياة أن تترك أثرًا طيبًا في الآخرين، لا بصفتك الشخصية فقط وإنما بكونك كاتبًا وصاحب كلمة ومعلم.
ليس أي معلم وإنما معلم لحرفة تتقنها.. ألا وهي حرفة الكتابة، وهل الكتابة حرفة؟! نعم حرفة ولها أصول وقواعد لا بدّ أن يطلع عليها المهتم لإثراء معلوماته وثقل موهبته.
نحن في عالم رحب لم تعد الموهبة وحدها تكفي، فليس كل من أمسك قلمًا كاتبًا؟!
لا بدّ أن يتقن كل كاتب فنون وحيل السرد ليصل لقمة المعرفة.
رغم أني ضد هذا الجزء من التعليم لأنه يفسد متعة القراءة تمامًا، ربما لأني أعاني من هذا العرض.
عندما درسنا أصول النقد الفني وآلياته، أصبحت رؤيتنا لأي شيء مختلفة، أصبح لكل إيماءه دلالة ومغزى مما أفسد متعة المشاهدة.
الجانب السلبي للمعرفة والعلم الغزير إفساد متعة الأشياء، لا أخفي عنكم حقيقة غائبة إنه من الممتع حقًا أن ترى كل شيء بعيون الناقد، بعيون المحلل للنص والمعنى.
ما أجمل أن تكون مختلفًا، تتعلم لماذا بدأ المقال بكلمة كذا دون كذا، ولماذا بدأت الرواية بجملة متشككة أو ما هو بطل العمل هل المكان، الزمان، الأشخاص، مَن الراوي وما أفضل طرق السرد وغيرها من فنيات الكتابة.
التعلم متعة، ولأن التعلم متعة كبيرة أدين بالفضل للدكتور إبراهيم، درسنا خبايا الكتابة، أخبرنا بما لم يخبرنا به أحد، لم يبخل بأي معلومة، بل وبسبب ما تعلمته منه فزت في مسابقة دولية وسافرت لإسبانيا وبرشلونة.
لذا قرت أن أعلم كل شخص ما تعلمته ربما يتذكرني ذات يوم كما أتذكر دكتور إبراهيم وما فعله معي بشكل خاص.
سكان كوكبنا الأعزاء..
أخوض تجربة التدريس في ورش الكتابة الإبداعية برعاية ودعم سوداني خاص.
هؤلاء الوافدين المثقفين، هدفهم محو الأمية وتعليم الكبار، تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وتحسين الخط والورش الإبداعية.
يقال أنهم شعب كسول، لكن بالتعامل معهم عن قرب، اكتشفت أنهم مثقفون، لديهم أحلام توسعية علمية مشروعة، يسخّرون كل الطاقات لخدمة الفقراء ودعم وتوفير فرص التعلم لأي شخص يرغب في ذلك.
سكان كوكبنا الأعزاء..
غدًا أول يوم دراسة وستتزين الشوارع ويصطف الأهالي أمام المدارس وتلتقط الأمهات الصور التذكارية مع أبنائهم بملابسهم الجديدة وحقائبهم الجميلة البراقة، حيث أول يوم دراسة، وبهجة لقاء رفاق المدرسة.
حيث الحكايات التي لا تنتهي، والأحاديث المطولة وإبلاغ المدرسين والأصدقاء كيف قضينا الإجازة وكيف استفدنا من هذه الأوقات.
لكلّ منا ذكرى مع أول يوم دراسة شاركونا هذه الذكريات الخاصة، أمّا أنا وبصفة خاصة كنت أحب المدرسة ومكتبة المدرسة ورائحة الكتب ورائحة هواء المدرسة.
سكان كوكبنا الأعزاء..
عام دراسي سعيد وجعل الله أيامنا كلها سعادة وإنجازات وهناء، لأننا شعب يستحق كل الهناء وراحة البال.
وحفظ الله مصر للأبد .
|