|
القاهرة 16 سبتمبر 2025 الساعة 10:09 ص

بقلم: أمل زيادة
سكان كوكبنا الأعزاء..
ها نحن نلتقي من جديد، أيام قليلة ويبدأ العام الدراسي الجديد بما يحمله من شجن وذكرى..
كلما رأيت طفلا سعيدًا بملابسه وحقيبته الجديدة، أتذكر حين كنت طفلة مثله كيف والمشاعر التي تسيطر على خاصة في أول يوم.
والسعادة التي شعرت بها لعودتي للمدرسة ورؤيتي لصديقاتي التي لم أتمكن من رؤيتهم خلال الإجازة، والتطلع للبدء في مغامرات جديدة.
أذكر أني كنت أنزعج لكثرة الإجازات الرسمية في بداية العام الدراسي، وأحدث نفسي دومًا لماذا تكثر في بداية العام الدراسي وتكاد تختفي في آخر العام، حيث نكون في أمسّ الحاجة إليها، لتمكن الملل منا، وزيادة رغبتنا في الحصول على هدنه.
خاصة وأن إجازة منتصف العام لم نكن نستمتع بها، كنا نقضيها بحمل ثقيل، واجبات مبالغ فيها، حيث كانت تطلب منا مدرسة اللغة العربية كتابة كل الدروس التي درسناها في النصف الأول من العام، كل درس 20 مرة أو يزيد..
والأدهى من ذلك، أنها كانت تفتفش بدقة عن هذه الواجبات وتقوم بعد المرات التي تمت كتابتها، فور عودتنا للدراسة، ناسية أننا أطفال لا نهتم سوى للعلب، اذكر أنها ذات مرة في إحدى السنوات، أخرجت جميع الطلاب للعقاب، لأنه لم يلتزم أحد بما طلبت، بل إن إحدى المدرسات أثناء مرورها مصادفة، شاهدت ما يحدث، تذنيبها للفصل كاملا، بعد استفسارها عما يحدث قالت مازحة: لا داعي لكل هذا التزمت، نحن نعلم أنهم لن يكتبوا كل ذلك..
تضايقت بالفعل ثم رضخت للأمر لكن بعد أن أضاعت يومًا دراسيًا كاملا في التفتيش عن واجب إجازة منتصف العام.
لم يكن لدينا رفاهية من أي نوع آنذاك، الدراسة فقط ولم يكن هناك النظام المعروف ب "التيرم" كنا نمتحن آخر العام.
نمتحن في كل ما درسناه خلال العام، لدينا مدرسة واحدة تلازمنا طيلة فترة التعليم الأساسي ومدرسة العربي هي رائدة الفصل وتدرس لنا الدين والدراسات الاجتماعية أيضًا، تظل معنا حتى الصف السادس .
أذكر أن مدرستي كان اسمها سهير، سمراء وصوتها ضعيف وتحمل دومًا في يدها مسطرة خشبية ضخمة، لها ابن اسمه إسلام، كانت تحضره معها لفصلنا، نلعب معه في الفسحة قبل أن يصبح اسمها بريك، أي قبل أن تتفرنج.
أثناء لعبه معنا، أصيب بنوبة سعال شديدة، كاد يختنق، اكتشفت أمه التي هرولت إليه وهي تخبط على ظهره بعنف وتسقيه ماء، أنه ابتلع عظمة سمكه وهي التي سدت مجرى التنفس.
اندهشت كيف وصلت إليه هذه العظمة؟!!
اكتشفنا أنه كان يأكل ساندويتش سمك؟!
تم إسعافه لكن العظمة جرحت مجرى التنفس، ونجا بأعجوبة من موت محقق.
من بعدها وتغيرت معاملتها معنا لم تعد تدقق في أي شيء، بل إنها تطلب منا الواجب يلتزم من يشاء ويهمل من يشاء، وكنت من ضمن فريق ثالث، فريق المنتصف، أكتب نصف الواجب وأصاب بالزهق فأتركه غير مكتمل.
اعلم أن لديكم ذكريات مشابهة مع الدراسة قد تمسكم بشكل شخصي أو تخص أبناءكم، شاركونا هذه الذكريات أخبرونا باسم المدرس الذي أثر بكم؟
بكل الأحوال يأتي الخريف محملا بالذكريات الجميلة والأحداث الأجمل التي لا تنسى مهما مرَّعليها من وقت.
سكان كوكبنا الأعزاء..
كلما مرّ يوم وقابلت أشخاص أدركت كم أن الحياة حافلة بالأحداث وأنها تستحق أن تعاش، جمعتني الصدفة بمكان وبالحديث مع ملاكه وهم ليسوا مصريين قالت لي إحداهن إنها تود بل أمنية حياتها أن تقابل الفنان أحمد بدير.
ترغب حقًا في مقابلته وتسعى لذلك بكل جهد.. تقول أحببت مصر بسببه..
وقال آخر دكتور بمستشفى "75375" إنه يود أن يكتب سلسلة مقالات تعبر عن امتنانه لمصر وللمصريين..
أخبرني أن مصر بها شيء يميز شعبها وهو الاحترام بحق الآخرين، وضرب مثلا بأننا نقول للسائق "يا باشا " أو "على جنب لو سمحت".
ابتسمت وقلت له:" اتفضل يا ريس" وأناوله الأجرة..!
سعد كثيرًا وقال أرأيت هذا ما أتحدث عنه، هذا الشيء لا يوجد إلا عندكم!
قلت له: مصر جميلة وشعبها بسيط ويحب الجميع، قال وفي الشارع يرحبون بنا كثيرًا.
يريد هذا الطبيب الشاب أن يكتب عن رحلته منذ خرج من بلاده وصولًا لهنا وكيف استقبله المصريون وكيف ساعدوه وقدموا له الدعم.
سعدت كثيرًا بهذا الحديث الصادق الذي ينم عن طيبة ونقاء، قالت السيدة: أتدرين أنه لو اتحدت دولنا لكنّا في غنى عن دول العالم، لدينا موارد طبيعية غنية ولديكم الكوادر والعقول الذكية والأيدي العاملة لو تمكنّا من استغلال هذا لما عانينا من أي شيء ولا أصابنا الخوف يومًا.
سكان كوكبنا الأعزاء..
هل سبق وقابلتم من أثنى على بلدنا الحبيبة بهذا الشكل شاركونا تجاربكم مع ضيوف المحروسة لتثبت للعالم أن مصر بخير وأن فيها حاجة حلوة.
|