|
القاهرة 09 سبتمبر 2025 الساعة 10:18 ص

حوار: هبة البدري
وسائل الإعلام واحدة من أهم قنوات التنشئة الاجتماعية، وتلعب برامج الأطفال دورا في حياة الطفل، وتساهم في تقديم الترفيه والمعرفة الخاصة به.
لذا كان لنا هذا الحوار مع الإعلامية لمياء شاهين رئيس تحرير برنامج "شمس وقمر" بالفضائية المصرية لتتحدث حول أهمية برامج الأطفال، وتجربتها في العمل ببرامج الأطفال وتطوير مهاراتها الإعلامية، وكيفية مخاطبة والتأثير فى طفل الجيل الحالي.
• حدّثينا حول أهمية برامج الأطفال في تطوير وبناء شخصية الطفل؟
بدأت العمل في برامج الأطفال عام 2005، ولدي الوعي بأهمية ودور برامج الأطفال التي تساهم في أن يطلع الطفل من خلالها على كل ما هو جديد في المجال التكنولوجي والمسرح والثقافة والكارتون وعروض السيرك، والتوعية وغرس القيم بأسلوب غير مباشر، وتقديم المعلومات في المجالات المختلفة التي لا يهتم الطفل بالبحث عنها من خلال الإنترنت. بالإضافة إلى تقديم التوعية للأسرة بالقيم التي ينبغي ان تغرسها في الطفل.
ونسعى للإعداد الجيد للمحتوى المقدم للطفل حتى يناسب الشرائح العمرية المختلفة للأطفال ويساهم فى بناء شخصية الطفل.
• ما أهم البرامج التي تعدينها حاليا؟
برنامج "شمس وقمر" الذي أعمل به رئيس تحرير، ونقدم من خلاله محتوى يفيد الطفل، فكل حلقة من البرنامج يوجد لها هدف أو مجموعة أهداف تساهم في تنمية الطفل من خلال تقديم المعلومة وعرض مسرحي، كما نحرص على تقديم القدوة للطفل، وفقرات لتعليم الطفل المشغولات اليدوية، وأيضا ننظم من خلال البرنامج زيارات سياحية للتعرف على معالم مصر ونعرّف الأطفال بالشخصيات التاريخية، وتقديم المعلومة بأسلوب بسيط. ولأن طفل الجيل الحالي دائما منشغل بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية التي تقدم مضمون مبهر ولكنه لا يساهم في تنمية الطفل، لذا نبذل مجهودًا كبيرًا في برنامج "شمس وقمر" حتى نجذب الطفل ونغرس في الطفل القيم والسلوكيات. نحن لا نبحث عن المثالية ولكن نوضح ونغرس في الطفل من خلال التنوع للمواقف والقصة بالتالى يكتسب الطفل الكثير من المعلومات.
• كيف تحافظين على جذب الطفل في ظل منافسة مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الخاصة والذكاء الاصطناعي؟
أطفال مصر هم المستقبل ونحن نبذل أقصى مجهود في المحتوى الذي نقدمه وبخاصة برامج الأطفال. ويوجد عوامل جذب في القنوات الخاصة لكن نحن في التليفزيون الرسمي نعمل كفريق عمل متكامل، وقادرين على المنافسة ولدينا أفضل كاميرات وأفضل كوادر في مجال الإعداد والتقديم والإخراج ونبحث دائمًا عن الأفكار الجديدة التي تجذب الطفل ونقدم أيضًا فى برامج الأطفال محتوى حول التكنولوجيا الحديثة ومحتوى من الإنترنت بما يفيد الطفل تربويًّا وتعليميًّا، بالإضافة إلى تسجيل فقرات للبرنامج من خلال المعارض التي تعرض كل ما هو جديد للطفل، ونقدم أيضًا من خلال البرنامج الأجهزة الحديثة والألعاب الجديدة بحيث يكون الطفل ملمًّا دائمًا بكل جديد.
سهولة المعلومة للمحتوى المقدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الاحتفاظ بمحتوى قيّم يُعتبر تحديًا كبيرًا، ولمواجهته نحرص دائمًا على المتابعة وتقديم كل جديد ومتنوع دون الاستسلام للمحتوى السهل الذي لا يحمل قيمة أو فائدة للطفل.
• في رأيك.. ما أخطر قضايا الطفولة؟
قضية "الغزو الثقافي" حيث يتعرض الأطفال إلى محتوى يغرس في الطفل قيمًا وسلوكيات مختلفة عن ثقافة المجتمع، لذا أهتم دائمًا بتوعية الأسرة ليتمكنوا من توجيه الأطفال إلى الاستخدام الآمن والأمثل للتكنولوجيا حتى لا تضر بهم. وينبغي مساعدة الآباء على اختيار المضمون الذي يساهم في وضع أسس وغرسها في الطفل مثل الإخلاص والإتقان واحترام الوالدين والشجاعة، وأن يتعلم الطفل الدفاع عن حقوقه بالأسلوب المناسب وأن يكتسب الطفل القدرة على التعبير عن نفسه. ولمواجهة الغزو الثقافى ينبغي توعية للقائمين على التنشئة الاجتماعية للطفل من المدرسة والأسرة والاخصائي الثقافي والرياضي بالأسس الصحيحة للتنشئة الاجتماعية والتوعية بخطورة التدليل الزائد للطفل والقسوة الزائدة، وذلك دور وسائل الإعلام وجميع المؤسسات في الدولة لمحاولة غرس القيم في الطفل وعدم الاستسلام للأفكار الخطأ التي تقدم للطفل وهذا يتطلب العمل والاستمرار في بذل المجهود.
• أخيرًا.. ما الصفات التي ينبغي أن تتوافر في مقدم برامج الأطفال؟
أن يكون مطلعًا على كل جديد في مجال وعالم الطفل وفي المجال التكنولوجي، ويكون متميزًا إعلاميًّا ويمتلك أدواته ومهارات إعلامية، وأن يكون قارئًا جيدا في مجال علم نفس النمو حتى يسهل إعداد وتقديم محتوى مناسب ومخاطبة الطفل وفقًا لمتغيرات العصر.
|