|
القاهرة 30 اغسطس 2025 الساعة 03:41 م

بقلم: محمد خضير
حول قراءه بسيطة اقدم لك عزيزى القارئ رؤيتى المتواضعة حول أهمية وقيمة المهرجان القومي للمسرح المصري، والتي سطرتها بشكل مبسط وهي تدور حول أهمية المهرجان للإبداع والشباب والمجتمع، ولكنّ كل ذلك لا يكتمل دون أن نقدم رؤيه إلى المستقبل، وأفكار وتوصيات تليق بهذا المشروع الثقافي الوطني، الذي بات حجر زاوية في المشهد المسرحي المصري ولاقى إقبالا جماهيريا كبيرا.
فكما أن المسرح لا يعيش إلا بالتجدد، فإن المهرجان القومي للمسرح لا يبقى في صدارة التأثير إلا إذا تطوّر، واستجاب لتحولات المجتمع، وارتقى بتجربته عامًا بعد عام.
* التوثيق الرقمي:
رغم أهمية ما يُقدَّم على خشبات المهرجان، فإن كثيرًا من الفعاليات والعروض والندوات تحتاج إلى التوثيق الرقمي الاحترافي، ومن هنا تبرز الحاجة إلى:
- إنشاء منصة إلكترونية أرشيفية تضم عرض كل الدورات، مصورة وموثقة بالفيديو
- إصدار نسخ إلكترونية لجميع المطبوعات، من كتب التكريم إلى الدراسات النقدية
- إتاحة العروض كاملة أو مقتطفات منها للجمهور عبر الإنترنت، لتوسيع دائرة التلقي خارج حدود القاعات.
التسويق الإعلامي الجيد لنشره المهرجان، وذلك لأنه رغم القيمة الفنية العالية التى تقدمها المهرجان، إلا أن تغطية المهرجان إعلاميًا لا تزال دون المستوى المأمول.. لذلك نتمنى:
- إطلاق حملة دعائية كبري وشاملة تسبق المهرجان وتواكبه، عبر قنوات الإعلام التقليدي والالكترونى.
التعاون مع مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي المهتمين بالفن والثقافة.
- إعداد مواد مصورة جذابة "بروموهات– لقاءات– كواليس" لكى تصل إلى الجمهور العريض، وخاصة الشباب فى كل مكان.
* التفاعل المجتمعي:
- ضرورة أن يتحول المهرجان القومي للمسرح المصري من مجرد مناسبة نخبوية إلى حالة مجتمعية عامة، ومن أبرز الخطوات لتحقيق ذلك:
- تنظيم عروض في الشوارع والميادين والساحات المفتوحة.
- إشراك المدارس والجامعات والجمعيات الثقافية في ورش وأنشطة موازية.
- تنظيم استبيانات واستطلاعات لرصد آراء الجمهور والمشاركين في تقييم كل دورة.
* دعم التجارب الشابة:
بالتأكيد لا بقاء لأي فن بدون دماء جديدة، والمهرجان القومي للمسرح يمكن أن يكون incubator حقيقيًا للمواهب من خلال:
- تخصيص فئة جوائز مستقلة للأعمال التجريبية والمبتكرة.
- توفير منح إنتاج للعروض الفائزة لإعادة تقديمها جماهيريًا بعد انتهاء المهرجان.
- تقديم الدعم الفني والتدريبي للمخرجين الشباب الذين يُظهرون تميزًا واضحًا.
* الانفتاح الإقليمي:
رغم أن المهرجان قومي الهوية، إلا أن المسرح فن عالمي، لذا من المفيد:
- استضافة عروض عربية أو أفريقية كضيوف شرف في كل دورة.
- إيفاد العروض الفائزة للمشاركة في مهرجانات خارجية تمثيلًا لمصر.
- تعزيز التعاون مع هيئات ومؤسسات ثقافية دولية لتبادل الخبرات.
* المستقبل يبدأ الآن.
واخيرا وليس بآخر ..فلقد حقق المهرجان القومي للمسرح المصري الكثير على مدار دوراته، لكن ما ينتظره أكبر، إن الحفاظ على ما تحقق وتطويره هو مسؤولية جماعية، تبدأ من إيمان الدولة بدور الفن في التنمية والوعي، وتصل إلى حرص المثقفين والمسرحيبن والكتاب والنقاد على المشاركة والتقييم والاقتراح، وذلك لأن المسرح لا يعيش في الماضي، بل يتغذى من الحاضر، ويصنع المستقبل، والمهرجان القومي، إذا استمر بهذه الروح، سيظل منارة للفن، ومنصة للحوار، ومحرّكًا للوعي الثقافي في مصر.
|