|
القاهرة 26 اغسطس 2025 الساعة 09:40 ص

بقلم: د. حسان صبحي حسان
فتحت القاهرة أبوابها للعالم احتفاءً بأطروحات المبدع الصغير من مناطق عدة، حيث ينطلق "بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل" (الدورة الثالثة 2025)، كمنصة توفر البيئة الداعمة والمناخات المواتية لاكتشاف ودعم المواهب الصغيرة اليانعة المبكرة، وتحفيز الطاقات الإبداعية في مجال الفن والإبداع، ونافذة فنيّة يطّلع من خلالها المتلقي على العوالم الخاصة الإبداعية بالأطفال من بلدان العالم والثقافات المتناوعة، وتلمس طرق الصياغة والتعبير عما (يراه ويشعر به هؤلاء الأطفال) (بعيونهم وقلوبهم ومشاعرهم وحدهم) حيث تأطير الأفكار البصرية للأطفال المبدعين وأحلامهم حول العالم والتي تشكلت من خلال تجاربهم اليومية وتفاعلاتهم مع محيطهم (كيف يعبرون بخطوطهم ووسائطهم البريئة) (وكيف يقتنصون التفاصيل واللحظات الحسية لاستكشاف جوهر العالم من حولهم والتعبير عن قضاياه بطريقتهم الخاصة وإملاءاتهم الداخلية)، عن (تغيرات المناخ) كقضية عالمية، وآمال وأمنيات وتطلعات كل طفل لرؤية عالمه في المستقبل.
ليأتي بذلك "بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل" كموعدٍ يلتقي فيه المشاهد مع الإبداع والابتكار، وجسر يربط بين ثقافات ويعكس روح الإبداع والتمايز، لتبدأ الحكاية وتسرد تفاصيلها ومشاهدها.
ويحجز المبدع مقعداً بين صفوف الموهوبين في البينالي، باعتباره ثروة المستقبل ورعايتهم مسؤولية مجتمعية.
فكل عمل فني لطفل في البينالي هو وجهة نظر فنية تحمل لنا رسالة وقصة ومدونة، ونافذتنا الى آفاق أوسع وثقافات ثرية.
كل أطروحة فنية هي تجوال في دروب معبأة بالألوان والخطوط والمساحات، لنتكشف تجارب نابضة.
كل مشاركة هي رحلة تثري الذائقة الفنية لدينا، ونتشارك فيها مع المبدعين الصغار لحظات من الإنسانية الدافقة الخالصة التي يتأكد فيها "كم هم متمايزون مبدعون".
كل لوحة هي سرد قصصي يدون فيها الطفل كمبدع صغير "سيرته الخاصة ومشهده المميز" في دراما البينالي الذي تترجم فيه خيالات وتصورات الطفل المبدع إلى عوالم من الألوان والخطوط والمساحات، وتصبح تعبيراته الفنية أبجدية يتواصل ويتفاعل بها مع الآخر من خلال التعبير الفني.
-
"التربية الفنية" الشراكات والتفاعل المجتمعي:
كأحد عناصر منظومة المجتمعات الإنسانية، وعبر أساس جوهري لتدشين الجامعات والتأثير والتأثر في المجتمع، وامتلاك دور المساهمة في مجتمع المعرفة، تنطلق الكليات للمشاركات والتفاعل المجتمعي والارتقاء به، بما يخدم التكامل بين التعليم الجامعي والتواصلية المجتمعية، وتوحيد وتطوير الجهود المبذولة للكشف عن الموهوبين والمبتكرين، لتسطير ومضات تسهم في إثراء حراك حيوي بقيم مضافه يسطر خصوصية متفردة ويصدر المبدعين الطموحين.
وفي إطار صياغة ونحت مشهد الفنون البصرية، الذي يعضد من قيمه الفنون، ويبرز طموح صغار المبدعين،
تنظم "كلية التربية الفنية جامعة حلوان" بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية، وجمعية أمسيا- بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل، باعتبارها أكاديمية رائدة ومنارة إقليمية أكاديمية داعمة في مجال الفنون، وصرح مرجعي للتدريب والتأهيل المحلي، ودعم الإبداع والتأسيس للشخصية المتكاملة، والمشاركة في تنميه المجتمع والبيئة، عبر رؤية تنطلق من رياده مؤسسيه تعليميه في استثمار المعرفة ونشر الثقافة والممارسات البصرية في مجالات الفنون التربوية على المستوى الاقليمي والعالمي، ورسالة تخصب الفرادة لدور المعلم والباحث والفنان، والقدرة على الابداع والمنافسة والمشاركة في تنميه المجتمع والبيئة.
فحينما اتجه مفكرين لتسطير مفهوم وماهية الفن وغاياته، ذهب بعضهم لاعتبار الفن تعبير عن كل جميل يقدم للجمهور، وانحاز جمع آخر لأبعد من ذلك واعتبار الفن التزام سلوكي ومسؤوليات أخلاقية تجاه قضايا الإنسانية. لذا يأتي "بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل" كمنصة فنية تؤطر تجربة فنية لا تشبه غيرها، تجربة تلتقي فيها تجارب الطفولة الإبداعية من ثقافات متعددة، وتعرض إبداعاتهم الفنية وتطرحها للجمهور، وتجمع مختلف الأساليب والتوجهات الفنية بما يخلق تبادل فني وثقافي ثري ينشط الإبداع والابتكار، ويسهم في تلمس أساليب جديدة تخصب الأفكار من تجارب الآخر، وتنمية الذوق الفني لدى الجمهور، واستكشافه لمتنوع من وسائل التعبير. حيث يوفر البينالي لهؤلاء الأطفال فرصة التفاعل مع الفن واكتشاف مواهب واعدة جديدة، تحمل بصمة أصحابها الصغار، وتكشف رؤاهم الخاصة للعالم، في قصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية.
-
"بينالي فنون الطفل في ضيافة قاعات قصر الفنون":
وفي رحاب ساحة دار الأوبرا المصرية بالجزيرة، وداخل رواق قصر الفنون- وفي ظل شراكة تعاونية بين (كلية التربية الفنية– جامعة حلوان، وقطاع الفنون التشكيلية، وجمعية أمسيا "التربية عن طريق الفن- أفريقيا والشرق الأوسط ") تم افتتاح بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل (الدورة الثالثة 2025) يوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025، تحت رعاية الأستاذ الدكتور "أحمد فؤاد هنو" وزير الثقافة، وبقيادة الأستاذ الدكتور "وليد قانوش" رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتور " أحمد حاتم سعيد " عميد كلية التربية الفنية" وقوميسير البينالي.
ذلك الحدث الفني العالمي، الذي يستقطب أطفال سبع عشرة دولة، تعكس تنوع الثقافات وتوحّدها تحت مظلة الفن وهي (مصر، فلسطين، لبنان، قطر، سوريا، رومانيا، بولندا، عمان، بنجلاديش، باكستان، اليمن، الهند، الفلبين، العراق، السودان، الأردن، أوكرانيا) ليعرضوا إبداعاتهم على جدران أكبر قاعات الفنون التشكيلية في مصر، ليضم العرض نحو 300 عمل فني.
وتتشكل اللجنة العليا للبينالي من الدكتورة سرية صدقي رئيساً، وعضوية الدكتور أحمد حاتم سعيد القوميسير العام، والدكتورة سلوى حمدي رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، والدكتورة مها مزيد، والدكتورة رانده فخري. وصمم بوستر البينالي (الفنان الدكتور خالد سرور)، وقد أشار الدكتور " أحمد حاتم سعيد" القوميسير العام للبينالي "بأن الدورة الثالثة "لبينالي القاهرة الدولي لفنون الأطفال" تقدم رؤية أطفال العالم لتغيرات المناخ في محيطة ورؤيته لهذا الموضوع والتعبير عن الصورة التي يود أن يقدمها للعالم عن أحلامه وما يتمنى أن يرى العالم عليه في المستقبل. ليكون تعبير أطفال العالم في هذه الدورة من البينالي هي الرؤية المستقبلية لأطفال العالم اليوم ولقادة العالم في المستقبل القريب.
حيث يساعد "الموضوع" على توجيه جهود الأطفال المبدعين، وتحفيز الإبداع لديهم، ويعزز من التنافسية، وتوفير فرص الاطلاع على مهارات جديدة تصقل الخبرة، فدورة البينالي تأتي تحت عنوان "تغيرات المناخ" كمصطلح واسع المدى يدلل جملة التحولات طويلة الأجل في أنماط الطقس والمناخ على الأرض، وظهور أنماط مناخية جديدة، سواء أكانت هذه التغيرات "طبيعية بسبب عوامل مثل التغيرات في نشاط الشمس أو الفوران البركاني- أو بسبب الأنشطة البشرية خاصة حرق الوقود الأحفوري كالفحم والنفط والغاز، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تعمل كغطاء ملفوف حول الأرض، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة".
بما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض، والعواصف المدمرة ذات الجدة والتكرار في العديد من المناطق، حيث يساهم ارتفاع درجات الحرارة في هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، والجفاف، وزيادة مخاطر الجفاف الزراعي والبيئي والاحتباس الحراري، ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتأثيرها على النظم البيئية البحرية، وفقدان التنوع البيولوجي، ونقص الغذاء وسوء التغذية، إضافة الي عدد من المخاطر الصحية وزيادة الأمراض المرتبطة بالحرارة وتلوث الهواء والمياه.







|