|
القاهرة 26 اغسطس 2025 الساعة 09:34 ص

كتب: محمد زين العابدين
وسط مهرجانٍ للحب والمشاعر الفياضة، أقيم مؤتمر الفيوم الأدبي احتفاءً بالتجربة الشعرية الثرية للشاعر المبدع الكبير نادي حافظ، وذلك تحت عنوان "نادي حافظ: رحلة نحو الشعر"، وقد اكتسب المؤتمر زخماً كبيراً برئاسة العالم اللغوي الكبير الأستاذ الدكتور سعد مصلوح- أحد أبناء الفيوم- ومن خلال حضور كوكبة من كبار الشعراء والنقاد، ومشاركتهم بدراسات نقدية، وشهادات إبداعية عن نادي حافظ، الشاعر الكبير صاحب التجربة الشعرية الشديدة الثراء والتنوع، بين دروب الأشكال الشعرية المختلفة، تلك التجربة الممتدة منذ أكثر من ثلاثة عقود وحتى الآن.
وقد أقيمت فعاليات المؤتمر في نادي محافظة الفيوم، تحت رعاية النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، والنقابة الفرعية لكتاب بني سويف والفيوم، برئاسة الأديب الكبير أحمد قرني، وبمشاركة أكثر من 25 ناقداً وباحثًاً، تناولوا تجربة الشاعر نادي حافظ بالدراسة والتحليل. وقد تم توثيق أعمال المؤتمر في كتاب تم توزيعه على المشاركين بالمؤتمر.
وقد تسابق الشعراء والنقاد والباحثون المشاركون بالمؤتمر إلى الإشادة بتجربة نادي حافظ، والتعبير عن محبتهم له؛ إن نادي حافظ ليسَ مُجَّرَدَ شاعرٍ عادي، إنَّهُ شاعرٌ كما ينبغي أن يكونَ الشاعرُ، بكُّلِ ما تحملهُ صفة الشاعرِ الحقيقي من فروسيةٍ ونُبلٍ، ومحبةٍ للشعر والشعراء، وبكل ما تحمله صفة الشاعر الحقيقي من إنسانية، ومعانٍ أخلاقية رفيعة.
تم خلال المؤتمر استعراض إنتاج الشاعر نادى حافظ، فى رحلته التى تزيد على ربع قرن أصدر خلالها خمسة دوواوين هي: "منذورٌ لرمل" 1999، و"بهِ فتنةٌ وتلمعُ عيناه"، 2004 ، و"كرسى شاغر" 2011، و"يتيم وطن"2019، و"أكلم الابواب"2021، وتحت الطبع 3 دوواوين، بالإضافة إلى دراسة أدبية عن تجربة أمل دنقل الشعرية.
وفي جلسة المؤتمر الافتتاحية التي أدارها الدكتور محمود المنشاوي، تحدث رئيس المؤتمر الدكتور سعد مصلوح عن علاقته بالشاعر نادي حافظ، حيث أشار إلى أن نادي حافظ شاعرٌ يجمع بين التميز الإبداعي والرقي الإنساني، وأكد أن قصائده النثرية ساهمت في تقَّبُل هذا الشكل من الكتابة الشعرية، وتغيير الذائقة التقليدية تجاهه.
ومن جانبه ألقى الروائي أحمد قرني، رئيس فرع بني سويف والفيوم باتحاد كتاب مصر، كلمته بالنيابة عن رئيس الاتحاد، أشار فيها إلى أن نادي حافظ شاعر حاضرٌ بطاقتِهِ الشعريةِ الكبيرة، ومهمومٌ بقضايا الذات والإنسان، وأنه رغم غيابه عن الوطن لفترات طويلة، إلا أنه لم يغب أبداً، بل ظل حاضرًا كشاعرٍ رقيق، بشعره وقصائده التي يتبادلها محبوه، ، كما أكد أن الشاعر نادي حافظ واحدٌ ممن أثروا المشهد الشعري العربي، وأنه شاعرٌ يعتنق الحرية، ومنشغلٌ بمخاطبة قضايا الوجود الإنساني، ويحمل في يده شعلة الحياة، وتمنى أن توفي الدراسات والشهادات المقدمة بالمؤتمر حق الشاعر نادي حافظ.
وقال الناقد د.محمود المنشاوي في كلمته: "ونحن نحتفي بالشاعر نادي حافظ، فإننا نحتفي بصوت شعري لم يتوقف يوماً عن طرق الأبواب والقلوب، مخلصاً للكلمة، ومؤمناً بدور الشعر الخالد في الدفاع عن الحرية والإنسان. لقد علمنا نادي حافظ أن الشعر ليس ترفاً لغوياً، ولا زخرفة بلاغية، بل هو شهادة وعي، وصرخة وجود، ونافذة مفتوحة على الضوء، مهما تكاتفت وتكاثفت حولها الظلمة والعتمة. في قصائدهِ نسمع أنينَ الأرض، ووجع الغربة، وأمل الصابرين الذين يحلمون بمستقبلٍ أكثر عدلاً وجمالاً".
واختتم المنشاوي كلمته بالدعوة إلى أن يكون المؤتمر جسراً من جسور التواصل مع الشعر، وإعلاناً صريحاً بأننا ما زلنا نؤمن بدور الشعر في ترميم أرواحنا، وصيانة وعينا وهويتنا.
أما فارس الاحتفالية، الشاعر الكبير نادي حافظ، فقال في كلمته: "في احتفاليةٍ للمحبةِ ليس إلا، وللصداقة وعِشرة العمر الجميلة، لأوطانٍ سكنتنا وسكنناها، فرَّقتنا وجمعناها، للشعرِ وسحر الكلمات، وللأملِ بغدٍ أجمل؛ نريدها احتفالية بروح الشعر، ومن هذا المنطلق لا بد من الترحيب بواحدٍ من أرباب الشعر، أمضى سنواتٍ طوال في كعبة القصيدة، طالباً ومفكراً وباحثاً، ومبدعاً وراصداً، تاركاً في ذلك إرثاً غنياً وغالياً من الكتب والأبحاث والدراسات، التي تُعَّبِدُ الطريق نحو القصيدة العربية، وهو العالم الكبير الأستاذ الدكتور سعد مصلوح".
وشهدت جلسة افتتاح المؤتمر لمسة وفاء من الشاعر نادي حافظ لرفاق رحلته مع الشعر، الذين كان لهم دور في إثراء تجربته الشعرية، ومثلوا محطات في مسيرته الإبداعية، حيث قدم دروع تكريم لكل من: الراحل الكبير الشاعر محمد عبد المعطي، والشاعر محمد حسني، والفنان عهدي شاكر، والدكتور أشرف عبد الكريم، والدكتور أيمن بكر، والدكتور محمد ربيع هاشم، والشاعر مختار عيسى، والشاعر عبد الكريم عبد الحميد، والشاعر أشرف أبو جليل، والشاعر وليد ثابت.
كما شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر منح الشاعر نادي حافظ درع النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر تكريماً لمكانته الشعرية الرفيعة، كما جرى تكريم رئيس المؤتمر العالم اللغوي الكبير الدكتور سعد مصلوح، بمنحه درع النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر.
وقد أعقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قراءات شعرية، قدمها فارس الشعر المحتفى به نادي حافظ، بمصاحبة عزف وغناء الفنان عهدي شاكر، من كلمات نادي حافظ، وأدارت الجلسة الدكتورة صفية فرجاني، تلتها جلسات نقدية ركزت على تميّز تجربة نادي حافظ الشعرية، وتنوعها بين الفصحى والعامية، وبين الشعر الموزون وقصيدة النثر.
وقد تضمن المؤتمر ست جلسات نقدية، بالإضافة إلى جلسة شهادات إبداعية، شارك فيها مجموعة من النقاد والباحثين، الذين سلطوا الضوء على التجربة الشعرية لنادي حافظ، وركزوا على ثراء تجربته، وتنوعها بين الفصحى والعامية، وبين الشعر الموزون وقصيدة النثر.
وقد شارك في هذه الجلسات والشهادات كل من: أحمد طوسون- محسن أبو زيد- حسني التهامي- أحمد قرني- محمد حسني إبراهيم- د.الحملاوي صالح- د.محمود الشرقاوي- مختار عيسى- د.أشرف عبد الكريم- د.صفية الفرجاني- محمد زين العابدين - مؤمن سمير- عبد الفضيل فيض- حنان عبد القادر- وليد ثابت.
وأكد المشاركون أن دواوين نادي حافظ، مثل "كرسي شاغر"، و"أكلم الأبواب"، و"يتيم وطن" تستحق دراسات أعمق، مشيرين إلى إسهامه في إحياء أدب الإخوانيات برؤية جديدة، وربط تجربته الشعرية بين مصر والخليج، فضلاً عن توسيع حضوره عربياً وعالمياً عبر الترجمة.
واختتم المؤتمر بأمسية شعرية حافلة أدارها الشاعر محمد حسني إبراهيم وشارك فيها الشعراء: حنان عبد القادر، ووليد ثابت، ومؤمن سمير، وعطية معبد، ومحمد زين العابدين، وأحمد فيصل، ومحمود بلال، ومحمود المنشاوي، وعبد الله الخطيب، وحازم مصطفى، ومحمود عبد الله، وعبد التواب سلامة، وعبد الكريم عبد الحميد.
أما الشاعر نادي حافظ فعبرعن سعادته وشكره للحضور، وللباحثين والنقاد والمبدعين الذين تناولوا قصائده بالبحث وقال: "معكم أنا لست وحدي، وبكم الشعرُ ليس وحده".


|