|
القاهرة 12 اغسطس 2025 الساعة 10:14 ص

بقلم: أمل زيادة
سكان كوكبنا الأعزاء..
مرت الأيام سريعًا وها نحن نلتقي من جديد!
كلما مرَّ بحياتي حدث جسيم أنظر حولي وأبحث عمن بالقرب، وجود هؤلاء في هذا التوقيت الحرج يكون أكبر ملاذ وطوق النجاة الوحيد والمتاح!
يقولون: ابحث عن الرفيق قبل الطريق.
كم من أشخاص تتقاطع طرقهم معنا تارة نتفق وتارة نختلف وما بين هذا وذاك تظل الصداقة أكبر مكاسب الحياة.
الصداقة ليست مجرد علاقة اجتماعية، بل هي رباط إنساني يتجاوز الكلمات والمواقف العابرة، إنها الأمان الذي نجده في الآخر، والمرآة التي نرى فيها أنفسنا دون تزييف، والسند الذي نلجأ إليه في وقت المحنة، قبل أن نفكر حتى في البوح.
منذ الطفولة، نتعلم أن نمد أيدينا لرفاق اللعب، ثم تمضي السنوات ونكتشف أن بعض هؤلاء الرفاق صاروا أعمدة في حياتنا، الصديق الحقيقي هو من يرى آلامك في صمتك، ويقرأ قلقك من نظرة عينيك، ويعرف كيف يمنحك الطمأنينة دون أن تطلبها.
الصداقة لا تقاس بعدد السنوات، بل بمواقف الوفاء، بالصبر في الأزمات، بالفرح الصادق حين يسعد الآخر، وبالصدق الذي لا يعرف المجاملة حين يكون النصح واجبًا، هي تلك العلاقة التي لا تهتز باختلاف الآراء، ولا تذبل تحت وطأة المسافات.
خاصة في عالمنا المتسارع، الذي يمتلئ بالضغوط والتحديات، تصبح الصداقة صمام أمان نفسي وروحي، تقي من العزلة، وتمنح الإنسان انتماءً دافئًا، ولعل أجمل ما في الصداقة أنها لا تُبنى على المصالح، بل على التقدير والتفاهم والنوايا الطيبة.
كم من موقف عسير خفّف من وطأته صديق مخلص؟ وكم من حلم تحقق لأن صديقًا صدّقنا حين شك الجميع؟ فالصديق لا يمنحك وقته فقط، بل يمنحك جزءًا من روحه، من قلبه، من حياته.
أرى الصداقة في مجتمع الرجال أكثر قربًا وعمقًا من مجتمع النساء، ربما لأن مجتمع الرجال يتمتع بالمزيد من الحرية، وقد يكون أقل تعقيدًا من مجتمع النساء وعالمهن المزدحم بالتفاصيل والالتزامات بحكم العادات..
مما قد يشكل ضغطًا نوعًا ما، مما يلقي بظلاله على ارتباطهن بالآخرين، قد يقيد حركتهن كثرة الالتزامات لا سيما في وجود أسرة وأطفال..
يفقدهن القدرة على التواصل بحرية مع صديقاتهن أو من تفضل منهن، هناك نساء تبتلعهن دوامة الحياة فتنسيهن أنفسهن وليس الصديقات فقط!!
أجمل ما في الحياة الصداقة أراها مجسدة في تصرفات بسيطة لكنها تشع صدقًا وحبًا وإخلاصًا، خاصة حين يتعلق الأمر بوجود فرص خاصة ومميزة.
يسارع الصديق بمشاركة هذه الأشياء مع أقربهم إليه!
هذا الصديق المقرب، صاحب أول اسم يقفز إلى ذهننا وتفكيرنا حين نحرز هدفًا ما، حين نصل لهدف صعب المنال، حين نجتاز اختبارًا صعبًا أو نقوم بحل بمشكلة كبيرة.. محظوظ من لديه صديق يتشارك معه كل شيء ويلجأ إليه وقت الضيق!
ترى من هو الصديق المميز لديكم أعزاءنا القراء، ما هو أول اسم يخطر على ذهنكم ؟!
عبروا عن حبكم لأصدقائكم وامتنانكم لوجودهم في حياتكم..!
وتذكروا أن الصداقة أصبحت عملة نادرة هذه الأيام خاصة وسط الحياة برتمها السريع ومعاييرها المختلفة عن السابق.
في النهاية، الصداقة كنزٌ لا يُشترى ولا يُقاس، بل يُصان ويُروى بالرعاية والاحترام. ومن يملك صديقًا حقيقيًا، يملك ثروة لا تفنى، وسعادة لا تُقدَّر بثمن.
سكان كوكبنا الأعزاء.. كونوا بالقرب، وإجازة سعيدة.
|