|
القاهرة 15 يوليو 2025 الساعة 09:14 ص

قلم: شيماء عبد الناصر حارس
الأحداث الشخصية والأحداث العالمية تؤثر في الجميع بشدة، أحاول الهرب من كل شيء وفي المقام الأول من عقلي ومن نفسي.
ليس لدي شعور بالذنب ففي الأغلب يمر يومي دون أذية مخلوق، ولكني للأسف أتعرض للأذى، عقلي يؤذيني.
صراعي اليومي ليس مع العمل أو أكل العيش أو الخوف في شوارع القاهرة غير الآمنة، أو الخوف من المصير والمجهول والأعباء الاقتصادية، فكل هذه الأشياء أراها لا شيء من وجهة نظري وأجد بنفسي القوة على مواجهتها حتى وإن نالني الضعف أحيانًا، لكنه عقلي الذي يمثل مرضًا خبيثًا ينهش جسدي وعقلي وراحتي وحياتي.
حتى الكتابة ثقيلة وقلبي حزين ومحبط.
حرفيًّا أبدأ من الصفر مرة أخرى، بعد الكثير من الكتابة والمجهود والتفكير والعمل، ضاع الذي كتبته وعلي أن أكتب مرة أخرى
في كل مرة أفتح ملف الوورد أتسرق ما كتبته وضاع.
الحزن يصنع مساراته التي تعجبه ولا يبالي بما أعانيه من ذلك، كما قال صلاح جاهين من قبل، الحزن مبقالهوش جلال يا جدع، الحزن زي البرد زي الصداع.
الحزن قاسي ومتعب
لكن لا بدّ من الكتابة ومعايشة الحزن، كتابة الحزن جزء من التجربة مهما ادعى البعض أن هذا شيء سلبي، السلبية من وجهة نظري هي عدم الحركة او أخذ ردة فعل، لكن الكتابة في حد ذاتها فعل، ورد فعل، وهذا ليس شيئًا سلبيًا على الإطلاق.
لا مانع أن يكتب الإنسان في أي وقت
يكتب في وقت الغضب.
يكتب في وقت الحزن.
يكتب في وقت الإحباط.
وربما تحفز الكتابة شيء من البكاء، فيحصل الإنسان على الحرية المنشودة.
الكتمان ليس الحل.
ولأن لكل شخص طريقته في البوح والتعبير، فأحيانًا تكون الحركة وأحيانا الغناء أو البكاء أو حتى التشتت عن الموقف ومحاولة الالتهاء بشيء آخر.
وأعتقد أن الإنسان قد تتغير لديه طريقة البوح على حسب الشعر فيمكنه البكاء في حالة الإحباط أو الحزن أو حتى الفرح أحيانًا، وربما تحرك أو مارس الرياضة أو أدى بعض الأعمال المنزلية في حالة الغضب أو الإحباط، وهكذا تختلف ردود الفعل في كل مرة ومع كل شعور، وبالطبع هناك الكتابة.
تفتح الصفحات قلبها لي في كل مرة شعرت بشيء، هي الشيء أو العالم الوحيد الذي لا يتذمر أو يمل من حديثي معه، وأنا نفسي أشعر بذلك، فأحيانًا حينما أحكي مع صديقة أو شخص قريب أشعر بداخلي أن ربما زاد كلامي أو أثقلت على من أمامي، وهذا الشعور لا أجده أبدًا على الورق، هو موجود ومتاح ويفتح ذراعيه دائما.
ولا يخبرني إذا مللت أني (مصلحجية) أو أتردد على ملف الوورد العديد من المرات لكتابة مقال واحد أو الحديث عن فكرة واحدة، فالصفحات تبتسم، إذا بدأت الكتابة تبتسم، وإذا ابتعدت قليلا تنتظرني وهي تبتسم.
يمر يومٌ فالآخر وأعود إليها وأعود للمقال أو النص الذي أكتبه، أجده بانتظاري، تتغير حالتي من الحزن أو الفرح، الغنى أو الفقر، وهي تصاحبني ولا تمل مني أبدًا، أبدًا.
|