|
القاهرة 15 يوليو 2025 الساعة 09:09 ص

بقلم: سماح عبد السلام
تشكل الفنانة الكبيرة زينب السجينى أيقونة تشكيلية بما قدمته من أعمال فنية ناقشت قضايا مهمة ولعل أبرزها قضية الأمومة والطفولة، تلك الثيمة التى طرحت خلالها عشرات المعارض التى لاقت احتفاءً كبيراً من المتلقى العادى والمتخصص على حدّ سواء.
وقد حظيت الدكتورة زينب السجينى بتكريم المعرض العام فى دورته الـ45، المنعقدة بقصر الفنون تحت عنوان "من الفن.. إلى الدهشة"، وسط حالة من الاحتفاء بفنانة وأستاذة قدمت الكثير لأجيال متباينة.
تنتمى زينب السجينى لجيل الستينيات، ذلك الجيل الذى اتسم بالجدية بشكل كبير. من بين فنانيه نذكر تحية حليم، جاذبية سرى، أنجى أفلاطون وزينب عبد الحليم. حيث أرادت كل فنانة أن تكون ذاتها. لم يؤمنوا بالسكون ولكن كانوا كثيرا ما يسافرون ويعرضون. فكنّ مثلا أعلى لها، تعلمت من هذا الجيل الكثير فى السلوك والطباع الإيجابية لكن كان لها طريقها فى الفن.
"السجينى" على مر التاريخ تعمل على جمل تشكيلية محددة بحرفية وإتقان ومتعة شخصية. لقد انقلب معها الحال إلى علاقة حميمية بينها وبين التصوير الذى تقدمه. وعلى سبيل المثال نجد كل الشخصيات التى تقدمها أنثوية، وعلاقة الأم بأبنائها، فى المرحلة الأولى كان تقدم شخصيات للرجال ولكن تقلص الموضوع إلى أن تمحور على علاقة أم بابنتها تحديداً أو الأمومة بصفة عامة. كما أن أن العزف على مجموعة الأوتار المحدودة جعل هناك نوعًا من الكياسة والفطنة لدى السجينى، حيث قدمت طرحًا بصريًا فى جمل بسيطة وفى الوقت نفسه مليئة بكل المشاعر.
فنانة صاحبة بصمة ثابته غير قابلة للاستجابة لأية متغيرات فى الحياة. هى خير من يمثل الأمومة، فدائماً تحتضن الأطفال البنات لحمايتهم، لم يغرِها الشكل الزخرفى على السطح. الألوان لديها بها نوع من الدفء يثبت العلاقة الحميمية. تجسد المعنى فى ملامح الأشخاص ثم تنتقل إلى المحيط الذى يعيشون فيه لتحقيق المعادل البصرى والجمالي للفكرة من خلال علاقة الأشكال بالمكان. لم تحاول الافتعال فى عملها الذى يتحرك بين الواقعى والرمزى.. بين الأسطورى والشعبى. بل قدمته ما شعرت به على خير وجه..
رغم دراسة الدكتورة زينب السجينى لمجال التصميم إلا أنها تخلت عنه واتجهت إلى التصوير لقناعتها بأن المصمم لا بد أن يستجيب لطلبات المتلقى وهذا معناه انه يتنازل عن بعض الأشياء فى مفاهيمه بحد وصفها. وتوضح: انا أحب اللون الشعبى والعمل به ولكن راغبو التصميم يريدون اللون الجديد والكلاسيك. ومسألة أن المصمم لا بد أن يتفق على حسابات مالية ويفاصل هذا امر لا يتفق مع طبيعتى ولكن الأمر يختلف مع التصوير بالطبع.
تؤكد أعمال السجينى التى قدمتها على مدار سبعة عقود بأن شعاع الأمل والبهجة الكامن داخل الإنسان لن يخبو، بل سيشرق علينا انعكاساً لتماسكنا، فى إصرار على أن تطيب ما أصابنا من آلام مختلفة ولأن شعاعنا عنيد سوف يشرق وينمو ويملأ بيتنا دفئًا وسلاما.






|