|
القاهرة 15 يوليو 2025 الساعة 09:08 ص

نضال ممدوح
شهدت حركة المطابع والنشر في شهر يونيو المنصرم نشاطًا ملحوظًا، حيث صدر العديد من الإصدارات الحديثة، ما بين الأدب وغيره في شتي الفروع المعرفية تعرفوا عليها في هذا التقرير.
عن مؤسسة بيت الزبير العُمانيّة، الترجمة العربية لكتاب فالتر بنيامين "مهمة المترجم"، والتي أنجزها عن الألمانية مباشرة، د.أحمد بوحسن، والذي يشير في تمهيده للكتاب إلي أنه قدّم "في هذا العمل ترجمة ثلاثية متعدّدة الوجوه لنصّ فلسفي شديد الصعوبة، على أن إعادة ترجمة هذا النص وتدقيقه وتحقيقه ومراجعته تتيح فهمًا مضمونيّا أقرب إلى المعنى الأصلي".
تكمن مهمة المترجم في العثور على التأثير المقصود الخاص في اللغة الهدف التي يظهر فيها صدى اللغة الأصل. وهذا هو مظهر الترجمة الذي يميزها أساساً عن عمل الشاعر، لأن قصد هذا الأخير لا يتجه بتاتاً نحو اللغة في حد ذاتها، في جملته، ولكنه يتجه مباشرة نحو المظاهر السياقية اللسانية الخاصة، لا غير.
-
"مراكب الكريستال".. أبو بكر كهال يسرد وجع الهجرة والشتات
رواية للكاتب الإرتيري أبو بكر حامد كهال يلقي من خلالها الضوء على تجربة اللجوء السياسي ومدى صعوبة تحققه، وتلك الأهوال التي يمكن أن يقابلها المرء حين يفتقد الوطن ويُرغَم على التهجير عنه، سواء نتيجة الاضطهاد أو المعاملة السيئة أو الظروف التي يتعرَّض لها، سواء داخل هذا الوطن، أو حتى في البلاد الأخرى المجاورة جرَّاء محاولات هروبه من الاضطهاد والظروف العصيبة في الداخل.
وتقع الرواية في 66 صفحة من القطع المتوسط، متتابعة الأحداث، متلاحقة الأنفاس بلا فواصل نجمية ولا رقمية ولا عدد فصول، بل كأنها دفقة واحدة أخرجها المؤلف من جوفه فقذفها على الورق ولم يتنهَّد سوى بعد أن كتب آخر كلمة فيها.
-
عالم بين السراب.. سلسلة روائية تسبر أغوار أسطورة قديمة
تدور أحداث الجزء الأول من رواية "عالم بين السراب"، للكاتبة بلقيس العجارمة. في مدينة مادبا الأردنية، ويبرز خلالها التراث الثريُّ للمدينة الذي يتميز باحتوائها على آثار نادرة ذات أهمية تاريخية استثنائية.
وهي من الأصوات الشابة المهتمة بالكتابة السردية الموجهة للبالغين واليافعين. تبدو بداية الرواية مشوقة إلى حد كبير؛ إذ تنطلق أحداث القصة من قدوم سائحة أجنبية إلى المدينة وطلبها من بطلتي الرواية، الطالبتين في المرحلة الثانوية، ميس وزينة، إرشادها إلى معلم أثري يقع تحت إحدى الكنائس، فتستجيب لها الطالبتان وتقع المفاجأة، إذ تختفي السائحة فور وصولها إلى المكان (النفق)، الأمر الذي تتوالد منه حبكة الرواية وتتوالي الأحداث.
-
"تنويعات إيقاعية على الطبل" لزهير كريم.. قصص في الحرب وتجلياتها
تبرز الحرب بوصفها الثيمة المهيمنة على المجموعة القصصية "تنويعات إيقاعية على الطبل" لزهير كريم.. وتتعدد خلال ذلك المظاهر والتجليات.
وجاءت المجموعة في 133 صفحة، وضم بين جنباته 30 قصة؛ سمّاها حركات، وقدم لها بالقول:"تشبِهُ الحكاياتُ في هذا الكتابِ قرْعَ الطبول. وهي حركاتٌ مستقلةٌ، لكنها في اجتماعها تُشَكِّلُ لحنًا لا ينقطع، بينما ضاربُ الطبلِ يُواصلُ مهنتهُ، بالحماسةِ نفسها، بالوهمِ نفسه، ومن دونِ أدنى شعورٍ بالملل".
مشيرا في الوقت نفسه عبر إهداء الكتاب إلى تجربته الشخصية مع الحرب، والتي انبثقت منها هذه القصص، قائلًا إنه يهدي الكتاب إلى: "إلى زهير كريم، الجنديِّ القديمِ الذي يَقرَعُ في رأسِهِ ضاربُ طبلٍ لم تأخُذْهُ على الرغم من كلِّ هذه السنوات سِنةٌ من نوم"..
-
اللاجئ ومآلات الحنين في نوفيلا د. إبراهيم غبيش
يواصل الدكتور إبراهيم غبيش في إصداره الجديد "بيت المخيم" مشروعه الأدبي الذي يدور بين فنَّين من فنون الكتابة السردية هما القصة القصيرة والنوفيلا.
وينتمي بيت المخيم إلى فن النوفيلا، وفيه تبرز انشغالات الكاتب التي تتناول قضايا الشتات الفلسطيني، والمعاناة التي يواجهها اللاجئون في أصقاع الأرض كافة.
وجاء الكتاب في 120 صفحة، وظهرت خلال مفاصله "أسلوبية" الكاتب وملامح لغته؛ وهي لغة مقتضبة مكثفة، لكنها تضم العناصر بعضها إلى بعض فتكتمل الصورة المؤلمة والصادقة التي أراد إيصالها إلى القارئ.
واهتم د. غبيش كذلك بالتفاصيل النفسية والعاطفية لأبطاله، فامتزج النضال عنده بالحب، والغربة بالحنين، وبدت مشاعر أبطاله قادرة على تجاوز الحواجز المرتبطة بالعمر أو اختلاف البيئة أو المستوى الاجتماعي للأبطال.
-
"المفصَّل في التعريفة الجمركية" لسمير المكاحلة
كتاب المُفصَّل في التعريفة الجمركية للكاتب سمير المكاحلة يفصل القول في كل ما يخص التعريفة الجمركية، ومفهومها، وكيفية تصنيفها، وهو كتاب يقدم عرضاً شاملاً لمنظومة التعريفة الجمركية وتطورها التاريخي وما تتضمنه من جوانب قانونية وفنية، ويستشرف فيها مستقبلها في ضوء التحولات المعاصرة والتطورات التكنولوجية.
ويأتي الكتاب في 570 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثة أبواب تحت كل باب منها فروع كثيرة، بين فصول ومباحث ومطالب وفروع، نظراً إلى طبيعة الموضوع المتناول وكثرة تفريعاته.
-
"زبيبة – الجدّة ماكِدّا"روايةٌ تشتبكُ مع الموروث العربيّ الجاهليّ وتنتصرُ للأنوثة والأمل
يعودُ الكاتب خالد عبد الرؤوف الجبر إلى التاريخِ، ليعيدَ تخييلَ سيرة (زبيبة)، والدة عنترة بن شدّاد، من خلالِ روايتِهِ الجديدة "زبيبة – الجدّة ماكدّا"، عبر سرد ذاتيّ تتكلّم فيه المرأة التي طُمست سيرتُها، ونُسجت حولها الأساطير بوصفها هامشًا في سيرة ابنها الفارس الشّاعر.
تنهض الرّواية على فرضيّة سرديّة تمنح زبيبة صوتها، لا بوصفها مرويًّا عنها، بل راويةً لحياتها، تُمسك بالخيط السّرديّ من أوّله، وتعيد ترتيب وقائع الاغتراب والعبوديّة والنّجاة والولادة.
تُفتتح الرّواية بمقدّمة إيهاميّة تنبني على مخطوط يكتشفه الناقد د. إحسان عبّاس صُدفة، عبر حواريّة مع دليله السّياحيّ "رَيحانة"؛ الحفيدة الأخيرة لزبيبة. غير أن السّرد الأساسيّ يجري بلسان زبيبة نفسها، في حَكْي متدفّق، واعٍ، يتنقّل بين الذّاكرة والحدث، بين الحبشة والجزيرة العربيّة، بين الطُّفولة والرِّقّ، بين الوجع الشّخصيّ والتّحوّل الثّقافيّ.
|