|
القاهرة 01 يوليو 2025 الساعة 10:00 ص

حوار: كيت كيلاواي
ترجمة: عمران زاد ـ العراق
المجموعة الشعرية الثانية للشاعر البريطاني رولاند باجنال هي تأمل دقيق للماضي والحاضر والمستقبل الغامض..
الشعر هو شكل من أشكال التأمل، وهو السؤال الذي إذا طُرِح بوعي، يصل لى أبعد مما يمكن أن يصل إليه في النثر.
فالمجموعة الثانية الجذابة لرولاند باجنال هي تساؤلات في الوعي. مثل فرجينيا وولف، فهو يسجل لحظات من وجوده، على الرغم من أن لحظاته، على عكسها، كانت حذرة ونادرا ما تكون وجدانية، فهي تنطوي على تأملات فلسفية واضحة. إنه مهتم بكيفية تحديد وجوده - وبالتالي نحن ضمنًا - في الزمان والمكان. إن الاعتراف بأن الزمن لا يمكن أن يصمد أو يثبت يمثل انشغالا مستمراً واستفزازاً بالنسبة له. في قصيدة "الأرنب البري"، يضفي على الزمن صفة إنسانية: "أستيقظ في الصباح / وأجد ربيعًا منسجما / والنوافذ باهتة بسبب الضوء الصافي / ويسأل النهار: كيف سأنجو بنفسي؟" والزمن يمضي ويواصل باجنال، وفي الوقت نفسه، كل مقطع هو لحظة سكون (يمكن للزمن أن يبقى في القصيدة).
يبدو أن القصائد نفسها تلفت الانتباه في هذا المشروع الدقيق والحاسم والمفرط اليقظة الذي يقوم فيه بتأمل الحاضر والماضي وفي أغلب الأحيان المستقبل القلق، (وقد كان آنذاك في الثلاثينيات من عمره):
تبدأ القصيدة الافتتاحية في المجموعة الشعرية وهي بعنوان "لا شيء شخصي": "الزمن يندفع، / يرتجف، يتسارع في المطاردة / لمكان ما يُشاع عنه في المستقبل". إنه يعطينا تلميحًا، منذ البداية، إلى تصميمه على النظر إلى الصورة الأكبر وعدم إهمال المنظور التاريخي بينما يشير إلى عدم أهميته الشخصية في عالم محكوم عليه بالفناء: “لا يزال، مثل سكان مدينة / سيتم تدميرها قريبًا من قبل وحدة من الفرسان فاعلموا/ أن هذا يحدث رغما عنا وليس بسببكم”.
إن الوعي بالذات يمثل نقطة قوة ويبدو أنه وجد نغمته الخاصة التي يكتب منها رؤيته لذاته ورؤيته الأوسع للعالم. يبدأ قصيدة "رؤية مزدوجة عند المغسلة" بتواضع عندما ينظر إلى أسفل في حوض من السيراميك الأبيض، منخرطًا في مهمة قشر الجمبري الضخم "قطع الدرع بعيدًا"، ثم تنطلق القصيدة دون سابق إنذار (لا نكتشف كيف تحولت الوجبة). . يتمتع بإحساس مبهج وغير متوقع في مساره، حيث ينطلق من حوض المطبخ إلى السماء ثم إلى لوحة ميرودي Mérode Altarpiece (وتُنسب للرسام الهولندي روبرت كاميين ـ حوالي 1428)، التي رآها سابقًا في يوم قشر القريدس. إنه واثق بشكل خاص من الكتابة عن اللوحات (ربما يكون مطمئنًا من خلال سلطتها البصرية). ويصف يوسف بأنه "كان يحفر ثقوبًا في قطعة من الخشب. ومن وراءه / مشهد من الشارع لبلدة أوروبية تسبقه بما يقارب ألف وأربعمائة عام”. بحلول نهاية القصيدة، كان (دون سابق إنذار) قد استقل طائرة ويصف مشاهدته لمسار الرحلة على الشاشة والدوار المصاحب: "الكوكب مقسم إلى مناطق زمنية / على خريطة شبكية. أقوم بتكبير البلد / ثم المدينة التي غادرناها للتو، ثم الشقة، / ثم المطبخ حيث أرى نفسي من قبل / الحوض، وأصابعي تعمل بدقة على اللون الرمادي الفضي / للقريدس.
-
نشر الحوار في الجارديان البريطانية بتاريخ 7 مايو 2024.
|