القاهرة 17 يونيو 2025 الساعة 09:45 ص

حوار: مصطفى على عمار
إذا أردنا ذكر فن الواو يتبادر إلى أذهاننا فورا اسم الشاعر الصعيدي الكبير عبد الستار سليم، وهو شاعر مصري معاصر، معروف بأسلوبه المميز في كتابة الشعر. يُعتبر عبد الستار سليم من أبرز الشعراء في فن الواو، حيث استطاع أن يبرز هذا الفن الشعري ويعزز من أهميته. شعر عبد الستار سليم يتميز بالعمق والجمال، حيث يتناول مواضيع مختلفة مثل الحب والجمال والطبيعة. عبد الستار سليم له العديد من الدواوين الشعرية التي تحظى بتقدير كبير من قبل النقاد والقراء. شعر عبد الستار سليم يعتبر مرآة تعكس تجربته الشخصية وثقافته الواسعة.واسم عبد الستار سليم من الأسماء اللامعة في الو سط الثقافي العربي وهناك مسابقة سنوية في فنون الشعر باسم جائزة عبد الستار سليم، أردنا معرفة أكثر لعملاق فن الواو فقررنا أن نلتقي معه في حوار لمجلة مصر المحروسة..
-
فن الواو قادم من بطن التاريخ واتخذ من اللهجة الجنوبية مادة لشعره ..
عبد الستار سليم شاعر وناقد وباحث فى التراث، له جهد ملموس فى رعاية العديد من " الجوائز التى تنظمها إذاعة البرنامج الثقافي "للناشئة - ماديا وفنيا ، أحد الشعراء الذين تضمنهم معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين (المجلد الثالث)، وأول من نفض الغبار عن " فن الواو " - فى العصر الحالى - الذى كاد يندثر، وأول من جمع فن الواو القديم ، من أفواه الحفَـظَـة من الناس، وقام بتحليله ، وشرحه ، له ما يزيد عن أربعة وعشرين إصدارًا ، ما بين ديوان شعر (فصحى ، وعامية ، وفن واو ) ، ودراسات أدبية ونقدية ، كما أصدر ديوان شعر بعنوان ( فوازير علمية) من شعر العامية للأطفال ، يلقى الضوء على المخترعات العلمية فى شكل فوازير( الغرض من هذا الديوان هو حثّ الأطفال والشباب. على القراءة والاطلاع ، ومتابعة المخترعات العلمية الحديثة ).
حاصل على بكالوريوس العلوم فى الرياضيات البحتة والتطبيقية ، وحاصل على بكالوريوس فى الموسيقا الشرقية ( آلة العود، وآلة الناى )، كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب عى ديوانه الشعرى " مزامير العصر الخلفى ".
صدر له عن مؤسسة دار الهلال ( مجموعة الأعمال الكاملة) من شعر الفصحى، وصدر له عن الهيئة المصرية العامة للكتاب (المجموعة الكاملة لدواوين "واو عبد الستار سليم ") ، وصدر له عن المجلس الأعلى للثقافة "ديوان فن الواو " ، وهو من الواو القديم الموروث ، جمع وتحليل عبد الستار سليم ، وصدر له عن اتحاد كتّاب مصر كتاب بعنوان ( الموشّح ، والموال ، والواو) وهو يعتبر أول كتاب تناول تقعيد صناعة " فن الوا و" - إذا جاز التعبير- وكذلك كتاب بعنوان ( ماذا تعرف عن فن الواو ) ، و كتاب بعنوان ( تفانين شعرية ) ، وصدر له - مؤخرا - ديوانان ( أحدهما بالفصحى ، والثانى بالعامية ) عن حرب عزة ، كانا محلّ التسابق النقدى فى الدورة الرابعة لمسابقة ( جائزة عبد الستار سليم )، ديوان الفصحى بعنوان "إلى وجه فلسطينيّ" وديوان العامية بعنوان "ضهر الكلام موجوع".
-
كيف بدأت تجربتك الشعرية؟ وما هى أهم الأحداث التى أثرت على حياتك الشعرية ؟
أنا مولود فى بيئة صعيدية ، تحترف الشقاء والتعب والمعاناة والحزن، لكى تستطيع العيش ، فالصعيد - عموما - يهوى الشعر، لأن الشعر والغناء كانا يعينانهما على أداء أعمالهم اليومية الشاقة ، و أذكر أنه كان لهم اصطلاح يقول
" أنا مال عليّ الزمن" ، و " ميلة الزمن" عندهم اصطلاح يختزل كل ضروب القهر التى تواجههم مثل البطش والاستعباد والطغيان من الحكام الغرباء (فى عصر حكم المماليك والأتراك ) ، فضلا عن القواهرالأخرى كالمرض والفقر والعوَز والحاجة ، فكان لا مفر من اللجوء إلى الشعوذة والجن والعفاريت ، وطقوس الزار ، وهو حال البيئات التى لم تنل قسطا من التعليم ، فلا بد أن تبتدع لنفسها ما تتغنى به - فرحا و حزنا - فحارث الأرض ، وساقى الزرع ، وعامل البناء ، يقوم بعمل مضنٍ ، يهوّنه عليه كثيرا الغناء ، وهو يعرف هذا ، فنراه يرفع عقيرته بالغناء - كيفما اتُّفق- ليسرّى عن نفسه ، ويتناسى به التعب ، و يختار ما يتيسر له من القول ، مما يسمونه الآن بـ "الشعر الشعبى" ، بدليل أن أهل الصعيد الجوانى ، و الأميون منهم والذين لم ينالوا فى حياتهم قسطا من التعليم إلا ما استخلصوه هم بأنفسهم من تجارب الحية التى يعيشونها ، فالكثير منهم ، ابتكروا ألوانا من الشعر لم تكن موجودة ، و فن الواو - على سبيل المثال - لم يكن موجودا بهيئته المعروفة الآن ، فقد سبقه هناك فن العديد (البكاء على الميت ، وبعضهم أطلق عليه اسم " فن الحزن الباكى"، وفن المثل الشعبى ، وفن الموال ، وفن الحداء ( الحداء وراء الإبل ، ووراء الساقية ، و وراء المحراث)، وفن "الكان وكان" (الذى كان قالبا لنظم الحكايات والخرافات ، ولم يطرقه من الشعراء المشهورين أحد .. لكن نُظمت عليه الحِـكَـم والمواعظ ، و له خصائص معينة ، منها أن شطره الأول - مثلًا - من بحر شعرى ، وشطره الثانى من بحر شعرى آخر) ، ففى وسط هذه البيئة الممتلئة بالنغم الشعرى، الذى يردده الرجال والنساء ، (ولا ننسى الأناشيد فى الكتب المدرسية)، فضلا عن شاعر القرية الذى كان أهلونا الكبار يستضيفونه في كل ليلة جمعة، يسهرون معه تحت ضوء المشاعل والقناديل ولُنض الجاز ..
ومع وجود الموهبة الربانية ، كل ذلك خلق عندى ميلا فطريا إلى هذا النوع من القول ( أيامها كنت لا أعرف اسمه أو كنهه ، ولكن كان حالى كحال الطفل الذى يحب أمه وأباه ولا تعنيه أسباب ذلك الحب ، ولا يفكّر فيها).
-
هل يمكن القول بأن تجربتك الشعرية فريدة من نوعها وخاصة فن الواو ؟ وما هي السمات التى تميْز شعرك ؟
الشعر تشكيل جمالى باللغة، ومكونات الشاعر من ضمنها الإحساس باللغة بشكل جمالى ، والشعر هو ما أطرب وهزّ النفوس، وحرّك الطباع ، لذا فإن الحكم على جودته يكون بمقدار ما فى مضمونه من قِيم ( جمع قيمة ) ، وما فى صياغته من فن ، ومقومات العمل الإبداعى اللفظ والمعنى، وأفضل الشعر أقدره على استثارة المشاعر، أيضا الشعر له ركيزتان (الشعور الصادق والتعبير الجميل ) و كشئ أساسى، فالصدق هو المزيّة الأولى للشعر الشعبى - ونركّز على هذا - وهو صدق نابض بالحياة ، ومتّشح بوشاح ناصع السذاجة ..
وقد أدرك العرب - منذ القدم - عمق الارتباط بين الشعر والشعور (أدركوا ذلك بواعيتهم النقدية البدائية ) فاشتقوا الاسمين من الفعل " شعَر " ، وللشاعر أن يكون على وعى بكل ما ذكرتُ آنفا ، فإذا انطبقت تلك الشروط والميزات على ما أبدعتُ أنا من شعر ( مُعرب أو ملحون ) ، فأنا أزعم أن تجربتى الشعرية تكون قد اقتربت من هذا الافتراض الذى يقول إنها فريدة من نوعها، وخصوصا فى فن الواو ، الذى ظللت أتعامل معه - بحثا وتنقيبا وحفظا ودراسةً وتاليف أيضا - فكنت أول من كشف عنه الغبار الذى غطاه - حتى كاد يطمسه - ونشرته على محبى الشعر وعشّاقه ، من خلال النشر فى الصحف، و من خلال الكلام عنه عبر برامج البث الإذاعى والتليفزيونى المتعددة ، بعد أن جمعته من أفواه وصدور الحفَظَة ، وسهرت على فك شفرته وضبطة وتحليل معانى مفرداته ، فى أربعة مجلدات قام بنشرها - مشكورا - المجلس الأعلى للثقافة مؤخرا، و دلّلت على صحة المقولة الشهيرة التى أطلفتها بعد فحص وتمحيص وهى ( إن كل "فن واو" مربع وليس كل مربع "فن واو" ) وضبطت قالبه التربيعى و فصّلت معماره الشعرى ، وإيقاعه وبحره الشعرى وطريقة تقفيته ، وقمت بتبيين العلاقة بينه و بين فنّىْ الموشح والموال ، وذلك فى الكتاب الصادر عن اتّحاد كتاب مصر ، سلسلة أقلام مصرية … نقابة اتحاد الكتاب حاليا ) ، و نظّرت على نماذجه القديمة ، و طوّعته ، فجعلته يستطيع أن يعبّر كل الأغراض الشعرية للقصيدة العربية التقليدية ، فكان من نتائج ذلك التطوير ظهور ما يسمى -الآن - بـ "القصيدة الواوية" ، التى تتناول كلها غرضا بعينه ، مع المحافظة على استقلالية مضمون كل مربع ، ليصير دور المربع هو نفس دور البيت الشعرى فى القصيدة القديمة، وقلت إن فن الواو - باعتباره جنساً أدبياً - فإنه ينسحب عليه ما سنسحب على غيره من الأجناس الأدبية الأخرى من الجودة والرداءة ، وتلك هى طبيعة الأمور
ولقد أبدعت منه أربعة دواوين تحت عنوان ( واو .. عبد الستار سليم ) كان هذا الاسم حتى لا تختلط - عند القرّاء - بـ ( ديوان فن الواو) الذى هو عنوان المجلدات الأربعة التى قمت بجمعها وتحليلها من أفواه الحفَظَة وصدرت مؤخرا عن المجلس الأعلى للثقافة.
-
ما التجديد الذى حملته تجربتك الشعرية ؟
أنا - كغيرى من الشعراء - متخرّج فى ما يسمى بـ ( مدرسة شعر الفصحى )، ولى فى إبداع هذه الفصحى سبعة دواوين شعرية ، بدءًا من ديوان ( الحياة فى توابيت الذاكرة ) وحتى ديوان ( إلى وجهٍ فلسطينىّ ) الذى صدر مؤخرا، و بالطبع قد مارست - فى البداية - كتابة القصيدة العمودية ذات الشطرتين، و تم تلحين وغناء بعضا منها (على سبيل المثال قصيدة " وسلمى حين تسألنى" من تلحين وغناء الموسيقى الكبير إبراهيم نصير)
والذى يقول مطلعها
أُحـدّثُ عــنْـكِ سُـــمّـارى
و أكتبُ فــيـكِ أشعارى
وبين جــ?ـوانحى قلـــــــب ٌ
يهـــيمُ بــــنيلِـكِ الجارى
وساهم هذا الإبداع فى محاولة التخلص تماما من الجو الصحراوى و البدوى ، ومن الألفاظ والصور العتيقة التى طالما كررها الشعراء السابقون - وطالما رفضها المحدثون ..!
كما أبدعت فى قصيدة التفعيلة (على سبيل مثال: قصيدة الأفق متّشح باللهيب ) من ألحان وغناء الفلسطينى الأستاذ إياد أبو عبدو
الذى يقول مطلعها:
بماذا تُـجــيبْ
إذا ما تعدّى على أهلِ
بيْــتِـكَ شخصٌ غريب ْ
ثم من شعر العامية قصيدة بعنوان (المستحيل) ، من ألحان عبد العظيم عويضة وغناء محمد حمام ( صاحب أغنية "يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى" ) والتى يقول مطلعها :
النــيل مسافر من زمان
زى الزمان
، ثم من فن الواو ، الذى تم توظيفه فى الكثير من المسرحيات التى نُفّذت على مسارح الثقافة الجماهيرية ، وكانت من ألحان وغناء ملحن الربابة الكبير الجنوبى عبده إسماعيل .. و أيضا شدا به الكثير من الفنانين والفنانات داخل الفُـرَق الغنائية والموسيقية ، وتم عمل الكثير من البرامج الإذاعية التى تتناول مناحى الشعر المختلفة مثل برنامج بعنوان (تذوق الشعر ) و برنامج ( شدْو السبيب )، وبرنامج ( ساهر الليل ) وبرنامج ( كلام مربع)، وغيرها من البرامج الإذاعية.
و من البرامج التليفزيونية ، على سبيل المثال برنامج (موشحات) ، وبرنامج ( قول يا ريس ) و برنامج (فوازير علمية ) ، وبرنامج ( ثورة يناير وفن الواو ) وغيرها.. كل و التجديد الأبرز تمثّل فى القاعدة التى تقول إن اللغة ككلمات لا يمكن أن تعبر بمفردها عن بنية شعرية ، إلا إذا وضعت فى صياغة أسلوبية تمكنها من القدرة على التشكيل بالصورة ، والتشكيل بالموروث وبالرموز التراثية ، وإلا تصبح الألفاظ كبالونات المراقص تتقافز بدون ضابط ، خصوصا حينما يستخدم اللفظ المثير فقط لأنه مثير ، كذلك أقول : إنه ليس الشأن فى إيراد المعانى ، وإنما هو جودة اللفظ وصفاؤه ، كما قال الجاحظ قديما.
-
ما أبرز التأثيرات التى تأثر بها تلاميذك ، ومن تراه فيهم أكثر تأثرا؟
إن الذين تأثروا هم كُثر ، سواء داخل مصر أو خارج مصر ، وخصوصا فى الأدب الشعبى ( وفن الواو كمثال ، ونستطيع أن نؤكد أن فن الواو ، قد تخطى حدود المكان ، وأصبح هناك عشاق لهذا الفن فى شتى بلدان العالم العربى ، حيث أحبوه ، وبدأوا يكتبونه ، والدليل على ذلك أنه قد تمت دعوتى لبعض الدول العربية ، وكان الغرض من الزيارة هو التحدث مع محبى هذا الفن وعشّاقه من شعرائنا هناك ، حول فن الواو ، وطبيعته ، و حول بنائه المعمارى ، من حيث الوزن والقافية وخصائصه ، وعيوب صياغته على المدى التاريخى القريب والبعيد ..!
بعد أن قمت بجمع فن الواو الذى قاله القدماء من جهة ، ومن الجهة الأخرى ، الإبداع المعاصر لنماذج هذا الفنى ، ولقد ساهمت فيه بإبداعى الذاتى ، وصدر لى أربعة دواوين تحت عنوان ( واو .. عبد الستار سليم ) - كما أشرت آنفا- وتحدثت عنه كثيرا فى " الميديا " الإعلامية ، من خلال الصحافة ، وبرامج إذاعية وتليفزيونية كان قد تحمس لها مذيعون ومخرجون مصريون من الإذاعة ومن التليفزيون ، أحبوا هذا الفن ، وساعدونى فى تنفيذ هذه البرامج ( أذكر بعض الأسماء على سبيل المثال. لا الحصر ، المخرجون الكبار والمذيعون ، من التليفزيون : عبد المولى سعيد - أسامة غريب - إسماعيل الشيشينى - نجلاء فتحى - سامح عبد الرؤوف - وغيرهم ، ومن الإذاعة : محمد خالد - د. منال العارف - محمد إسماعيل - أحمد مبدى .. وغيرهم )
ولا ننسى أن جائزة عبد الستار سليم قامت برعاية مسابقة القصة القصيرة الرمضانية للأطفال - لعدة سنوات - أدبيا ، ومادّيا فى صورة جوائز مالية ، هذه المسابقة التى تنظمها إذاعة البرنامج الثقافى فى رمضان من كل عام ، كما أننى أدرجت النقد و الشعر ( بأفرعه الفصحى والعامية وفن الواو ) للتسابق فى جائزة عبد الستار سليم السنوية ، ورصدت لذلك جوائز مالية قيّـمة ، مساهمة منّى فى العودة بمسار القصيدة الشعرية إلى جادّة طريقها ، وتشجيعا لشبابنا فى مجال النقد الأدبى ، لكى نخرّج جيلا جديدا من النقّاد الشباب المبدعين ، بعيدا عن مجال النظريات النقدية الغربية التى أرهقتنا بلا طائل ولا فائدة ، كما أصدرت مجموعة من الكتب النقدية ، وهو ما ساهم بالنزول بميدان النقد إلى المستوى التطبيقى ، لأننى لاحظت أن المستوى التنظيرى فقط - المتمثل فى استخدام نظريات مستوردة - سواء الشرقية و الغريبة منها - عن شعرنا العربى - لم يُفد أجيالنا بالقدر الكافى ، كما و أننى لا أتوانى عن مدّ "يد العون" - من خلال صفحتى على الفيس - بالإجابة عن أستفسارات بعض الشعراء حول قضايا شعرية بعينها ، وأقوم بتحويل الإجابة من الفردية إلى المخاطبة الجمعية ، بقصد الإفادة من خلال التساؤلات ، فى عملية تبسيط الفنون الأدبية للصغار والكبار معا ، وبصفة خاصة من ناحية اللهجة التى لا يمكن إجادتها من الكتابة ، إذ أن الكتابة - مهما أوتيت من براعة - لا تستطيع أن تعطى للقارئ نفس الصوتيات ، وطريقة نطق الكلمات التى تمثل - مجتمعةً - خصوصية كل فن قولى ، وتحمل سمات منطقته التى ولد وعاش فيها ، ولذلك كان من الضرورى أن تسير الكتابة و البرامج الكلامية - ( أقصد النطق والمشاهدة والمنطوق) جنبا إلى جنب ، كى تتمّ الفائدة..!
-
ما مشاريعك الجديدة التى تستعد لإطلاقها ؟
بعد أن تمت طباعة المجموعة الكاملة لشعر الفصحى ، التى صدرت عن مؤسسة دار الهلال - على نفقتى الخاصة - والمجموعة الكاملة للأجزاء الأربعة من " واو .. عبد الستار سليم " التى صدرت عن الهيئة المصرية العام للكتاب .. الآن أقوم بلملمة أشعارى التى فى أوراقى المتناثرة من شعر العامية ، لإصدارها فى كتاب واحد ، وكذلك العمل - إن استطعت - على إلحاق ديوان ( مواويل عبد الستار سليم ) بهذه المجموعة الكاملة من شعر العامية - سيكون ذلك مثار سعادة حقيقية لى - و جنبا إلى جنب مع ذلك ، أقوم الآن بالتعاون مع الصوّر والصحفى والإعلامى المبدع " أشرف السعدنى " فى تسجيل برنامج مرئى ، بصوتى وأدائى لأُتمّ واجبى نحو الشعراء المصريين والعرب ، بتسجيلى لمجموعة دواوين ( واو .. عبد الستار سليم )، وأرجو أن يسمح لنا الزمن بأن يتم ذلك
-
قدمت العون للشباب من خلال مسابقة " جائزة عبد الستار سليم السنوية فى النقد والشعر " فهل أضافت هذه المسابقة جديدا ، وساهمت فى الحراك الثقافى؟
نحن نعلم أن مصر تقوم بجهد خارق فى سبيل تكريم أبنائها فى الفنون والعلوم والآداب ، فى ذلك المشروع القومى الكبيرالمعروف باسم "جائزة الدولة"، هذا المشروع الذى يلقى الضوء على الفنانين والعلماء الذين يستحقون التكريم
وفى نفس الوقت لا تعرفهم الناس ، ولكن نظرا لأن أبناء مصر من المبدعين لا يمكن حصرهم ، وهذا طبيعى وسط شعب يزيد على المائة مليون، فستظل الساحة الأدبية فى حاجة إلى النشاط الأهلى - من القادرين - المتمثل فى الجوائز الأخرى المساعدة ، لكى نكـتـشف كل هذه الثروة البشرية المبدعة فى مصر العظيمة ، أو على الأقل نساعد فى اكتشافها مادام ذلك فى إمكاننا ذلك - وهاأنذا أناشد كل من يستطيع أن يفعل مثل ما فعلت انا ، كل بقدر استطاعته - فإن أى جهد يُبذل فى هذا المجال ، يكون إضافة حقيقية تساهم فى الحراك الثقافى بنصيب ، وخصوصا أن مسابقة ( جائزة عبد الستار سليم فى النقد والشعر ) لم تكن قاصرة على أبناء مصر وفقط. بل هى جائزة مصرية عربية ، نعم جائزة مصرية عربية ، أى أنها لم تكن تستقبل فقط المتسابقين من مصر فقط ، بل أيضا من شتى أنحاء العالم العربى ، ومن الظواهر الصحية ، لم تخلُ دورة من دورات المسابقة من فوز متسابق من إحدى الدول العربية ( فاز فيها من دولة اليمن و دولة الجزائر و دولة سوريا ، وتونس .. هذا على سبيل المثال لا الحصر ) ، ولقد أثبتت المسابقة ورسّخت مصداقيتها من أول دوراتها الأولى ، ونالت السمعة الطيبة ، لأنها خلت من المحسوبية أو الشللية ، أو الميل لفريق دون آخر ، ولكن كانت على مسافات متساوية من كل المبدعين.
|