|
القاهرة 28 مايو 2025 الساعة 07:00 م

بقلم: محمد حسن الصيفي
يمر الإنسان بأوقات عصيبة، يفكر في معنى الحياة، في أهمية وجوده فيها، يفتش عن المقربين له، يبحث عن سند، يشعر بغربة، بخوف، يتكور على نفسه، ثم تصدمه الحقيقة التي اختبرها مئات المرات قبل ذلك، لكنه ينسى، يصدمه أنه بطوله، وبمفرده، يواجه كل تلك الصدمات، كل الأفكار المقلقة والمخيفة والهواجس، وفي ذلك لا ينسى أن الله موجود، لكنه بشر، وخلق الإنسان ضعيفًا، فيعود ليشحن طاقته الإيمانية، ويجدد أفكاره العقلانية، يعود من التحليق والطيران ليلمس الأرض كي لا يتوهم في الزحام، وكثرة عدد من حوله، فهم في وقت الشدة ليسوا غيابا.
يعرف الإنسان الكثير عن الله في الشدة، لإنه بطبيعة الحال يكون أكثر هشاشة، أكثر حساسية، فيكون لديه رهافة تمكنه من الإحساس، من السمع، من التقاط الرسائل والإشارات التي نادرًا ما يلتقطها في الوقت العادي.
في وقت الشدة يكون الإنسان متحفزًا لإشارة أو دليل، منحة أو مكافأة علوية تبشره بأن الصعب سيمر، وأن القادم أفضل، يفتش عن ذلك في الكتب السماوية، في الإذاعة، في الكتب والأفلام وحتى في الحوارات اليومية العادية، وينسى البشر، الذين قد تأزم بسببهم في بداية المحنة، وبسبب خذلانهم المتكرر، الذي يصبح بمرور الوقت عادة، وتعاد الكرة مرات ومرات، تبدأ بالتفكير والشعور بالخذلان وتنتهي بأن يوطن الإنسان نفسه وقلبه لله، وينتظر منه المدد.
|