القاهرة 22 ابريل 2025 الساعة 09:40 ص

بقلم: د. حسان صبحي حسان
في عصـر أضحـى "التمايز والريـادة في شتي المجالات" أحـد ملامحـه الرئيسـة، ومـع مـا تفرضـه حتمية التوجـه نحـو القفزات والانطلاقة الثقافية، والمواكبة للنقلات النوعية الداعمة لتحول المفاهيم في الفنون والآداب، وتشكيل خارطة التغيير الإيجابي، تســعى المملكــة العربيــة الســعودية برؤيــة وطنيــة طموحــة، وإنجازات نوعية فاعلة تســتهدف تأصيل منظومة تثقيفية متفردة ذات خصوصية ثرية، تصبو لها الحركة الثقافية، ضمن الاستراتيجية الشاملة لرؤية المملكة 2030 بمساقاتها التنموية، التي تؤطر ممارسات إبداعية، وملتقيات تنويرية نشطة كحاضنة تعضد الإلهام والابتكار، والإضافة في مجال الثقافة والفنون البصرية.
فعبر حراكها الفني، وخططها الاستراتيجية والتنموية المتصاعدة، التي تسعى للارتقاء بالمشهد الثقافي وتعزيز مكانة المملكة ثقافيًا، يأتي الدعم اللامحدود من وزارة الثقافة، وبسط دور الوزارة في بناء حالة ثقافية نشطة كأولوية وركينة أساسية للطفرات والتحولات الوطنية الطموحة التي تؤسس لها المملكة، لنحت بيئة داعمة لاحتضان ونمو الإبداع، عبر استثمار الموهوبين السعوديين في الفنون المختلفة، وإطلاق طاقاتهم الواعدة، ليلامس إبداعها حدود العالمية، بهدف تصدير الثقافة والفنون المحلية للمحيط الخارجي وترك البصمة العالمية.
-
"مسند" نقطة التلاقي للحداثة وخلق المحيط الإبداعي:
ونحو شق ممرات إبداعية، وفتح نوافذ طموحة تواكب طموح القيادة الواعية، وتوازي طاقات الشباب، تأسس مجتمع "مسند" في حي "جاكس" بالدرعية، كمنصة ومساحة تنويرية ثقافية، وفضاء فني للارتقاء بمكانة وماهية الفنون ومدلولاتها التعبيرية والجمالية، وطرح قيم مضافة للساحة الثقافية، وميدان الفنون البصرية، كإستديو ومركز ثقافي وموطن لمجتمع متنوع من المفكرين وأصحاب المواهب والمبدعين، ونقطة تلاقي وتبادل واكتشاف الأفكار الحداثية، وخلق محيط إبداعي لمختلف أفراد المجتمع، واستحداث الفرص، بهدف التعلم والتطور والتثقيف في مختلف المجالات الفنية والثقافية، عبر تدشين ورش عمل والمعارض الفنية والملتقيات الثقافية والحوارية بالإضافة للفضاء الثقافي والمعرفي المتوفر للجمهور ومراحله السِنية.
ففي "الدرعية" مهد الحضارة السعودية، تنبثق "مسند Misnad Community" كمساحة للمبادرات والاستشارات المتخصصة بالفنون والتجارب، التي تحقق أهداف الفنون في حي جاكس، وتوفير مساحة للتعبير الإبداعي، بما يتسق مع رؤية المملكة 2030، واستراتيجية وزارة الثقافة التي تسعى للارتقاء بالإبداع السعودي وتعزيز مكانة المملكة ثقافيًا، ليمثل "مسند" مقرا للفنون البصرية، وصرحا معرفيا يشع من "جاكس" بالدرعية، كمركز يحتضن التنوع والتباين فنيا للمفكرين والأدباء والنقاد والمحللين والشعراء، بما يعضد الهوية والحداثة السعودية، وشحذ الحوارية والتبادلية الثقافية مع الداخل، ومع الآخر عالميا.
ليمثل "مسند" بذلك الصريحة والواجهة الثقافية الإبداعية النشطة ذات الأبجديات المضافة، ومنتدى الطليعيين والموهوبين فنيا، والمنقبين عن التفرد الثقافي، لترسيخ ونحت ملامح وتفاصيل، وتمهيد دروب التواصل مع الآخر إبداعيا بهدف إتاحة الفرص لأجيال متعاقبة ترنو بأفكارها نحو آفاق شاسعة، لتنمية مهاراتهم، واستثمار قدراتهم الكامنة، باعتبارهم خارطة التغيير الإيجابي. وتلمس غائية التطوير والاستشارات لمشاريع فنية، كإنشاء المجسمات الميدانية وصياغة الخطابات الفنية الفريدة التي تقدم تجارب تشكيلية خاصة، واستضافة الفنانين المحليين والدوليين، ودعم التجارب الإبداعية في انطلاقة مساحة "مسند" الإبداعية، وإعداد البرامج لدعم المواهب المحلية، والدورات والورش الفنية المتخصصة، وتنظيم المحاضرات المتخصصة في الفن والاقتصاد الإبداعي.
-
"بدور السديري" وتدشين كيان عالمي شاحذ للإبداع الفني:
وتأتي الفنانة السعودية "بدور السديري" كمؤسس "لمسند" والتي تتسم بالنباهة والنبوغ، كجزء من المشهد الثقافي السعودي بثرائه وخصوصيته وتشعب فروعه وتعمق جذوره الثقافية، عبر ثراء وخصوصية وهوية أطروحاتها وأمثولاتها الفنية التي تركز على القيم الجمالية والتراثية والبعد الحضاري الذي تصطبغ به مدن المملكة وما تمتلكه من التنوع الثري من شمالها وجنوبها، كعاشقة لمفردات البيئة وتراث الوطن، والنبش الجمالي في التراث السعودي والتنقيب في أبجدياته، واستلهامه في ذاكرتها الأيقونية، لتنثر منه إلى العالم رسائل أصيلة مشبعة بخصوصية الإرث الكنيز، في ثوب حداثي معاصر يلتحف بالهوية، في تجاوز لحدود اللغات المنطوقة، ونوع من التمثيل الهادف، والتسطير الذي يبوح بالأبجديات والرسائل، ويؤطر مشاعر وأحاسيس، تثري الوجدان وتحفز التأمل والتفكير والاستجابات العاطفية لدى المتلقي، والمضاعفة القصوى والتكثيف الجذري للمفهوم، عبر خلخلة المفاهيم الراكدة وتقويضها ورج القواعد لصالح (هالة طليعية) تجتر أساليب إبداعية حداثية في لغتها الفنية.
وحصلت "بدور السديري" على درجة البكالوريوس، ثم عدد من الدورات التدريبية في مجال الفنون البصرية لتنمية موهبتها وقدراتها الفنية، والمشاركة بالشبكة العالمية بيهانس، وتمثيل المملكة العربية السعودية بشكل رسمي في بينالي بلندن، عبر حضورها المعرض المقام بها في ذلك الوقت والمشاركة في فعالياته باسم المملكة العربية السعودية، وتمثيل المملكة العربية السعودية في المعرض الفني بألبانيا "للتشكيليات السعوديات" في عام 2013م،والمشاركة في تحكيم مسابقة مترو الرياض2014م، كما حصلت على العديد من الجوائز العالمية مثل: جائزة ليوناردو للفنون التطبيقية في إيطاليا2013م، وقدم لها رئيس اسكودا في اسطنبول جائزة دولية تحت عنوان "تعزيز السلام والتفاهم الدولي من خلال الفن"، وجائزة التميز في بينالي لندن2013م، ولديها العديد من العضويات مثل: العضوية الفعالة في جمعيات خاصة بالفنون، وعضو مؤسس بجمعية الفنون التشكيلية السعودية جسفت، وعضوية بمجموعة عين رات، كما تولت رئاسة لجنة مسابقة "أزرع شجرة".
وكذلك الخبرات الصيرورة في إطلاق المبادرات وإدارة برامج الاستدامة، والموهبة في مجال تطوير الحملات المتخصصة بالتسويق السياحي والثقافي، والاحترافية المكينة بمجال التسويق والإعلام والاتصال المؤسسي، وإدارة المشاريع والمعارض المتخصصة والمواسم السعودية.







|