القاهرة 15 ابريل 2025 الساعة 10:22 ص

بقلم: د. حسان صبحي علي حسان
من خلال تأثير نابض واسع الصدى في المشهد الثقافي والفني المزدهر في المملكة، يأتي "أسبوع فن الرياض" في نسخته الأولى، الذي تؤسس له "وزارة الثقافة السعودية" و"هيئة الفنون البصرية" كحدث تطلقه العاصمة السعودية، وأسبوع حافل تنبسط فيه دور الوزارة في بناء حالة ثقافية نشطة كأولوية ضرورية، لصياغة بيئة داعمة لاحتضان ونمو الإبداع، عبر مبدعين سعوديين وعالميين، والاحتفاء بنخبة من المعارض الفنية المحلية والدولية وتقديم عرض عام دينامي للمحادثات وورش العمل والعروض الفنية، وحاضنة للمؤسسات الثقافية والرعاة ومقتني الأعمال الفنية والشغوفين بماهية الفنون البصرية، عبر إقامته في عدة مواقع ثقافية بارزة بالرياض، أبرزها منطقة جاكس كمقر رئيسي، ومجمع الموسى، إلى جانب مواقع أخرى في أنحاء العاصمة.
ويأتي "أسبوع فن الرياض" الذي ينطلق في نسخته الأولى لإحداث التأثير ونحت صدى نابض في المشهد الثقافي بالمشهد الفني المزدهر في المملكة، كمبادرة من "هيئة الفنون البصرية" في نسخته الأولى خلال الفترة من 6 إلى 13 أبريل2025م، تحت شعار "على مشارف الأفق"، كأسبوع حافل بالفن المعاصر، الثقافة، والإبداع والتفاعل والتواصلية الفنية وتجسير سبل الممكنات الثقافية والفنية، كحدث فني يحتفي بالمعارض المختارة، والبرامج الثقافية العامة الغنية بالحوارات، والفعاليات المنتشرة في جميع أنحاء المدينة. بهدف استكشاف جوهر المشهد الثقافي المتطور والمتجدد في الرياض، وتعزيز حضورها على الساحة المحلية والإقليمية والدولية، من خلال فعاليات متنوعة وتأسيس بيئة تشاركية مزدهرة للفنون البصرية، وتعزيز الحوار والتعاون، والتبادل الفني الذي يحتفي بالحاضر، ويستثمر في المستقبل، بما يعكس عمق واتساع المشهد الفني بالمملكة، ويجسد مكانة الرياض ودورها بوصفها مركزاً عالميا لإشعاع الثقافة والفنون.
النسخة الافتتاحية "لأسبوع فن الرياض" أسبوع يصدح بالفن والثقافة والإبداع:
وتحتفي الرياض في أسبوع الفن، بالعديد من الفاعليات والورش والأنشطة الفنية والثقافية في العديد من مناطق العاصمة، ليستضيف مجمع الموسى 15 معرضاً فردياً وجماعياً، تؤطر تجارب رواد الفن السعودي والمواهب الصاعدة، حيث تم تصميم هذه المعارض خصيصاً لأسبوع فن الرياض، ليعكس المشهد الفني المتنوع في المملكة، بمشاركة فضاءات عرض مثل "جاليري مرسمي"، "آي في جاليري"، و"تجريد للفنون"، و"ورد آرت جاليري"،"ارم جاليري"، هذا الي جانب احتضان "حي جاكس" للمعرض الرئيسي بمشاركة أكثر من 45 معرضاً فنياً من المملكة، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، حيث تقدم الأعمال المعروضة حواراً ثقافياً يعكس التفاعل بين المملكة والمشهد العالمي للفن المعاصر، ويشحذ دور مقتني الأعمال الفنية في تشكيل الثقافة البصرية في المملكة.
ويشمل الحدث برنامجاً ثقافياً، تحت مسمي "كيف نصنع عالم الفن؟ دروس في القيمة"، والذي يضم حوارات وورش تتناول موضوعات متعلقة بالفنون البصرية، وذلك بمشاركة مؤسسات فنية محلية ودولية، هذا بالإضافة إلى برنامج خاص بفن الفيديو المتحرك، والذي يستكشف السرديات الشخصية والثقافية والاجتماعية عبر أعمال لفنانين سعوديين وعالميين. كما تؤسس معارض بالتعاون مع مؤسسات ثقافية سعودية، مثل مجموعة مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء"، التي تسلط الضوء على العلاقة بين الذاكرة المادية والتحولات الفنية، ومجموعة "فن جميل"، التي تقدم مجموعة مختارة من الفيديوهات الفنية، تعرض محطات أساسية في تطور فن الفيديو في المنطقة، وتتناول موضوعات مثل الهوية، والانتماء، والتحولات الثقافية.
-
وفي " مسند" "أثرٌ لا يُرى":
برعاية مجتمع "مسند" وفي منطقة "جاكس" F03، ونحو الانعطاف لتجسيد رؤي فنية تنحو عن الموضوعية، وتجتاح دروب حداثية يختزل فيها المضمون الفكري للسرد البصري، طرح الفنانين( عبد العزيز عاشور- بدور السديري- خالد عفيف- عبدالله الخريف وبرعاية المبدعة والنابهة(القيم الفني) الأستاذة"بشري الجمعه) ( "أثرٌ لا يُرى" ) عبر بيان فني تلخص في (نحن لا ندرك العالم كما هو، بل كما نختبره. وبين ما يحدث وما يبقى، يظهر الأثر كحقيقة يتعذّر قياسها، لكنه يشكّل وعينا دون أن نشعر. بهذا المعنى، لا تكون الموسيقى مجرد حدثٍ صوتي، بل تجربة يتجاوز أثرها لحظة الاستماع، وتستقر في مكان أعمق من الحواس.
"أثرٌ لا يُرى" هو دعوة لإعادة النظر في علاقتنا بالصوت. ليس كوسيلة إدراك، بل كقوة تحولية. فالمعرض لا ينحاز للغة الموسيقى، بل يتتبع تجلّياتها حين تتجاوز وظيفتها الجمالية، وتتحوّل إلى حضور غير مرئي يربط الجسد بالذاكرة، والإيقاع بالمساحة، واللحظة بما يتجاوزها، ففي هذا التكوين الفني المتعدد، لا تُقدَّم الأعمال كأجوبة، بل كإشارات مفتوحة نحو تجارب حسية تتجاوز ظاهر الصوت. إنه تأمل فيما تتركه التجربة بعد انقضائها، وفي قدرتنا على الإصغاء لما لا يُقال، والتفاعل مع ما لا يُرى، لكن يُحدث تغييرًا دقيقًا، دائمًا، وهادئًا فينا).
فانطلقت "بدور السديري" من خلال إشارات ودلالات عاطفية، وعلاقات متبادلة بين الشكل واللون والتراكيب والمضامين، بما يؤدى بالعمل للقيام بوظائفه (بداية من التعبير عن المعنى ونقل المشاعر، والوظيفة الجمالية، والوظيفة المعرفية عبر فهم المحيط المجاور، والوظيفة الاجتماعية بالتواصل مع الآخر) عبر بلاغة الأفكار التعبيرية والمفاهيمية. وارتكل "عبد العزيز عاشور" إلى خطابات بصرية كمعادل وتمثيل فاعل يشخص الحقيقة التي تطرحها مخيله الفنان، دون الغلاف الظاهري في الواقع البصري المحسوس، بهدف الإفصاح عن جماليات وبلاغة بصرية.
وكثف توجه الفنان "خالد عفيف" نحو قدرات السرد البصري المرتبط بالمحتوى الفكري الخاص، وطرقه الحداثية المبتكرة ذات التعبير الشاعري في التناول، وقدرات التفكير الغنائية اللونية المندفعة من مزاج فني خاص منحاز لتسطير الحداثي والمشهديات البصرية ذات الهوية والخصوصية والحسي الوجداني، لينطلق مرجوع ذلك لما يتمتع به الفنان من قدرات إبداعية تفاعلية صيرورة مع التقنية والوسائط وفق مفاهيم محددة عززت الفعل الإبداعي والحرية لدى الفنان. وفي “مازال”، يتعامل خالد عفيف مع الطين بوصفه سجلًّا غير مكتوب—عن الأرض، عن الإنسان، وعن الإيقاع الذي لا يزال يتردد تحت السطح. أن ما مضى لا ينتهي، بل يظل مقيمًا في الأشياء—متخفيًا في الحبيبات، وفي الصدى، وفي أثر الحركة. باستخدام الطينة الحجرية، وإيقاعات العرضة النجدية، لا يعيد عفيف تشكيل المادة فحسب، بل يستحضر ما بقي منها. فالصوت هنا ليس مرافقة للعمل، بل أداة نحت. تُفتَّت الطينة على إيقاع الطبول، وتُعاد صياغتها كما لو أن الجسد والصوت والتراب يتشاركون اللغة ذاتها.“مازال” لا يُعيد الماضي، بل يكشف حضوره المستتر في كل ما نظنه انتهى. إنه تأمل في الأثر حين يتحوّل إلى مادة، وفي المادة حين تنطق بالصوت الذي لا يزال.
وجاءت أطروحات "عبد الله الخريف" عبر أسلوبية ترتكل لتوظيف مساحات وكتل لونية سيمفونية "بالأبيض والأسود" على أسطح أعماله وفق رؤية وفهم منضبط للمعنى الدلالي البصري للمساحات والكتل اللونية، مدعومة بالقيم البعدية للون، بما يدفع نحو استثارة مخيلة الجمهور لتلمس انفعالات وإحساس وفكر الفنان والتفاعل الدؤوب معها.
-
جاليري "سماح" مفاهيم الانتماء، والروحانية، والبحث عن الجذور:
وتوازيا مع أسبوع فن الرياض (على مشارف الأفق) (تكريمًا للماضي، واحتفاءً بالحاضر، ورؤيةً نحو المستقبل) وفي الفترة من 7-30 أبريل، وفي صدى لمدينة تعيش تحوّلًا مبهراً، يحتفي "أحلام جاليري" بالمشاركة في النسخة الافتتاحية لأسبوع فن الرياض "بحي جاكس" بالمبدعين (الفنان السعودي صديق واصل - والفنان البرتغالي ليونيل مورا) حيث يستعرض الفنان السعودي "صدّيق واصل" مجموعة فنية معاصرة تحت مسمي "بيوتنا صوب اتجاه القبلة" التي تسلط الضوء على مفاهيم الانتماء، والروحانية، والبحث عن الجذور من خلال أعمال نحتية معدنية نابضة بالمعنى، عبر استخدام مواد سابقه التجهيز ومعاد تدويرها.
والتي يعيد من خلالها واصل أسلوبيات وطرق التشكيل بأسلوبه الفريد إلى أقناع بشرية وأشكال تجريدية تعبر عن الصمود والحركة والاتجاه الروحي نحو القبلة، ودمج الهوية الثقافية مع البعد الروحي، كعرض فني يطرح دعوات للتأمل في مفهوم "البيت" كاتجاه ومعنى للانتماء. حيث تشكل القبلة في هذه الأعمال محورا رمزيًّا وماديًّا ترمز فيه إلى الثبات في عالم متغير وإلى البوصلة الداخلية التي تقود الإنسان نحو معنى أعمق للبيت والانتماء من خلال المزج بين البعد الروحي والهوية الثقافية. حيث يقدم "صديق واصل" رؤية فنية تستكشف العلاقة بين (الإنسان والمكان- بين الجغرافيا والمقدس- وبين ما هو مادي وما هو معنوي) في مجموعة ليست فقط تأملا بصريًّا، بل تجربة فكرية وروحية تدعو الجمهور لإعادة النظر في معنى البيت كوجهة وهوية وتجسيد للانتماء الإنساني.
هذا إلى جانب مجموعة أعمال الفنان "ليونيل مورا" " لوحات روبرتية" كإنتاج سرب من الروبوتات الفنية كجزء من المعرض الافتتاحي لمتحف "درعية أرت فيوتشرز" حيث كانت تعمل هذه الروبوتات الصغيرة معا في الوقت الفعلي لإنتاج اللوحة، والتي تبدأ من قماش فارغ وتستجيب ديناميكيا للألوان والضربات التي تخلقها أثناء العملية الإبداعية. ومن خلال نهج يعتمد على الذكاء الاصطناعي تولد هذه الروبوتات تركيبات تجريدية فريدة من نوعها متجاوزة حدود الإبداع الفني التقليدي لتعيد تعريف دور الآلات في العملية الفنية، حيث تقوم هذه العملية الفنية على توسيع التجربة الرائدة لإمكانيات الفن الرقمي والروبوتي، وشحذ الطريقة التي ندرك بها العلاقة بين النية البشرية والذكاء الاصطناعي في مدارات الإبداع الفني.
-
"هن" "Hunna" في جاليري "ارم" وجاليري "مصر":
وعبر أشروحات فنية حداثية تتسم بدينامية الطرح المصبوغ بالتحليل العميق والفهم لماهية وعلاقة الفنان بالمحيط الذي نشأ فيه واستقى منه رموزه وأفكاره البصرية الحالمة والتعالقية مع الموروث الكنيز في معاصرة نابضة، نظم جاليري "ارم" بقيادة الأستاذ "محمد السعوي"، وبالشراكة مع جاليري "مصر" برعاية الأستاذ "محمد طلعت"، افتتح معرض بعنوان "هن "والذي يتناول مجموعة من الرؤى التشكيلية السعودية والمصرية والعربية المعاصرة، (ريم الفيصل- علياء الجريدي- امنه النصيري- بشرى المتوكل- إيمان عزت- فاطمة لوتاه- غادة الكندري- هند عدنان- هند ناصر- لاله السعيدي - ليلى بيضون شلبي- مها الملوح- مريم بودرباله- بيترا سرحان- ريما سلمون- شلبية إبراهيم- سعاد عبد الرسول- تغريد درغوث- تبيان بخاري- ياقوت كباج ) في الفترة من 7\4\2025م ال 8\5\2025م. حيث تم استعراض ثنائيه تمازج الفنون البصرية والأدب، لتسطير أفكار مؤسسة على اللون والمساحة والخط والتحول من الثبات إلى عوالم الحركة، بقوالب فنية مستنيره تنحو عن النمط والنواميس المتعارف عليها، من خلال بلورة أسلوبية جمالية حدسيه، تدلل على خيال مكين للفنان وقدراته في استيراد دروب استلهام مفعمة.
فاستعرضت الأميرة"ريم الفيصل" في معرض " هن " بتأليفاتها الفنية الفوتوغرافية التي تستخدم الصورة كوسيط للتعبير ورافدٍ ذي تأثير يكثف المدرك الحسي لاستحضار التاريخ والتراث والعبق وتجسيد أبجدية حداثيه خاصة للإفصاح عن الأفكار، وتعبأة الصور بشفرات سعياً للتمويه على المباشرة لتوجيه الذهنية لمحاولات التفسير والتأويل، والزج بالمألوف ليتعايش مع اللامألوف، لتكثيف القيمة التعبيرية والرسالة. عبر الكادر الفوتوغرافي كظاهرة تعمل على تنميط الواقع، الذي تستمد خصوصيتها من تعامل غير آلي معه، لتتعاظم لديها وظيفة الصورة لتصنع التأثير، كانعكاس لأيديولوجي التواصل البصري وتوثيق المشهد الحضاري والتراثي والتاريخ، لنقل الحاضر تاريخا وحفظ أشكال التعبير الثقافي التقليدي. حيث يتجلى أسلوبها المميز في صورها التي تُعبر عن الروحانية والوجود الإلهي في الطبيعة وحياة الناس، ويمكن وصف رحلة ريم الفيصل بالفريدة من نوعها، فبالإضافة إلى كسرها للصورة النمطية للمرأة السعودية، كانت الفيصل رائدة على عدة أصعدة، منها: أول مصورة فوتوغرافية توثق مناسك الحج كاملةً، وأول مصورة سعودية تُقدم أعمالاً موسعة عن الجالية المسلمة في أمريكا، وأول مصورة سعودية تعرض أعمالها في فلسطين، وأول مصورة سعودية وثقت تجارب من الصين واليابان وكوريا، وأول مصورة عربية تعرض أعمالها في الصين، وواحدة من القلائل الذين صوّروا الحياة اليومية في إيران. كما أن تخصصها هو دراسة مدرسة الفلسفة الإسلامية في فن التصوير وتأثير الشعر العربي. كما حصلت الفيصل على وسام جوقة الشرف من فرنسا.
وتناوعت أعمال الفنانة المصرية "علياء الجريدي" ما بين التركيبات الفنية، والفيديوهات واللوحات والمجوهرات. لتسعى بذلك أعمال علياء الجريدي إلى فتح آفاق جديدة لإعادة التفكير في المدخلات والمسلمات التي تُشكّل شكل العلاقات المعاصرة بين البشر. لتختزل بذلك الفنانة التفصيليات في كل متكامل يتكئ على الخطوط الصارمة والمنسابة والمجموعات اللونية كمتواليات نسقية لبنائيات وصياغة أشروحاتها الفنية المعززة بالفعل الحركي الراديكالي، بشكل سرمدي دينامي حالم يؤطر المشاعر والأحاسيس ويعلي من طاقات التعبير، وينوع من النغمات البصرية، بما يبث الروحانية في أجواء العمل لتصدير تلميحات مفاهيمية وتعبيرية سرمدية، والجمع بين الأنساق المتباينة التي تتمثل في (رصانة التراتيب الهندسية للنصوص، وروحانية حركتها) لصالح إبداع أعمال مؤسسة على التفكير التأليفي بينهما لكي تتناغم كلها داخل هذا الوفاق في حيوية دينامية.
وتأتي أعمال الفنانة السعودية "مها الملوح” الفنية في معرض "هنّ" الجماعي، لتعكس مدى تأثرها بعمق بروابطها الثقافية والروحية بمنطقة نجد، حيث تشخص أعمالها وتستلهم تراثها المعماري الغني، ومنسوجاتها المزخرفة النابضة بالحياة، ورموزها الدينية والثقافية العميقة، في استكشاف للتناقضات بين التقليد والحداثة في المملكة العربية السعودية، مستجوبةً الذاكرة الثقافية والتراث المادي، حيث انحازت الفنانة بداية لاستخدام فن الكولاج التلصيقي، ودمج الأقمشة المحلية والصور التاريخية. هذا إلى جانب شغفها بمجال التصوير الفوتوغرافي التجريبي، مستخدمةً الأشياء التي عُثر عليها مثل (توظيف القطع الأثرية الثقافية - أطباق مينا كبيرة الحجم، وأشرطة كاسيت، وبراميل نفط مُهملة، وأبواب معدنية) لتوثيق السرديات المجتمعية المتغيرة. مع إعادة تركيباتها الفنية متعددة الوسائط في قوالب نابضة، واسعة النطاق، للإيلاج في حوار حول الهوية والتحول والذاكرة الجماعية.
هذا إلى جانب الظهور المتمايز للفنانة "تيبيان بهاري" في معرض "هنّ" الجماعي، وعملها المسمي "ما بين السماء والأرض"، والذي يستعرض استكشافًا عميقًا للهوية المكانية والمناظر الطبيعية الطبوغرافية للسودان، في سياق الانفصال والفقد. ليعكس عملها العلاقة المعقدة بين الأرض وشعبها خلال فترات الحزن والاضطراب والنزوح والإيمان.حيث تمتلك الفناة قدرات الغوص في المشهد المادي والروحي للسودان، مستكشفةً التوترات والتحولات التي تنشأ في أوقات الانقسام. يُعد عملها الفني الضخم "ما بين السماء والأرض" بمثابة تأمل تأملي في الحوار الروحي المُضمّن في القرآن الكريم، متأملةً في المساحات بين الأرض والخالق. ليصدر العمل طبقات متعددة، مستلهمًا من الحركات الشخصية (غير الرسمية) والجماعية (الرسمية)، جامعًا تجارب المنفى والهوية والتحول. من خلال هذا الاستكشاف الغامر، يُصبح فنّ بهاري وعاءً يُجسّد طاقة الأرض نفسها، مُقدّمًا بوابةً للمعرفة الحدسية.












|