القاهرة 18 مارس 2025 الساعة 10:42 ص

كتبت: سماح عبد السلام
تعُد منحوتات أمجد التهامى امتدادًا لأعمال الفنان المصري القديم التي يعتمد فى تنفيذها على المواد المحلية التى يسهل الحصول عليها لتخرج هذه الأعمال وقد أخذت من عظمة الإنسان محورًا لها فى أبهى صورها.
يسعى عبر أعماله لإيجاد المقابل أو الشكل البسيط الذى يقبله الإنسان ويتفاعل معه بدون مبالغة فى معالجات السطح الخارجى ببساطة شديدة. طريق العودة للأصول. أصل الإنسان".
بالنظر لمعرضه "أحلام الحرية" والذى قام بعنونة أعماله فيقول: "العناوين ليست محددة ولكنها مفتوحة. إلا أنه يشير إلى طريق واسع. على سبيل المثال: "نجم السما" هو نجم السما ولكنه لا يضعنى فى منطقة معينة. أو التمثال المعنون بـ"الدخول في دائرة" لا يدخلنى فى دائرة معينة وكذلك الأمر لعناوين مثل الفكر، الخلاص، المهرج، سحابة فى السماء، الحائر1 والحائر2.. إلخ.
كما تعتمد منحوتات د. التهامى على الرمزية.. وتارة نجده يضع رأس طائر على جسد أنثى، وأحيانا يجعل جسد الرجل يتأرجح بين المرتفع والمنخفض فى دلالة على الحيرة وعدم الثبات. وهنا يوضح: أستخدم الرمزية نعم، ولكن أهتم بنقطة معينة فى عملى وهى تقريب فن النحت من الناس. وعدم اقتصاره على شريحة معينة. وجدت تفاعلاً مع ناس بسيطة فى معرضى الآخير. أما الرمزية فأختارها بشكل مبسط. لا أن تكون شفرة صعب فكّها، أو تكون خاصة بى بمفردى. لكن الهدف الرئيسى دائماً هو العنصر الإنسانى.
كما يشير إلى أن الحلول التشكيلية الكثيرة على سطح الكتلة تصنع حاجزاً يحول دون الاندماج في التعبير عن النقطة التي أريد الوصول إليها فى العمق. ومن ثم أنتهج طريقة التلخيص والاختزال ومن هنا أحاول إزالة كل ما من شأنه أن يشوش على وصول رؤيتى أو التواصل مع عمق المضمون.
يتحدث التهامى عن آلية تعامله مع منحوتاته وتطويعها ويقول: "البحث فى مجال الأشكال المجسمة أمر مرهق ويتطلب مجهوداً وتجريبا. وما زلت حتى الآن أقوم بالتجريب ولا أستقر على شيء. بل أحياناً أفاجئ نفسى فى كل مرحلة".
نلحظ تأثر التهامى بالنحات العالمى فى البداية "رودان" من ناحية تشكيل الملامح، إلا أنه تعامل معه بمنطقة فلسفية قدرية. النحت مع المعايشة يجرنا إلى أبعاد أخرى دون الوقوف لمنطقة واحدة. وجدت نفسى أفتح بابًا كل حين للتجريب ما بين الكتلة والفراع. إذن أنا أحيا فى مرحلة تجريب وسأظل هكذا. حيث أن كشف أسرار الكتلة وعلاقتها بالفراغ ما زالت تتطلب فترة طويلة منى ولا أعرف متى ستنتهى.
كما تتسم أعماله بالمرونة والانسيابية والتدفق فى إطار حرصه على إقامة نوع من التوازن بين العلاقات الشكلية. كما تعكس قدرته الفائقة فى التعامل مع الخامة وتطويعها لخدمة الجانب التعبيري.




|