القاهرة 11 مارس 2025 الساعة 10:02 م

حاورته: إيمان السباعي
الأراجوز المصري ليس مجرد عروسة تقدم عروضًا مسلية بل تاريخًا بدأ من مصر يوثّق لأقدم الفنون المصرية الفلكلورية في هذا المجال.. الأراجوز صديق الأطفال لكنّه أيضًا شجاع ويواجه الظلم ويتحدى ويناقش مشكلات المجتمع وينتقدها بطريقته الساخرة في عروضه التراثيّة..
تعوّدنا أن يقف الأراجوز خلف "بارافان" خشبي يقدم عرضه الذي يسمى "نمرة" لإضحاك الجمهور لكن الأراجوز الذي التقينا به كان يتجوّل في الحديقة الثقافية التي تحيي لياليي شهر رمضان الكريم.. يرتدي زي الأراجوز الأحمر وفي يده عروسة الأراجوز يهرول بخفة بين الجمهور الذي يتبعه أحيانًا ويلتقط معه الصور ويتبادل معه الكلمات اللطيفة الضاحكة بصوت الأراجوز المميز الذي يرسم الابتسامة على الشفاه بمجرد سماعه.
التقت مصر المحروسة بالأراجوز في هذا الحوار..
نريد أن نتعرف عليك أكثر.. فمن أنت يا أراجوز وما حكايتك؟
أنا إسلام أحمد محمد تخرجت من كلية التجارة، أول لاعب أراجوز من ذوي الهمم.
منذ صغري عشقت كل أنواع الفنون، أنا لست لاعب أراجوز فقط أنا لاعب عرائس ماريونيت وصانع عرائس وأجيد ألعاب فنون الظل وألعاب خفة اليد.
يااااه.. أنت حكاية كبيرة فعلا يا أراجوز! لكن كيف بدأ اهتمامك بفن العرائس والأراجوز ولماذا اخترته؟
بدأ حبي للعرائس بعد المرة الأولى التي شاهت فيها أوبريت الليلة الكبيرة وظلت في ذاكرتي وشعرت أن العرائس داخلها حياة كبيرة لدرجة أنها يمكنها أن تخرج إلى الشارع وتتحدث مع الناس فأردت أن أعرف هذه اللعبة وأتعلم.
بعدها عرفت أن المركز القومي لثقافة الطفل ينظم ملتقى الأراجوز ورحبوا بمشاركتي في ورش لتعلم فن الأراجوز لكن قبل ذلك، المصادفة قادتني للأستاذ سيد السويسي لاعب الأراجوز وبدأت التعلم معه.
ما أهم العروض التي شاركت فيها؟
اوبريت الليلة الكبيرة في دار الاوبرا المصرية وعروض أخرى مع المخرج وليد عوني، كما شاركت في قوافل حياة كريمة وعروض المركز القومي لثقافة الطفل.
ما المميز في عروضك؟
غالبا يقدم الأراجوز عروضه خلف بارافان أما أنا فأسأل الأطفال قبل تقديم أي عرض: تحبوا الأراجوز يلعب معكم أم يظل داخل بيته؟ معظم الأطفال اختاروا أن يلعب معهم الأراجوز ويتحرك بحرية لذا فمعظم عروضي أقدمها متجولا بين الأطفال.
ما الذي تتمناه وكيف ترى مستقبلك كلاعب أراجوز؟
حلمي أن أسعد الأطفال، قدر استطاعتي، فالأطفال تحيا في عالم به الكثير من الحروب والمشكلات والحكايات المخيفة الكئيبة أتمنى أن أساهم في أن أهدي لهم أوقاتا سعيدة وبالفعل قدمت عروض الأراجوز لأطفال مرضى خصوصا مرضى السرطان، ولأطفال أصيبوا في الحرب على غزة وجاؤوا إلى مصر لتلقي العلاج.
أحلم أن أقدم برنامجًا يساعد في التكوين الصحيح للطفل وتقويم سلوكه، وليس الأطفال فقط بل الكبار أيضا أتمنى لو أساهم عن طريق الأراجوز في مناقشة قضايا اجتماعية وسلوكية تهم المجتمع المصري.. أما أمنيتي الكبرى فأن أشارك في برنامج للترويج للأماكن السياحية في مصر وأعتقد أن الأراجوز هو أفضل من يمثل الفلكلور المصري وأفضل من يروج للسياحة في مصر
|